المنفيون إلى ذواتهم

[مشمشه عسوله]

المنفيون إلى ذواتهم

المنفيون إلى ذواتهم

الطرق الخلفية للمدينة تحمل الكثير من المفاجئات ..
وضبابية المدينة لا تهم أمامها كم من الشموس تشرقها السماء ..
مامن حراس على بوابات المدينة ..
مالهدف من حراسة مدينه شعبها شخص واحد ..



المنفيون إلى ذواتهم

الأركان بيوت العناكب ..الحقيقة..
..عنكبوت الغربة بنت لها عشا بأركان ذواتنا ..
الأرملة السوداء ..الساكنة بأحداقنا ..ماعادت تنفث سما ..
فهي تقتات أرواحنا السبعة كل مساء ..
ونحن ..المغضوب عليهم نستعيد قدرة البعث من قصيدة وصفحة كتاب
لنهدي للأرملة روحا جديدة ..أو عشاءً لليالي القادمة ..
بينما هي تخيط شرانقها على أعمدتنا الفقرية .
.أيكون ذاك ما يجعلنا دوما في حالة إنتصاب ..؟
أيكون ذالك مايجعل أجنحتنا هشه حد التفتت..؟
فأمسى المشي هو كل ما نتقنه .. مرددين ديدن طفولتنا ..
واقعية ..واقعية ..واقعية
سحقا ..كيف يطيرون هم إذا ..؟
وكيف علمتهم أمهاتهم لحنا يسمونه
..أ..أ..أ..أح..أحل..أحلا..م
الآخرون لهم عيون تسكنها الفراشات وحدائق البنفسج..لاكنهم لايرون أبعد من أرنبة أنوفهم ..
وما أجمل أرنبة أنوفهم ..!!
أو هكذا قيل لي ..
تعلمنا المشي على أذرع ثمانية ..تنبت من خواصرنا ..
في حين ..يغالبون هم صعوبة الإمساك بقلم بيد واحدة .. وحلواهم بالأخرى
ألم تكن يدان كافية .. لكتابة كلمة ( بابا ) على السطر
لمَ علينا تعلم غزل الحروف ..بأذرع ثمانية ..
لاتتقن سوى غزل المزيد والمزيد من شرانق الحروف..
خيوط شباكها اللزجة ليست لصيد الذباب ..
فنحن ذباباتها الحبيسة بشباكها ..أو شباكنا ..لا فرق
وأولائك...لا أوتاد تشدهم للأرض ..
ونحن تشدنا خيوطنا لما تحت الأرض ..
يتذبذبون مابين فرح وحزن ..تماما كتراقص حبة رمل على وقع أقدامنا
ونحن ..نقف على عتبة الشعور ..نتسائل..
أيهما أجدر بالإحساس أولا !!؟
يعيشون كالعميان ..
ونعيش بإدمان نور حد الثمالة ..
يفطرون على السكر صباحا ..
ونغترف حليب العناكب المر ..
بدعوى أن رفاهية المذاق لا تناسب سمو الطبع
مهلا..مهلا
كلا لا تدقق بين السطور أكثر ..
فقد تنقل لك عنكبوتي بيوضها دون أن تشعر..
فما كل الأمراض تورث ..
(هناك مثل صيني يقول ما معناه أن الأسماك لا تدرك أبدا متى تبول.
وهذا ينطبق جيدا على المثقفين لأن الذكاء مرض!
في الواقع الذكاء ألم مضاعف، فهو يُدمي ولا أحد يفكر أن يعتبره مرضا)
المنفيون إلى ذواتهم

منتديات شبكة حياة - نثر و خواطر