حراك في قضية المرأة السعودية

أوتار حساسة · 07-17-2013, 01:45 AM

السلام عليكم ,,,

رغم الممانعة من بعض أطياف المجتمع لتغيير وضع المرأة في المملكة حتى ولو كان هذا التغيير يخدم الغالبية من النساء إلا أن المعارضة لحصول المرأة علي بعض حقوقها حتى ولو كانت متوافقة مع الدين و المواثيق الدولية تبني علي خصوصية المجتمع ، وهذا المصطلح اعتقد أنه استخدم بطريقة سلبية لفترات طويلة للوقوف في وجه أي تغيير اجتماعي ، خاصة أننا أصبحنا اليوم جزءا من المجتمع العالمي الذي مهما أبدينا من ممانعة إلا انه سوف يؤثر فينا وسوف يزيد التفاعل و التداخل بين الدول و الحضارات في المستقبل بشكل اقوي و أسرع مما هو عليه الآن ، لذا فالمجتمعات الخلاقة هي التي تسعي إلي التأثير و التفاعل في نطاقها الإقليمي و الدولي ، وعليها عدم الاكتفاء بترديد نظريات تفسر أن التخلف و الانكفاء الذي نعيشه هو من الآخر الذي يصور دائما بأنه يتربص بنا .

أن ملف المرأة في المملكة يعيش حراكا لافتا هذه الفترة علي جميع الصعد ، خاصة أن بع النساء ومن جميع طبقات المجتمع في المملكة أصبحن هن من يطالب بحقوقهن ولا يترددن بالذهاب إلي المؤسسات الحكومية وغير الحكومية للمطالبة بحقوقهن ، فعلي سبيل المثال كنت أشاهد في قناة الإخبارية الرسمية بث مباشر لبعض النقاشات التحضيرية في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني حول مجالات عمل وتوظيف المرأة السعودية ، استمعت إلي أصوات نسائيه تتكلم بثقة ووضوح عن بعض هموم المرأة السعودية في هذا المجال ، فعل سبيل المثال أشارت المستشارة الاقتصادية عزيزة الخطيب إلي أهمية الوضوح في تعريف مفهوم الاختلاط بين الرجال و النساء في مواقع العمل ، وتطرقت هدي الجريسي وهي سيدة إعمال إلي إن بعض الفتاوى الدينية تحرم عمل المرأة في بعض المجالات ، رغم ما توفره مثل هذه النشاطات من مداخيل جيدة للنساء العاملات فيها .

مروة المقيط مسئولة القسم النسائي في احدي شركات السفر المحلية طالبت بإعطاء المرأة السعودية الحق في العمل في مثل هذه المجالات ونادت بأن تكون مخرجات التعليم بالنسبة للمرأة متوافقة مع حاجة السوق وإلا تترك للجهود الذاتية .

وفي قضية أخرى لها علاقة بهذا الموضوع نشرت احدي الصحف المحلية أخيراً مطالبة بعض الطالبات اللاتي حصلن علي منح تعليمية للدراسة في الخارج بإسقاط شرط المرافق لهن في فترة دراستهن خارج المملكة ، إضافة إلي إن النساء السعوديات طالبن بإسقاط شرط الحصول علي موفقة ولي الأمر في حال التقدم للعمل في جميع القطاعات وكذلك في حال التقدم للدراسات العليا في الجامعات السعودية .

أن الحضور المميز للمرأة السعودية في منتدى جده الاقتصادي الأخير يؤكد حورها القوي في المشهد المحلي فالوضع ليس كالسابق حيث كانت المطالبة بحقوق المرأة يقوم بها بعض الرجال وخاصة من النخب المثقفة ونقول لهم شكرا الآن المرأة السعودية هي من يقود مثل هذه المطالب .

اعتقد إن قضايا المرأة السعودية ليست بالموضوع الذي يمكن معالجته بهذه الفترة الوجيزة ولكن مما يدفع بهذا الموضوع للإمام هو إيمان القيادة السعودية بهذا الحراك النسائي .