.,,. الرصــاصــة والــــظلام .,,.

[غزة حرة]

.,,. الرصــاصــة والــــظلام .,,.

الطريق الي الوطن طويل .. طويل

كثيرون سقطوا على هذا الطريق .

منهم من سقط برصاص قاتل مأجور .. وآخر سقط بتفجير سيارته

منهم من قتل بتفجير بيته على أطفاله .. وآخر سقط عن طريق الهاتف

منهم من قتل في بيروت .. في أثينا .. دمشق .. لشبونه .. روما .. لندن .. قبرص

تونس .. نابلس .. خان يونس .. طولكرم .. غزه .. رام الله .. رفح

المكان متعدد الاحتمالات كاسم القاتل

وكما يمكن تشخيص القاتل بانه العدو

يمكن تحديد المكان بانه المنفى

من كاتب القصه .. الى رسام الكاريكاتير

ومن الشاعر الى المؤرخ والصحفي

ومن الحالم .. الى المفكر

من قتله مجهول .. ومن قتله المعلوم الذي تحول الى مجهول ..!

ومن قتله العدو .. ومن قتله ابن جلدته ..!

من سقط قبل الشتات .. وفي الشتات .. وفي المنافي .. وبعد الشتات

وآخر سقط داخل :الغيتو" الذي فُرض عليه باسم السلام

مرثية تلو مرثية أخرى نكتبها على صفحة الحزن اليومي

ولكن هل تنتهي رحلة الألف ميل بطلقة واحدة ؟!

لقد تجازت خطوات الشهداء الألف ميل إلى آلاف الأميال

قطعوها خطوة ... خطوة

من رمال شاطئ غزة الأزرق .. إلى حقول القمح وأشجار العنب في الخليل

ومن جبال وكهوف نابلس .. إلى حقول الألغام والأسلاك الشائكه أينما ولوا وجوههم في المسيرة إلى الوطن

أو ماتبقى من الوطن ..!

وعلى الطريق إلى الوطن وداخل الوطن .. سقط العشرات من الشهداء

كالعصافير يمرون .. يشحذون الذاكرة بكل شظاياها

يحرضون على عدم النسيان

يتداخلون بكل تفاصيل الأيام .. يقتحمون الشوارع والأحلام

ويتجسدون شهداء

يتعمدون في عمق الأرض رياحينا وشقائق نعمان

وينبعثون كل يوم فينا من رماد الأرض كالعنقاء

عندما تمر الأيام .. عندما تغوص أجسادهم الطاهرة عميقا في الأرض

نريد لصورهم أن تبقى .. نريد لهم أن يظلو نبراساً وبركاناً

لا نريد لملامحهم وأسمائهم العبور هكذا من فوق أيامنا

لأنهم الحقيقة والتغيير .. لأنهم الواقع والمستقبل الذي سيأتي

ولأن في استشهادهم أسمى معاني الحياة

فهم الذين كتبوا بدمائهم مالم يستطع مداد الأرض كتابته

قاماتهم العملاقة تحرس حلمنا وتحصن تربيتنا الفلسطينيه

من الإنجراف والإنحدار

حيث لقامات الشهداء انغراس أعمق في الأرض

انغراس يصتع لنا الحقيقة والجذور ...

>> مقتبس من مقدمة كتاب "الرصاصة والظلام" لــ"عادل أبو هشام" <<

منتديات شبكة حياة - المجلس العام