12-06-2013, 12:23 PM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||
كيف يكون العاطفة والحب بالاسلام 2013 ، الحب في ديننا الحنيف 2013كيف يكون العاطفة والحب بالاسلام 2013 ، الحب في ديننا الحنيف 2013 [/size] [size=5][font="]إهمال العاطفة: إن الدعوة إلى إهمال العاطفة دعوة بحاجة إلى [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]مراجعة وإلى إعادة النظر لأمور منها: [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]أولاً:[/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="] أن العاطفة خلقها الله في الإنسان أصلاً، فقد خلق الله الإنسان يحمل مشاعر وعواطف من الحب [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]والكره، والقبول والرفض والحماس .فالدعوة إلى إلغائها دعوة [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]إلى تغيير خلق الله، والدعوة إلى إلغائها أنها خُلقت عبثاً، وحاشى [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]لله عز وجل أن يكون في خلقه عبث، فهو سبحانه ما ركَّبَ هذه العاطفة [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]في نفس الإنسان إلا لحكمة، ولمصلحة لابد أن تتحقق من ورائها . [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="] [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]ثانياً :[/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="] يتفق العقلاء من الناس على وصف فاقد العاطفة بأنه رجل [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]شاذ؛ فالرجل الذي لا تتحرك مشاعره، فلا يرقُّ قلبه لمشهد يثير [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]الرقة والعطف، ولا يملك مشاعر الحب تجاه الآخرين أو مشاعر الرفض [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]تجاه من يُرفَض، الرجل الذي لا يمكن أن تتوقَّد في قلبه حماسة أيًّا [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]كان الموقف، لاشك أنه رجل شاذ فاقد للإحساس والعواطف . بل إن [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]الناس يرون أن الرجل الذي لا يحس بالجمال، ولايتذوق الجمال في [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]هذه الدنيا، رجل شاذ، فهو وصف مخالف للفطرة السوية، ولهذا ( [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]حين جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ورآه يقبِّل صغيراً، [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]قال :تقبِّلون صغاركم ؟! قال صلى الله عليه وسلم "أوأملك أن نزع [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]الله من قلبك الرحمة ؟"). إنه رجل شاذ بعواطفه، إنه رجل كما قال [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]صلى الله عليه وسلم:"قد نُزعت من قلبه الرحمة" فصار تصرفه وصار [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]سلوكه، سلوكاً غير مرضيٍّ، وسلوكاً مرفوضاً، يستنكر النبي صلى الله [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]عليه وسلم على هذا الصحابي رضوان الله عليه، أن لا يملك في قلبه [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]الرحمة، والرقة والعاطفة تجاه هؤلاء الصبية الصغار، فصار لا [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]يُقبِّل أحداً منهم . ثالثاً : حين نقرأ سيرة الرسول صلى الله عليه [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]وسلم نجد مواقف شتى تدل على هذا المعنى وسواءً سميناها عاطفةً [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]أو لم نسمها كذلك فلا مشاحنة في الاصطلاح، ولا يجوز أبداً أن نقيم [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]جدلاً وحرباً حول المصطلحات والألفاظ، سمها ما شئت المهم إنها [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]تعني الذي نريد، وإن اصطلحنا نحن على تسميتها بالعاطفة فإن [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]هذا لايعني أن وصف العاطفة لفظ تهمة أصلاً ولفظ جرح، يتردد المرء [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]من أن يصف به فلاناً من الناس فضلاً أن يصف به محمداً صلى الله عليه [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]وسلم . وإن اخترت أن تبحث له عن لفظ غير هذا فأنت وما تريد [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]لكنا نحن نريد المعنى ولسنا نقيم جدلاً حول هذا المصطلح وحول [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]هذا اللفظ . النبي صلى الله عليه وسلم كان يملك هذا الشعور: [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]يملك هذا الشعور مع زوجاته، ففي حجة الوداع تأتي زوجه عائشة [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]رضي الله عنها وقد حاضت ولم يتيسر لها أن تأتي بعمرة قبل الحج [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]فتأتي النبي صلى الله عليه وسلم فتقول: يذهب الناس بحج وعمرة [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]وأذهب بحج؟ ثم تلحُّ عليه صلى الله عليه وسلم، يقول جابر: وكان [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]رسول الله عليه وسلم إذا هوت أمراً تابعها عليه، ويواعدها صلى الله [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]عليه وسلم المحصَّب أو الأبطح ثم تذهب مع أخيها فتعتمر فتأتي [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]إليه صلى الله عليه وسلم فيُوقظ صلى الله عليه وسلم ثم [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]يقول "أفرغتم؟" فتقول: نعم؛ فيؤذن أصحابه بالرحيل . وفي موقف [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]آخر أبعد من هذا كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في غزاة [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]ففقدت عقداً لها رضي الله عنها وحبس النبي صلى الله عليه وسلم [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]الناس يبحثون عن هذا العقد، ويأتي أبوبكر الصديق رضي الله عنه [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]إليها والنبي صلى الله عليه وسلم نائم على حجرها فيقول : ( حبستِ [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس، وليسوا على ماء وليس معهم [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]ماء ؟! ) قالت: ( فما يمنعني أن أتحرك إلا مقام رسول الله صلى الله [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]عليه وسلم على فخذي ) حتى آيسوا من هذا العقد فلما أقاموا [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]البعير وجدوه تحته !!، وتدركهم الصلاة وليسوا على ماء، فتنزل [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]آية التيمم فيقول أسيد رضي الله عنه: ( ما هذه بأول بركتكم يا [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]آل أبي بكر ) . إن النبي صلى الله عليه وسلم يحبس الجيش كله، [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]ويبقيه يبحث عن هذا العقد، والقضية ليست قضية رجل يتعلق [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]بالدنيا حاش وكلا، إنما هي مراعاة لمشاعر تلك المرأة، فيحبس [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]النبي صلى الله عليه وسلم الجيش ويحبس الناس، ويأتي أبو بكر [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]الصديق رضي الله عنه غاضباً إلى عائشة لأنها حبست الناس ويبقيهم [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]صلى الله عليه وسلم حتى أدركتهم الصلاة وليسوا على ماء وليس معهم [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]ماء . وتأتي رضي الله عنها تنظر الى أهل الحبشة وهم يلعبون في [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]المسجد ويقف صلى الله عليه وسلم يسترها وهي جارية لا يمل حتى تمل [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]اللعب وتنصرف، فينصرف صلى الله عليه وسلم . ونرى أيضاً هذا الخُلق [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]عنده صلى الله عليه وسلم وتلك الرَّقة مع الأولاد فيأتي إليه الصبيِّ [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]فيُقبّله صلى الله عليه وسلم فيعترض عليه رجل جالس عنده، فيقول : [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]( تُقبِّلون الصبيان ؟ إن لي عشرة من الولد ما قبلت أحداً منهم ) [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]، فيقول صلى الله عليه وسلم : "أو أملك أن نزع الله من قلبك [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]الرحمة". وفي الحديث الآخر ـ أيضاً ـ يقول صلى الله عليه وسلم "من [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]لايَرحَم لا يُرحَم" . ويُؤتى بالنبي صلى الله عليه وسلم وصبيٌّ يحتضر [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]وروحه تقعقع فيحمله صلى الله عليه وسلم ثم تنزل قطرات من الدمع [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]من عينيه صلى الله عليه وسلم ويتساءل أصحاب النبي صلى الله عليه [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]وسلم : يتساءلون كيف لهذا القلب الكبير أن يرق ؟ كيف لهذا [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]القلب الكبير أن يحمل هذه العاطفة لمثل هذا الصبي فيُقال ما [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]هذا ؟! فيقول: ( هذه رحمة يجعلها الله في قلوب من يشاء من [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]عباده ) . ويموت ولده إبراهيم ويبكي صلى الله عليه وسلم ويقول: [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]( إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون ) . في حين يأتي أحد [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]المتصوفة ويرى أنه سيبلغ هدياً أكمل من هدي النبي صلي الله عليه [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]وسلم وهو يشعر أنه قد أُمر بالصبر على فقدان أولاده والرضا لهم، [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]فحين يموت ولده يقوم هذا الرجل يرقص على قبره !!، فرحاً بهذه [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]المصيبة، ويظن أنه قد بلغ من الرضا بقضاء الله عز وجل وقدره [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]منزلة عالية . بينما هو قد فقد تلك المنزلة العالية التي سما [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]إليها النبي صلى الله عليه وسلم حين يجمع بين الصبر والرضى [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]بقضاء الله عز وجل ويجمع بين الرحمة والرقة والعاطفة، التي لا [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]يفتقدها إلا إنسان شاذ . ويأتي الحسن والنبي صلي الله عليه وسلم [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]يصلي ساجداً، فيصعد على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم، كما روى [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]النسائي من حديث عبد الله بن شداد رضي الله عنه فيطيل النبي صلى [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]الله عليه وسلم السجود، حتى يقوم هذا الغلام فيسأله أصحابه [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]فيقول:"إن ابني هذا ارتحلني فكرهت أن أقوم حتى يقضي حاجته" . [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]ويدخل وهو يخطب صلى الله عليه وسلم فينزل صلى الله عليه وسلم من [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]على منبره ثم يحمله ويعود إلى خطبته ويقول :"إن ابني هذا سيِّد [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]وسيصلح الله به بين طائفتين عظيمتين من المسلمين". وتتجاوز رحمة [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]النبي صلى الله عليه وسلم وعطفه بني الإنسان إلى البهيمة [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]والحيوان، فيروي عبدالله بن جعفر عنه صلى الله عليه وسلم أن أحب [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]ما استتر إليه لحاجته هدف أوحائش نخل، فيدخل النبي صلى الله [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]عليه وسلم حائطاً لرجل من الأنصار فإذا به جمل فلما رأى النبي [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]صلى الله عليه وسلم حنَّ وذرفت عيناه، فأتاه رسول الله صلى الله عليه [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]وسلم فمسح دفراه فسكت فقال صلى الله عليه وسلم:"من رب هذا الجمل [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]؟ لمن هذا الجمل ؟" جاء فتى من الأنصار فقال :لي يارسول [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]الله ,فقال له :" أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكَّك الله [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]إياها فإنه شكا إليَّ أنك تجيعه وتدئبه" رواه أبو داوود . وفي [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]حديث آخر عند أبي داود من حديث عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]رضي الله عنهما عن أبيه قال : " كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]في سفر فانطلق لحاجته فرأينا حُمَّرة معها فرخان فأخذنا فرخيها [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]فجاءت الحُمَّرةُفجعلت تفرش فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]قال :"من فجع هذه بولدها ؟! ردوا ولدها إليها" . أرأيتم ذلك [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]القلب الكبير، ذلك القلب العظيم، الذي لم تقف رحمته عند حدود [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]زوجته أو عند حدود رعيته، أو حتى عند الأطفال لتتجاوز إلى [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]الحيوان، فيكلم النبي أحد أصحابه في شأن جمل له يجيعه ويذله [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]وكأن هذا الجمل يشعر ويرى هذا القلب الرحيم حين رأى رسول الله [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]صلى الله عليه وسلم فتذرف عيناه مرسلة رسالة إلى النبي صلى الله [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]عليه وسلم صاحب الرحمة المرسَلِ رحمةً للعالمين بكل ما تحمله هذه [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]الكلمة من معنى. فهو رحمة للناس من عذاب جهنم ومن فيح جهنم، [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]وهو رحمة للناس في أمور دينهم وهو صلى الله عليه وسلم رحمة حتى [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]على هذه البهائم، ولهذا يصفه الله عز وجل فيقول ((فَبِمَا رَحْمَةٍ مّنَ [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانفَضُّواْ مِنْ [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]حَوْلِكَ .............الآية. ((لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيز [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ )) ويصفه حسَّان [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]رضي الله عنه بأوصاف يعجز عنها البلغاء : ـ وأجمل منك لم ترى قط [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]عيني وأحسن منك لم تلد النساء خُلقتَ مبرءاً من كل عيـب كأنك قد [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]خُلقت كما تشاءُ كان عطوفاً عليهم رؤوفاً بهم صلى الله عليه وسلم [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]ولهذا لاغرو أن يقولوا حين دفنوه صلى الله عليه وسلم : " ما إن [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]نفضنا التراب عن أيدينا حتى أنكرنا قلوبنا " وكيف لا ينكرون [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]قلوبهم... لقد غيبوا علماً وحلماً ورحمــةً عشـية واروه الـثـرى [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]لا يـوسدُ وراحوا بحزنٍ ليس فيهم نبيهم وقد وهنت منهم ظهورٌ [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]وأعضــدُ ووصف صلى الله عليه وسلم شاعر آخر فقال: وإذا رحمت [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]فأنــت أمٌّ وأبٌ هـذان في الدنيا هما الرحماءُ وإذا خطبت [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]فللمنابـر هـزةٌ وإذا وعظت فللقلوب بــكاءُ وإذا غضبت فإنما هي [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]غضبةٌ لله .. لاحقدٌ ولا شحنــــاءُ هذا هو النبي صلى الله عليه وسلم [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]وهذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم صاحب القلب الكبير، القلب [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]الرحيم العطوف الذي مع ما يحمله صلى الله عليه وسلم من عبء [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]الرسالة وهم حمل هذه الديانة والشريعة إلى البشرية كلها مع [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]ذلك كله يجد في قلبه صلى الله عليه وسلم الغلام مكاناً له، [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]والحيوان يجد مكاناً له لرأفته ورحمته صلى الله عليه وسلم . [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]أفبعد ذلك كله نطالب الناس أن يتجردوا عن عواطفهم ومشاعرهم [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]وعما جبلهم الله عز وجل عليه رابعاً: للعاطفة أثرها الذي ينكر في [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]إذكاء حماسة المسلمين للجهاد في سبيل الله ونزال العدو، لقد وقف [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]المسلمون في غزوة مؤتة حين بلغهم جمع الروم وقفوا يتشاورون [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]ماذا يصنعون ؟ هل يطلبون مدداً من النبي صلى الله عليه وسلم أم [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]يرجعون ؟ قال ابن اسحاق ثم مضوا حتى نزلوا معانا من أرض الشام [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]فبلغ الناس أن هرقل قد نزل مآب من أرض البلقاء في مائة ألف من [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]الروم وانضم إليه من لخم وجذام وبلقين وبهراء وبلي مائة ألف [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]منهم عليهم رجل من بلي ثم أحد أراشة يقال له مالك بن رافلة [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]وفي رواية يونس عن ابن إسحاق فبلغهم أن هرقل نزل بمآب في مائة [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]ألف من الروم ومائة ألف من المستعربة فلما بلغ ذلك المسلمين [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]أقاموا على معان ليلتين ينظرون في أمرهم وقالوا نكتب إلى رسول [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]الله صلى الله عليه وسلم نخبره بعدد عدونا فإما أن يمدنا بالرجال، [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]وإما أن يأمرنا بأمره فنمضي له، قال: فشجع الناسَ عبدُ الله بن [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]رواحة، وقال: يا قوم والله إن التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]الشهادة، وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة ما نقاتلهم إلا [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فانطلقوا فإنما هي إحدى [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]الحسنيين: إما ظهور وإما شهادة، قال فقال الناس: قد والله صدق [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]ابن رواحة فمضى الناس. وقال ابن إسحاق فحدثني عبد الله بن أبي [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]بكر أنه حدث عن زيد بن أرقم قال كنت يتيما لعبد الله ابن رواحة [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]في حجره فخرج بي في سفره ذلك مردفي على حقيبة رحله فو الله إنه [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]ليسير ليلتئذ سمعته وهو ينشد أبياته هذه: إذا أدنيتني وحملت [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]رحلي مسيرة اربع بعد الحســاء فشأنك أنعم وخــلاك ذم ولا أرجع [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]إلى أهلي ورائي وجاء المسلمون وغادروني بأرض الشام مستنهى [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]الثواء وردك كل ذي نسب قريب إلى الرحمن منقطع الإخاء هنالك لا [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]أبالي طلع بـعل ولا نخل أسافلهــا رواء قال زيد فلما سمعتهن [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]منه بكيت فخفقني بالدرة وقال ما عليك يا لكع أن يرزقني الله [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]الشهادة وترجع بين شعبتي الرحل. وكأنك ترى في حال هذا الصحابي [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]الجليل وقد خرج عقد العزيمة ألا يعود ويسأل الله عزوجل أن يخلفه [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]المسلمون بأرض الشام . وحين قُتل صاحباه وتقدم، تردد وتلكأ [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]فقال أبياتاً يستحث فيها نفسه : ـ اقسمت يا نفس لتنزلنــة أو [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]لتنــــزلنة لتكــرهنة إن أجلب الناس وشدوا الرنة مالــي أراك [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]تكرهين الجنة؟ فيخاطب نفسه بهذه الأبيات ثم يدفعها إلى ميدان [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]الشهادة، فيمضي رضي الله عنه مع صاحبيه وهكذا حين تقرأ في [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]السيرة أنه قبل المعركة يجمع القائد جنده وجيشه فيخاطبهم [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]ويحمسهم ويحثهم على الاستشهاد في سبيل الله ويبين لهم فضل [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]الشهادة وفضل الجهاد في سبيل الله، حتى يوقد حماستهم وعزيمتهم [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]إلى الجهاد في سبيل الله عز وجل أيسوغ بعد ذلك أن ندعوا إلى [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]إلغاء الحماسة والعاطفة وهو يفعل فعله في النفوس ؟ خامساً: [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]العاطفة شيء مهم في التربية، وحين يفقد المربي العاطفة، فإنه [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]ينشأ شاذاً وهي صورة نراها فيمن مات أبوه أو ماتت أمه، وتربى [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]عند زوجة أبيه أو عند غيرها من النساء التي لاتشعر تجاهه بشعور [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]الأم الحنون، كيف ينشأ هذا الشاب ؟. ذلك أن ثمة حاجة ملحة لهم [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]فقدوها ألا وهي الحنان والعاطفة، ولهذا يتربى هذا الشاب بعقل [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]أبيه وحجر أبيه ويتربى ـ أيضاً ـ بعاطفة أمه ولحكمة بليغة خلق [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]الله عز وجل العاطفة في الأم، عاطفة تذوب عندها أي عاطفة تلتقي [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]في نقطة اتزان مع عقل الأب وحصافته فيعيش الشاب ويعيش الطفل [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]بين هذين الخطين المتوازيين فيعيش متوازياً مستقرًّا . وحين يُشدُ [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]أحد الخيطين أكثر من صاحبه، أو يفقد أحدهما فإنه يعيش عيشة [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]غير مستقرة، ومن ثم فلا غنى للصغير عمن يحوطه بالعاطفة، وعمن [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]يحنّ عليه ويشفق عليه . وحين ينشأ خلاف ذلك فإن الغالب فيه أن [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]ينشأ فاقداً لهذا الأحساس، وفاقداً لهذا الشعور . إننا مع ذلك [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]كله نسمع من يدعو إلى إلغاء العاطفة، بل من يُدرج العاطفة ضمن [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]مراتب الجرح، فيصف فلاناُ بأنه صاحب عاطفة، أو بأنه متحمس، وكم [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]نرى العتبى واللوم على ذاك الذي أغاظه انتهاك حرمة من حُرم الله [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]عز وجل فدارت حماليق عينه وغضب لله عز وجل، حينئذ يوصف بأنه [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]متحمس، طائش، وبأنه لا يحسب عواقب الأمور . أما ذاك الذي يرى [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]المنكرات ويرى مصائب المسلمين ويرى جسد المسلمين يُقطع إرباً [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]إرباً ومع ذلك لا تهتز مشاعره، ولا تتحرك عواطفه، ذاك يوصف بأنه [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]رجل حكيم حصيف لبيب يضع الأمور في مواضعها !! إنني أحسب أن هذه [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]قسمة ضيزى، أحسب أن هذا جوراً في الحكم . ولقد كان الغضب [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]والحمية لدين الله عز وجل خُلقاً عند أصحاب النبي صلى الله عليه [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]وسلم ، بل قبل ذلك عند النبي صلى الله عليه وسلم، كان صلى الله [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]عليه وسلم هيِّناً سهلاً ليِّناً فإذا انتهكت محارم الله لم يقم لغضبه [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]شيء ويوصف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم كانوا يتناشدون [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]الشعر فإذا أريد أحدهم على دينه ( دارت حماليق عينه ) أليس [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]هذا تعبيراً عن الغضب والغيرة لحرمات الله عز وجل فكيف نصنع بتلك [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]المواقف من سلف الأمة التي وقفوا فيها غضباً وحمية لدين الله عز [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]وجل وقالوا كلمة الحق مدويَّة مجلجلة واضحة صريحة ! قالوها ولا [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]شك أن الذي دفعهم لذلك الحماس والغضب لله . نعم لكنها عاطفة [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]صادقة و حماسة صادقة، فالمطالبة بإلغاء الحماسة والعاطفة، [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]مطالبة بتغيير خلق الله عز وجل، وتغيير سجية فطر الله سبحانه [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]عباده عليها . وكما أننا ننكر على من يكون دافعه ووقوده [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]الحماس والعاطفة وحدها، فإننا أيضاً ينبغي أن ننكر وبنفس القدر [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]على ذاك المتبلد الحس، الذي يرى مصائب المسلمين، ويرى دماء [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]المسلمين تجري ويرى حُرُمات الله تُنتهك ويرى دين الله عز وجل يُنقض [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]عروة عروة، ومع ذلك لا يحرك فيه ساكناً، ولا يثير فيه حمية، ولا [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]يغضب لله عز وجل . ننتقل بعد ذلك إلى الحديث عن الشق الثاني، [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]وهو : الإغراق في العاطفة: إن الوسط سنة الله عز وجل في الحياة، [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]فالمسجد الذي نصلي فيه، حين يزداد فيه التبريد يصبح حدًّا [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]مزعجاً، لا نطيق الصبر عليه، وحين ينقص عن القدر المعقول، يؤلم [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]الناس الحر، ويزعجهم فلا يُطيقون الصبر عليه . وهكذا الطعام حين [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]يكون بالغ العذوبة لا يستسيغه المرء، وحين يكون بالغ الملوحة [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]كذلك، وشأن الله عز وجل في الحياة كلها " الوسط " . والتطرف أمر [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]مرفوض، و دين الله عز وجل قائم على الوسط. وهو وسط بين الغلو [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]والجفاء، فكما أن إهمال العاطفة وإلغائها أمر مرفوض، فالإغراق [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]فيها والتحليق في التجاوب معها هو الآخر أمر مرفوض وينبغي أن [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]نكون وسطاً بين هذا وذاك . وإن كنا أفضنا في الحديث عن الشق [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]الأول إلا أنني أرى أننا ـ معشر جيل الصحوة ـ أحوج ما نكون إلى [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]الحديث عن الشق الثاني وهو الإغراق في العاطفة . فنحن نعاني من [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]إغراق في العاطفة، تختلف في صورها ومظاهرها، ومجالاتها . [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]الصورة الأولى: أن تحكمنا العاطفة في الحكم والتقويم، فحين [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]نحكم على فلان من الناس، سلباً أو إيجاباً، وحين نحكم على عمل من [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]الأعمال الإصلاحية، والأعمال الإسلامية، وحين نقوَّم الناس، فإننا لا [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]يسوغ أن نندفع وراء عواطفنا، فنفرط في المدح والثناء، ونُحلِّق [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]في أجوائها بعيداً عن الرؤية الأخرى ـ أي جوانب القصور، وجوانب [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]الخلل ـ . فلا يسوغ حين نقوَّم أعمالنا وجهودنا، أن تكون العاطفة [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]هي المعيار الأوحد للتقويم والحكم، ومن يحكَّم العاطفة في حكمه، [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]لابد أن يكون شخصية متطرفة إما ثناءً أو ذمًّا، إما سلباً أو [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]إيجاباً. كثيرة هي الأحكام التي نطلقها من وحي العاطفة فقط، في [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]أحكامنا ومواقفنا من الرجال والأعمال والجهود والمواقف، كثيراً [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]ما يكون الحاكم الأول والأخير، والقاضي والشهود والمدعي هو [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]العاطفة وحدها. وحينئذ لابد أن يكون الحكم حكماً جائراً، حكماً [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]بعيداً عن العدل، إننا ومع تأكيدنا على أن الثناء على من يُحسن [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]أمر مطلوب، وأن الإعجاب بمن يستحق الإعجاب أمر لا يُدعى إلى [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]إلغائه والتخلي عنه. لكننا مع ذلك لا يسوغ أن نُفرِط، ولا يسوغ أن [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]تحكمنا العاطفة وحدها في ذلك، وكثيراً ما تتحكم العاطفة في [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]تقويم مواقف كثيرة من مواقف العمل الإسلامي، فتقود إلى نتائج [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]مؤلمة . اضرب لكم مثالاً : تجربة عشناها، كنا أغرقنا فيها، [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]وتجاوبنا فيها مع العاطفة أكثر مما ينبغي، تجربة الجهاد [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]الأفغاني، لقد بدأ هذا الجهاد، وقد نسيت الأمة الجهاد كله، بدأ [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]وقد ضرب على الأمة الذل والهوان، وظنت الأمة أنها لن تعرف [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]الجهاد ولن ترى الجهاد. وصار حتى الذين يُدرِّسون الفقه يقفز [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]بعضهم باب الجهاد لأنه لم يعد له مجال وميدان، فجاء أولئك [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]وأحيوا في الأمة هذه الفريضة، وأحيوا سنة قد أُميتت وفريضة قد [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]نسيتها الأمة، وحينئذ استفاقت الأمة، استفاقت على هذا الصوت، [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]واستفاقت إلى داعي الجهاد، وصدمت بأولئك الذين خرجوا في تلك [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]البلاد وقاموا لله عز وجل وأحيوا الجهاد في سبيل الله، وكان جهاداً [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]حقًّا ولا شك، وقام بدور في إحياء الأمة ولا شك، لا يسوغ أبداً أن [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]يُطوى، ولا يسوغ أن يُهمل لكن الذي حصل أننا أغرقنا كثيراً في [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]العاطفة . لقد بدأ الجهاد وفيه أخطاء ـ شأن البشر ـ وفيه [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]انحرافات ـ شأن البشر ـ وفيه خلافات ـ شأن جهود البشر ـ فما [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]بالكم بهذا الواقع الذي تعيشه الأمة، وما الجهاد الأفغاني، وما [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]الأعمال الإسلامية كلها إلا إفراز لواقع الأمة الذي تعيشه . وبدأ [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]الجهاد وفيه ما فيه، من خطأ وخلل وفرقة وانحراف وفي الصف [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]منافقون، ومع ذلك كله كان جهاداً شرعيًّا، كان جهاداً يستحق الدعم [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]من الأمة، وأن تقف في صفه، لكن الذي حصل أننا أغرقنا في [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]العاطفة فرفعنا منزلة أولئك إلى منزلة قريبة من أصحاب النبي [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]صلى الله عليه وسلم وإلى الملائكة، وصرنا نفرط في الحديث عن [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]الكرامات، ونستدل بها ومنها ما كان صحيحاً، وما كان منها لا [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]يقبله عقل ولا منطق، بل ما كان منها من رواية أهل الخرافة [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]الذين اعتدنا منهم هذه الأباطيل، وصرنا نتهم من يُشككُ في شيء [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]منها بأنه من المخذلين، صرنا نتهم من يتحدث عن أخطاء الجهاد، [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]وعن أخطاء المجاهدين ومن يُطالب بتنقية الصف، بأنه من [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]المعوقين، فكنا دائماً نسمع التستر على الأخطاء، ودفن العيوب [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]وكنا نتجاوب في عاطفة جيّاشة، ونتصور أن ذكر الأخطاء والحديث [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]عنها لا ينبغي، ولا يحقق المصلحة ويجعل الأمة لا تتجاوب مع هذا [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]الجهاد، وطال عمر الجهاد وجاء وقت قطف الثمر، وما الذي حصل؟! [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]وماذا كان موقف الناس ؟! إن موقفنا لا يزال، لازلنا غير آسفين [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]على ريال واحد قدمناه للمجاهدين، ولا زلنا غير آسفين على كلمة [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]قلناها في دعمهم لأنا نرى أنها كلمة حق، ولا زلنا لم نغيِّر [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]مواقفنا . لكننا نرى أنا نحن السبب في هذا الخطأ، حيث كنا [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]نتجاوب مع العاطفة كثيراً، ونرفض الموضوعية، ونرفض النقد، [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]ونرفض المصارحة، حيث إن الجهاد أوقد عاطفة في نفوسنا، لم [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]نستطع أن نضبطها، ونحكمها فيما بعد، حتى وصلنا إلى هذه [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]المرحلة، التي يدمينا جميعاً ويؤلمنا أن نسمع تصريح الزعيم [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]الروسي السابق " جورباتشوف " حين يقول: ( لو علمنا أن الأفغان [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]سيصنعون ما صنعوا لسَلَّمناهم كابول منذ زمن بعيد !! ) . كم يدرك [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]قلبك المأساة والحزن والأسى وأنت ترى الآن السلاح الذي كان وراءه [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]أموال المسلمين، وترى أولئك الذين صعدوا على جماجم الشهداء من [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]كل بقاع المسلمين، ترى أخاهم يوجِّه السلاح والرصاص لأخيه. إنني [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]هنا لست بصدد تقويم هذا العمل، وهذا الجهاد - وهو مع ذلك لا [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]يزال مفخرة من مفاخر الأمة، وإنجازاً من إنجازاتها- لكن الشاهد [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]هنا أننا في تعاملنا مع هذا الحدث كنا نتجاوب كثيراً مع [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]العاطفة، وكنا نُمارس الإرهاب الفكري ونمارس التثبيط ضد أي صوت [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]ناصح يدعو إلى تنقية الصف ويدعو إلى تصحيح المسيرة، وأخشى ـ [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]أيضاً ـ أن يقع الخطأ مثله وها نحن الآن نشهد الصحوة المباركة، [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]مع ما فيها من إنجازات ففيها أمراض بحاجة إلى علاج، بحاجة إلى [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]مراجعة، بحاجة إلى مصارحة، بحاجة إلى أن تتحدث عن أخطائها، [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]تحت ضوء الشمس وفي وَضَح النهار، فأرجو أن لا تسيطر علينا [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]العاطفة مرة أخرى، فتدعونا إلىالتستر على الأخطاء، ودفن [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]العيوب، حتى تستفحل حينئذ وتستعصي على العلاج والمداواة . إذن [/font][/size][/center] [size=5] [/size][center][size=5][font="]من الإغراق في العاطفة أن تكون العاطفة وسيلة للحكم والتقويم [/font] كيف يكون العاطفة والحب بالاسلام 2013 ، الحب في ديننا الحنيف 2013 كيف يكون العاطفة والحب بالاسلام 2013 ، الحب في ديننا الحنيف 2013 [/size][/center] مواضيع قد تعجبك:
| ||||||||||||||||||||||||||||
جديد المواضيع في قسم حياه للاستشارات الاجتماعيه والنفسيه (المشاكل الأسريه و العاطفيه) |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
2013 , ، , الحب , الحنيف , العاطفة , بالاسلام , ديننا , في , كيف , والحب , يكون |
|