قديم 05-19-2013, 04:24 PM   المشاركة رقم: 1
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية mumina
الكاتبة:
اللقب:
أخصائية مختبرات طبيه
عرض البوم صور mumina  
معلومات العضوة

التسجيل: 29-3-2013
العضوية: 30914
الدولة: سوريه ... من بلاد الشام
المشاركات: 4,374
بمعدل : 0.85 يوميا
معدل التقييم:

الحالة:
mumina غير متواجد حالياً

افتراضي

قصة غزال ...




قصة غزال ...



في يوم ربيعي، ولد غزال صغير في دغل أخضر بعيد عن حركة الناس وأعين الصيادين، ومزدحم بالأصدقاء من الطيور والسناجب والأرانب، الذين حضروا لرؤية المولود الجديد والمباركة لأمه بمجيئه.
سأل الأرنب: ماذا سميته؟
أجابت الأم: سميته غزّول.
فردد الحضور: يالـه من اسم جميل!.
في صباح أحد الأيام، أخذت الغزالة الأم ابنها غزول، في نزهة إلى المرج الأخضر الواسع ليشارك صغار الأرانب والسناجب، اللعب والقفز والركض.
وعندما جلس غزّول ليأخذ فترة راحة من الجري والقفز، جاءت إليه غزالة صغيرة، وسلمت عليه بصوت ناعم هامس. توارى غزّول خجلاً خلف أمه، التي قالت له:
غزول لا تخجل إنها غزولة ابنة خالتك.
وما هي إلا لحظات حتى كان غزّول وابنة خالته صديقين، يلهوان ويلعبان.
فجأة، دوى في المكان صفير قوي، تبعه صوت يحذر من خطر قادم. إنه صوت الوعل العظيم أمير الغابة، وهو يجتاز المرج الأخضر، ومعه عدد من الوعول الصغيرة، وقد جاء منبهاً الحيوانات إلى أنّ رجلاً يقترب من الغابة. فأسرعت الطيور إلى أعشاشها، وهرولت الحيوانات إلى مخابئها.
كان غزّول ملتصقاً بأمه، وهو يرتجف خوفاً. فهدّأت من خوفه، وقالتلـه موضحة سبب ما حصل: لقد رأى الوعل أمير الغابة، رجلاً يسير قرب المرج الأخضر، متسلحاً ببندقية محشوة بطلقات نارية. هذا الرجل يا بني، يحمل إلى الغابة وإلينا، الخطر والموت.
إنك ما زلت صغيراً على فهم هذا. وسوف يأتي يوم تكبر فيه، وتعرف كل ما يجري حولك.
مرت الشهور الدافئة، وبدأت الأيام تميل إلى البرودة، ففصل الشتاء بات قريباً على الأبواب.
وفي يوم، أفاق غزّول على منظر لم يره من قبل. وعندما سأل أمه، قالت: إنه الثلج. اذهب وامش عليه.
خرج غزّول من باب البيت، فرأى صديقه السنجاب، وهو يتزحلق على ماء المستنقع المتجمد. فصاح به: تعال يا غزول، والعب معي. ولا تخف، فالماء متجمد ولن تغرق.
اقترب غزّول من المستنقع، وضع قدميه الأماميتين على الماء المتجمد، فانزلقت قدماه الخلفيتان وتكسر الجليد تحتهما، وسقط في الماء.
ضحك السنجاب، وقال: بسيطة. انهض، وسنلعب لعبة أخرى. ما أكثر الفرح والمتعة في فصل الشتاء!.
في الواقع، لم يكن فصل الشتاء ممتعاً للحيوانات الأخرى كما هو للسنجاب، بل كان قاسياً. فالغذاء قليل، وكم من مرة بات غزّول وأمه بلا طعام.
وبعد شتاء قاس وجوع طويل، لمحت أم غزّول بعض الأعشاب الطرية تطل برأسها، فنادت ابنها ليلتهم معها تلك الأعشاب، وبينما هما كذلك، شَمَّْ الأم رائحة رجل. وقبل أن تتمكن من تحذير ابنها، كان صوت طلقات النار يملأ جنبات الغابة.
قالتلـه أمه بلهجة آمرة: هيا اركض بسرعة إلى الدغل يا غزول. اختبئ فيه ولا تخرج قبل أن آتي إليك.
أطلق غزّول رجليه للريح، مبتعداً عن مكان الخطر. وأمه تركض خلفه حماية لـه، ووقع حوافرها يرن في مسمعه.
وصل غزّول إلى الدغل آمناً، وفي ظنه أن أمه ستصل بعد دقائق. لكن غزولاً كان مخطئاً في ظنه، فأمه لن تصل أبداً.
نادى غزّول بأعلى صوته: أمي أمي. وهو يخرج من الدغل، ويعدو في الغابة على غير هدى.
وفجأة ظهر خلفه الوعل العظيم أمير الغابة، وقال له:
أمك لن تستطيع أن تكون معك بعد اليوم. من الآن فصاعداً ستكون وحدك، وعليك أن تتعلم كيف تمشي وتتصرف بمفردك.
لم يفهم غزّول معنى الكلام الذي قيل له، لكنه أدرك أن عليه أن يستمع إلى الوعل العظيم ويحترم أقواله، فهو الأكبر حجماً وعمراً وقوة، والأكثر حكمة وشجاعة أيضاً.
وبهدوء تام تبعه غزول، وعبر معه الغابة المغطاة بالثلج.
***
حينما جاء فصل الربيع، وارتدت الغابة حلة خضراء زمردية، كان غزّول قد كبر وأصبح وعلاً جميلاً، ونبتتلـه قرون.
وفي أحد الأيام، صادف ظبية جميلة، فسألها: من أنت؟
ألم تعرفني؟ إنني غزولة.
وبينما هما يتحدثان، ويتذكران أيام طفولتهما، اقتحم وقفتهما وعل بقرون كبيرة وباعد بينهما بقسوة كادت أن ترمي غزولة أرضاً.
وقال لها بلهجة آمرة: ستأتين معي.
لم يحتمل غزول، غرور الوعل وتسلطه. فاشتبك معه بعراك شديد، وكسرلـه أحد قرنيه، فاختل توازنه واضطر إلى الانسحاب من المعركة، فاشلاً متألماً.
في تلك الليلة ترافقا، غزّول وغزولة، إلى المرج الأخضر، ووقفا تحت ضوء القمر يستمعان إلى المناجاة بين الريح الشرقية والريح الغربية.
وفي يوم خريفي، اشتم غزّول ريح إنسان في الجوار، فذهب ليحذر غزولة. وفي الطريق، التقى الأمير العظيم، الذي قال:
لقد أشعل رجل الغابة. وعلينا أن نبتعد من هنا ونذهب إلى النهر.
وصل إلى حيث تقيم غزولة، وأخبرها بالأمر وطلب منها أن تأتي إلى النهر، ثم تابع سيره ليحذر الحيوانات الأخرى.
وبفضل غزّول تمكنت جميع الحيوانات من الوصول بأمان إلى ضفة النهر، قبل أن تلتهم ألسنة النار الأشجار، وتدمر كل ما في الغابة من خضرة ونضارة.
وبعد شهور من السواد والقحط، استعادت الغابة عافيتها ونضرتها. فجمع الأمير العظيم الحيوانات، وقال لها: لقد كبرتُ وأصبحت شيخاً. ولم تعد لدي القدرة على حمايتكم كما كنت أفعل في السابق.
لذا فأنا أطلب منكم، أن توافقوا على أن يحل غزّول مكاني. فهو شاب فتي وشجاع، ويعمل بإخلاص من أجلكم.
صفقت الحيوانات تأييداً لرأي أميرها، وأحنى غزّول رأسه احتراماً وامتثالاً لأوامره.
وعاد الربيع مرات أخرى، واخضر العشب وأورقت الأشجار وتبرعمت الأزهار.
وهناك قرب الدغل، كانت العصافير والسناجب والأرانب تغني وتقفز وتلعب، قرب غزولة وولديها الصغيرين.
وعلى مقربة، كان يقف غزّول الأمير الجديد للغابة، يرقبهم بعين محبة وإعجاب.


مواضيع قد تعجبك:


رد مع اقتباس
جديد المواضيع في قسم قصص اطفال قصص مصورة للاطفال Stories for Children



إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
غزال , قصة

قصة غزال ...


أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:



الساعة الآن 09:55 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO