قديم 10-01-2013, 04:20 PM   المشاركة رقم: 1
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية دنيا الورود
الكاتبة:
اللقب:
عرض البوم صور دنيا الورود  
معلومات العضوة

التسجيل: 8-8-2013
العضوية: 59022
المشاركات: 1,000
بمعدل : 0.22 يوميا
معدل التقييم:

الحالة:
دنيا الورود غير متواجد حالياً

افتراضي

قصة ذبول الأزهار


قصة ذبول الأزهار
قصة ذبول الأزهار




منذ أن فتحت عينيها ورأت ما يحيط بها من ورود وأزهار ومروج تبدو مبتسمة

وتزرع الفرح في النفوس

أعجبتها الدنيا وتمنت أن تعيش طويلاً فهي أيضاً تحب الابتسامة والفرح

وهذا بدوره يتوافق مع وصايا

حكيمة الزهور اللواتي تحفظهن عن ظهر قلب وترددهن مع بزوغ كل فجر

منذ كانت برعماً

كي لا تنساهن من جهة وكي تنقلهن بأمانة وصدق إلى أبنائها وأحفادها

من جهة ثانية وفحواهن

‏ نحن الأزهار نحب التأمّل والهدوء والكلمة اللطيفة واللمسة الحنون
ونكره الاعتداء والغضب والشجار والتملّق والنفّاق
احذري يا ابنتي إن حكمت عليك الأقدار وزرت القصور أو قاعات الاستقبال
أو شاهدت حفلات الرقص
العامرة أن تقولي هذا هو جوّي المفضل فنحن الأزهار أجواؤنا
الهواء الطلق والشمس المشرقة والماء العذب
وأيضاً نطرب لسماع أحاديث الناس الطيبين‏
فجأة وجدت باقة الأزهار نفسها وسط قاعة كبيرة تضيئها الثريات
ويغطي أرضها السجاد النفيس وتزدان
جدرانها بالمرايا الواسعة ونوافذها بالستائر المصنوعة من الحرير الدمشقي‏
غمرها الفرح وشعرت بسعادة عارمة فهذه أول مرّة في حياتها
تدخل في منازل البشر
كادت تحسدهم لما ينعمون به من رخاء ونعيم ولولا حبها لبني جنسها
وولائها لهم لتمنت على الله أن يخلقها
إنساناً قالت في نفسها:‏ الذين يقطنون هذه القاعات الكبيرة حتماً سعداء
والسعادة تلازمهم في نومهم وطعامهم ولباسهم
ويتذوقونها بكل جوارحهم ولا يجد صعوبة في الحصول عليها كيف لا
وبيوتهم مليئة بما هو غال ويعرفون كيف يضاعفون ثروتهم. ما أجمل حياة البشر‏
تعتريني الدهشة من نصائح حكيمة الزهور وتحذيراتها أرجح أنها مخطئة من حيث لا تدري‏
بينما كانت باقة الزهور هذه تحدث نفسها بدأت وفود المدعوين للسهرة تتقاطر جلس كلّ في المكان المخصص
لـه وبدؤوا يأكلون ويشربون ويرقصون وباقة الأزهار تنظر بعينين متعجبتين من كثرة الأطباق الشهية
والمأكولات الفاخرة أمّا هي فما من أحد يرمقها بنظراته أو يحدثها بكلمة
رقيقة أصابها الذهول وبدأ قلبها ينقبض حزناً
وبدأت تتذكر نصائح حكيمة الزهور نصيحة نصيحة قائلة:‏ أنا ملكة البراءة
أتضوع بالروائح الزكية
ومنظري يبعث على البهجة والسرور ولا أحد يهتم بي
ولا ينظر إلي كم أتمنى مغادرة هذا المكان الذي يخنقني ويحطم أعصابي كادت
المظاهر تخدعني ما أحوجني للجوهر‏
نحن الأزهار نعشق الاهتمام بنا، ونطرب عندما يهدينا طفل إلى أُمّه
فتضمنا هذه الأخيرة وتشمنا وتقبلنا
ونزرع الفرحة والبهجة في عينيها ونسمع كلامها: الله ما أجمل هذه الباقة
إن أخشى ما أخشاه أن يلقوا بي
فور انتهاء حفلة الرقص هذه إلى سلة المهملات في الوقت الذي
لا أزال احتفظ بنضارتي وحيويتي
عليَّ أن أَذبل بسرعة قبل أن يلقوا بي مع فضلات طعامهم كي
لا أتحسر على شبابي
لن أرى بعد اليوم أصدقائي من زهور وشجيرات وعصافير
لاأشعر أنني أذبل
لا كغيري من الأزهار وإنما بسرعة تفوق الوصف.‏


قصة ذبول الأزهار
قصة ذبول الأزهار



مواضيع قد تعجبك:


رد مع اقتباس
جديد المواضيع في قسم قصص اطفال قصص مصورة للاطفال Stories for Children



إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الأزهار , ذبول , قصة

قصة ذبول الأزهار


أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:



الساعة الآن 01:53 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO