صل يا حمار عجـّـل ؛ صل يا حمار !! كان عبد الله رجلا متحمسا ، لكنه تنقصه بعض المهارات . خرج يوماً من بيته إلى المسجد ليصلي الظهر ، يسوقه الحرص على الصلاة ، ويدفعه تعظيمه للدين ؛ كان يحث خطاه خوفاً من أن تقام الصلاة قبل وصوله إلى المسجد . مر أثناء الطريق بنخله في أعلاها رجل بلباس مهنته ، يشتغل بإصلاح التمر ؛ عجب عبد الله من هذا الذي ما اهتم بالصلاة ، وكأنه ما سمع أذانا ولا ينتظر أقامة !! فصاح به غاضباً : انزل للصلاة ! فقال الرجل بكل برود : طيب .. طيب. فقال : عجـّـل ! صل يا حمار !! فصرخ الرجل : أنا الحمار !! ثم انتزع عسيباً من النخلة ، ونزل ليفلق به رأسه !! غطى عبدالله وجهه بطرف غترته لئلا يعرفه ، وانطلق يعدو إلى المسجد ؛ نزل الرجل من الشجرة غاضباً ، ومضى إلى بيته ، وصلى وارتاح قليلا ، ثم خرج إلى النخلة. دخل وقت العصر ، وخرج عبد الله إلى المسجد ؛ مر بالنخلة ، فإذا بالرجل فوقها قال : السلام عليكم ، كيف الحال ؟ قال الرجل : الحمد لله قال : بشـّر ، كيف الثمر هذه السنة ؟ قال الرجل : الحمد لله قال عبد الله : الله يوفقك ويرزقك ويوسع صدرك ، ولا يحرمك أجر أولادك ابتهج الرجل بهذا الدعاء فقال عبد الله : لكن يبدو أنك لشدة انشغالك ، لم تنتبه إلى أذان العصر !! قد أذن العصر ، والإقامة قريبة فقال الرجل : إن شاء الله وبدأ ينزل برفق ؛ ثم اقبل على عبد الله ، وصافحه بحرارة ، ثم قال : أشكرك على هذه الأخلاق الرائعة ، أما الذي مرّ بي الظهر ، فياليتني أراه لأعلـّمه مَن الحمار !! مهارتك في التعامل مع الآخرين ؛ على أساسها تتحدد طريقة تعامل الناس معك |
الساعة الآن 09:31 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO