من كآن يعبد آلله فآن آلله حي لآيموت ( من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ) هُنا حديث: من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت وخلاصة القول : أن الدروس والفوائد والعبر في هذا المبحث كثيرة ، ومنها : 1 - إن الأنبياء والرسل أحب الخلق إلى الله تعالى وقد ماتوا ؛ لأنه لا يبقى على وجه الكون أحد من المخلوقات ، وهذا يدل على أن الدنيا متاع زائل ، ومتاع الغرور الذي لا يدوم ، لا يبقى للإنسان من تعبه وماله إلا ما كان يبتغي به وجه الله تعالى ، وما عدا ذلك يكون هباء منثورا . 2 - حرص النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون مع الرفيق الأعلى ؛ ولهذا سأل الله تعالى ذلك مرات متعددة ، وهذا يدل على عظم هذه المنازل لأنبيائه وأهل طاعته . 3 - استحباب تغطية الميت بعد تغميض عينيه ، وشد لحييه ؛ ولهذا سجي وغطي النبي صلى الله عليه وسلم بثوب حبرة . 4 - الدعاء للميت بعد موته ؛ لأن الملائكة يؤمنون على ذلك ؛ ولهذا قال أبو بكر رضى الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم : (طبت حيا وميتا) . 5 - إذا أصيب المسلم بمصيبة فليقل : (إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها) . 6 - جواز البكاء بالدمع والحزن بالقلب . 7 - النهي عن النياحة وشق الجيوب وحلق الشعر ونتفه والدعاء بدعوى الجاهلية وكل ذلك معلوم تحريمه بالأدلة الصحيحة . 8 - إن الرجل وإن كان عظيما قد يفوته بعض الشيء ويكون الصواب مع غيره ، وقد يخطئ سهوا ونسيانا . 9 - فضل أبي بكر وعلمه وفقهه ؛ ولهذا قال : من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت . 10 - أدب عمر رضى الله عنه وأرضاه وحسن خلقه ؛ ولهذا سكت عندما قام أبو بكر يخطب ولم يعارضه بل جلس يستمع مع الصحابة رضي الله عن الجميع . 11 - حكمة عمر العظيمة في فض النزاع في سقيفة بني ساعدة ، وذلك أنه بادر فأخذ بيد أبي بكر فبايعه فانصب الناس وتتابعوا في مبايعة أبي بكر ، وانفض النزاع والحمد لله تعالى . 12 - بلاغة أبي بكر فقد تكلم في السقيفة فأجاد وأفاد حتى قال عمر عنه : (فتكلم أبلغ الناس) . 13 - قد نفع الله بخطبة عمر يوم موت النبي صلى الله عليه وسلم قبل دخول أبي بكر فخاف المنافقون ، ثم نفع الله بخطبة أبي بكر فعرف الناس الحق . 14 - ظهرت حكمة أبي بكر وحسن سياسته في خطبته يوم الثلاثاء بعد الوفاة النبوية ، وبين أن الصدق أمانة والكذب خيانة ، وأن الضعيف قوي عنده حتى يأخذ له الحق ، والقوي ضعيف عنده حتى يأخذ منه الحق ، وطالب الناس بالطاعة له إذا أطاع الله ورسوله ، فإذا عصى الله ورسوله فلا طاعة لهم عليه . 15 - حكمة عمر رضى الله عنه وشجاعته العقلية والقلبية حيث خطب الناس قبل أبي بكر ورجع عن قوله بالأمس واعتذر ، وشد من أزر أبي بكر ، وبين أن أبا بكر صاحب رسول الله وأحب الناس إليه ، وثاني اثنين إذ هما في الغار . 16- استحباب بياض الكفن للميت ، وأن يكون ثلاثة أثواب ليس فيها قميص ولا عمامة ، وأن يلحد لحدا ، وأن ينصب عليه اللبن نصبا ، وأن يكون مسنما بقدر شبر فقط . كتاب رحمة للعالمين |
الساعة الآن 03:30 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO