الفرق بين الصبر والتصبر والاصطبار والمصابرة

[اماني عبدالهادي]

الفرق بين الصبر والتصبر والاصطبار والمصابرة

قال ابن قيم الجوزية في كتابه عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين ص ( 20 ــ 21 )
في الفرق بين الصبر والتصبر والاصطبار والمصابرة
الفرق بين هذه الأسماء بحسب حال العبد في نفسه وحاله مع غيره، فإن حبس نفسه ومنعها عن إجابة داعي ما لا يحسن ان كان خلقا له وملكه سمي صبرا وإن كان بتكلف وتمرن وتجرع لمرارته سمي تصبرا كما يدل عليه هذا البناء لغة فإنه موضوع للتكلف كالتحلم والتشجع والتكرم والتحمل ونحوها وإذا تكلفه العبد واستدعاه صار سجية له كما في الحديث عن النبي أنه قال "ومن يتصبر يصبره الله" وكذلك العبد يتكلف التعفف حتى يصير التعفف له سجية كذلك سائر الأخلاق وهي مسألة اختلف فيها الناس هل يمكن اكتساب واحد منها أو التخلق لا يصير خلقا أبدا كما قال الشاعر:
يراد من القلب نسيانكم ### وتأبى الطباع على الناقل
وقال آخر
يا أيها المتحلى غير شيمته### إن التخلق يأتى دونه الخلق
فقبح التطبع شيمة المطبوع
قالوا وقد فرغ الله سبحانه من الخلق والخلق والرزق والأجل وقالت طائفة أخرى بل يمكن اكتساب الخلق كما يكتسب العقل والحلم والجود والسخاء والشجاعة والوجود شاهد بذلك قالوا والمزاولات تعطى الملكات ومعنى هذا أن من زاول شيئا واعتاده وتمرن عليه صار ملكه له وسجيه وطبيعه قالوا والعوائد تنقل الطبائع فلا يزال العبد يتكلف التصبر حتى يصير الصبر له سجية كما أنه لا يزال يتكلف الحلم والوقار والسكينة والثبات حتى تصير له أخلاقا بمنزلة الطبائع قالوا وقد جعل الله سبحانه في الإنسان قوة القبول والتعلم فنقل الطبائع عن مقتضياتها غير مستحيل غير أن هذا الانتقال قد يكون ضعيفا فيعود العبد إلى طبعه بأدنى باعث وقد يكون قويا ولكن لم ينقل الطبع فقد يعود إلى طبعه إذا قوى الباعث واشتد وقد يستحكم الانتقال بحيث يستحدث صاحبه طبعا ثانيا فهذا لا يكاد يعود إلى طبعه الذى انتقل عنه.
وأما الاصطبار فهو أبلغ من التصبر فإنه افتعال للصبر بمنزلة الاكتساب فالتصبر مبدأ الاصطبار كما أن التكسب مقدمة الاكتساب فلا يزال التصبر يتكرر حتى يصير اصطبارا
وأما المصابرة فهي مقاومة الخصم في ميدان الصبر فإنها مفاعلة تستدعى وقوعها بين اثنين كالمشاتمة والمضاربة قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} فأمرهم بالصبر وهو حال الصابر في نفسه والمصابرة وهى حاله في الصبر مع خصمه والمرابطة وهى الثبات واللزوم والاقامة على الصبر والمصابرة فقد يصبر العبد ولا يصابر وقد يصابر ولا يرابط وقد يصبر ويصابر ويرابط من غير تعبد بالتقوى فأخبر سبحانه أن ملاك ذلك كله التقوى وأن الفلاح موقوف عليها فقال {وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} فالمرابطة كما أنها لزوم الثغر الذي يخاف هجوم العدو منه في الظاهر فهي لزوم ثغر القلب لئلا يدخل منه الهوى والشيطان فيزيله عن مملكته.
المصدر:http://raqamiya.mediu.edu.my/BookRead.aspx?ID=252
منقول

مواضيع قد تعجبك:

• الصبر مع طفلك 2013 ، تعلمي الصبر في تربية طفلك 2013
• الصبر ضياء الحياة 2013 ،الصبر ضروري للحياة الزوجية 2013
• الفرق بين العيش والحياة 2013 ، ماهو الفرق بين ان تعيش وتستمتع 2013
• الفرق شعرة 2013 ، الفرق بين الجرأة والوقاحة 2013
• قصص عن الصبر

منتديات شبكة حياة - الفتاة المسلمة حواء المسلمه فتاوى نسائيه

[صفحة أمل]

الله يجزيك الفردوس الاعلى .. وربي يجعلنا من الصابرين ... سلمت اناملك

[مكتب جمال]

جزاك الله خير

[بدر التمام]

الصبر من الايمان بمنزلة الرئس من الجسد اذا ذهب الرئس مات الجسد وكذلك الصبر اذا ذهب فذهب الايمان

[بدر التمام]

للصبر عاقبة محمودة الاثر فمالاحد جد لامر يطالبه فاستصحب الصبر الا فاز بالظفر

[بدر التمام]

وقال عز من قائل انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب وقال ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ماكانوا يعملون صدق الله العلي العظيم

[بدر التمام]

وقالت امرأة من العرب
ايها الانسان صبرآ ان بعد العسر يسرآ

اشرب الصبر وان كان من الصبر امرآ
تحياتي لكم جميعآ في منتدى شبكة حياة وجعلنا الله واياكم من الصابرين الشاكرين والحمد لله رب العالمين