لا ترغمي طفلك علي تناول كل ما في الطبق وشجعيه أن يتذوق كل النوعيات مما يوفر لك فرصة التعرف علي الطعام المفضل لديه ومعه ستجدينه يتناول أكثر مما تتوقعين. وللتأكد من حصول طفلك علي المواد الغذائية الكافية له عليك بمراقبته لمعرفة أهم المجموعات الغذائية التي تدخل طعامه وما هي التي يستثنيها فمثلا إذا وجدته لا يقبل علي تناول الكربوهيدرات ولا يأكل البروتينيات يمكنك عرض أطعمة غنية بالبروتينات بشكل يحبه ويفضله ولا تركزي علي كمية الطعام التي يتناولها ولكن علي نوعيته خاصة أن وضع أغذية متنوعة أمامه ستجعله يتناول ما يحبه منها، ومن المحبذ أن تتشارك الأسرة وتجتمع حول مائدة واحدة مما يساهم في إقبال الأطفال علي الأكل بشهية.
أفضل طريقة تثير أطفالك وتجعلهم يتناولون الأطعمة الصحية، هى أن تجعليهم يشاركون في قرار اختيار طعام العائلة، وهذا يتضمن ذهابهم مع الأب والأم للتسوق، وإتاحة الفرصة لهم في اختيار الأطعمة بأنفسهم، ثم اتركيهم يساعدونك في رصّ الأطعمة المختلفة (خضر- فاكهة- أطعمة جافة) في أماكنها وأنتي تبينين لهم أثناء ذلك فوائد كل صنف بأسلوب مرح ومتحمس في نفس الوقت.
أطباق الاطباق لفتح شهية طفلك تناول الفاكهة له فوائد عديدة ولجعلها أكثر قبولا لديه حاولي تقديمها له بطريقة مرحة فيمكن صنع وجبة من حبات الفاكهة علي صحن بلاستيك باستخدام الموز والعنب والفراولة ويمكنك وضع القليل من الجبن الطري أو العسل بجانبها فالأطفال يحبون غمس الفاكهة والتلذذ بتناولها.
حاولي أن تجعلي تناول الطعام بالنسبة لهم عملية شيقة ومرحة، قومى مثلاً بتقطيع الفاكهة وترتيبها بشكل جذّاب في الطبق، ويا حبذا لو قدمتيها في طبق عليه صور لأنواع من الفاكهة، وأنتي أثناء ذلك تكلميهم بأصوات مرحة على لسان الطعام نفسه وهو يطالبهم أن يأكلوه بسرعة، أو يخمّن : من الذي ينتهي من طبقه أولاً وتكون له جائزة؟ وهكذا.
ولا يجب استعمال الحلوى كجائزة إذا أنهي الطفل تناول طعامه فهذه عادة غير صحيحة وإذا كان طفلك يرفض تناول بعض الوجبات كالحليب أو الخضراوات فيمكنك وضع الحليب والعصائر والماء بالثلاجة ولا تضعي المشروبات الغازية حتي لا تصرف انتباهه عن المواد المفيدة أما الخضار فيمكنك تقطيعه واهرسيه وضعيه إلي صلصة الاسباجتي أو يمكنه المساعدة في إعداد طبق السلاطة فكلها تعود علي رؤية هذا الخضار اعتاد عليه وأصبح مستعدا لتذوقه.
ألعاب وحكايات
حاولي الإقلال بقدر الإمكان من كمية الطعام المقدمة إليه فإذا امتلأ الطبق بالطعام فإنه بلا شك سيجعله يتمرد علي الأكل ويرفض تناول أيضا عليك التحلي بالصبر وعدم إظهار التذمر والغضب والأوامر والتعامل معه بشدة عند تناوله طعامه فمثل هذا الأسلوب يجعله يكره الأكل ويرفضه لذا اعملي علي ملاعبته وسرد الحكايات له عن فوائد تناول الطعام وبإمكانك إعداد العصائر الطبيعية له مثل الموز أو الجوافة أو الكاكاو ومع دمجها باللبن حتى تضمن تناوله للعناصر الغذائية المفيدة.
الطفل ينمو على التقليد
إنها حقيقة تربوية يدركها كل من مارس تربية الأطفال، لذلك اجعليهم يقلدوك في سلوكك الغذائي السليم، أتيحي لهم الفرصة أن يشاهدوك وأنت تتناولين الفاكهة الطازجة أمامهم بكثرة وتظهرين استمتاعك بها، أو تحرصين على إعداد وتناول طبق السلطة مع كل وجبة غذاء، إن حالة الاستمتاع التي تظهرينها أثناء ذلك تجذبهم بشدة وتجعلهم يقلدونك في تناول الفاكهة والاستمتاع بها أيضاً.
أظهري استياءك
وذلك كلما أعطيت طفلك لوناً من الحلوى أو المأكولات الصناعية التي يطلبها، فإن ذلك سيرسخ في نفسه وذهنه أن هذه المأكولات رديئة وغير مفيدة.
كونى حازمة
إذا رفض أطفالك تناول الطعام الطبيعي فلا تستبدلى به طعاماً مصنّعاً كالحلوى والآيس كريم، ولا تقلقى فإن الأطفال إذا ضغط عليهم الشعور بالجوع فسيتناولون أى طعام يرونه أمامهم.
تورتات الفاكهة
الأطعمة اللينة أو المهروسة تعتبر من الطرق السهلة لإدخال الفاكهة في طعام أطفالك، فاصنعيها بنفسك وقدميها لهم، كما يمكنك أن تخلطى الفراولة مع الموز وتضيفى إليها الحليب المثلج لإضافة المزيد من الكالسيوم وإعطاء القوام الكريمى المحبب للأطفال.
كذلك عند إعطائك الطفل علبة حلوى، حاولى أن تفرغي نصف محتوياتها، وذلك كلما اشتريت له شيئاً، إن ذلك سيخفف من ضرر هذه المأكولات عليه، وسيعوده على عدم الإكتراث بها.
كونى قدوة حسنة
مثلما تراعين كل الطرق لجعل أطفالك يأكلون طعاماً صحية، فتذكرى أنك كأم يجب أن تكونى قدوة حسنة ومثال جيد فيتناول الطعام الصحي، فإذا كنت تأكلين كثيراً من الأطعمة الغير صحية وكان غذاؤك سيئاً، فلا تلوميهم بعد ذلك إذا قلدوك، أمّا إذا حرصتِ على البدء بنفسك في تناول الصحي والمفيد من الأطعمة، فستراكِ أعينهم وتتعلق نفوسهم بسلوكك، ثم لا يلبثوا أن يقلدوك في تناول الطعام وغيره من العادات الحسنة التي تحرصين على تعليمها لهم.