الرسم على الزجاج .. يحوّل الأكواب العادية إلى تحف

بلمسة بسيطة تتحول الأواني المنزلية الزجاجية على أيديهن إلى تحف فنية أنيقة مزينة بالزهور والأشكال الهندسية بكل ألوان قزح. إنه فن الرسم على الزجاج الذي يتيح إمكانات غير محدودة من الإبداع والابتكار، تتقنها النساء بامتياز. والحقيقة أنها يمكن ان تصبح هوايتك هذا الصيف، كونها غير معقدة وتحتاج فقط الى بعض المهارة والخفة، فلمَ لا تستغلين فترة الإجازة لتعلمها؟، فعالم الديكور كما تعرفين، أصبح يستهوي الكثيرين، والكل يسعى لاقتناء ديكورات منزلية خاصة تزين البيوت، وتضفي لمسة خاصة على زوايا المنزل، ومهما تعددت خامات هذه الديكورات يبقى لتلك المصنوعة من الزجاج الشفاف اللامع ميزة لا يُعلى عليها، فما البال إذا كانت مرسومة بأنامل انثوية رقيقة ؟. في الرباط لا يخلو متجر لبيع الأثاث المنزلي من زاوية مخصصة لهذا النوع من الإكسسوارات التي شاع استعمالها أخيرا، أو بالأحرى عادت موضتها من جديد، وتشمل أكواب الشاي والأكواب المخصصة للمياه والعصير والمزهريات والقارورات ذات الاستعمالات المختلفة، وغيرها من الأواني المنزلية العادية التي تتحول إلى أوان مميزة، تصلح للاستخدام اليومي أو للمناسبات على اعتبارها قطع ديكور توضع على طاولة أو فوق الكونسول أو بداخل الخزانات الزجاجية. تقول منية، صاحبة محل لبيع الديكورات المنزلية، إن سبب الإقبال على اقتناء الأواني الزجاجية المرسومة باليد، يعود إلى توفرها بألوان متنوعة، تتناسب مع جميع الأذواق، وهذه الإمكانية غير متوفرة في الأكواب الأخرى التي تكون إما مزخرفة باللون الذهبي او الفضي، وحتى الملونة منها تقتصر على ألوان أحادية، ورسومات مطبوعة، بينما فن الرسم على الزجاح يتيح مزج مجموعة من الألوان والرسومات. وتضيف ان أكثر ما تقبل النساء على اقتنائه هي الأكواب الصغيرة، التي تخصص للضيوف. وتشير منية إلى أنها تشتري الأواني الزجاجية المرسومة من ربة بيت، توفر لها كل طلباتها، وإن بكميات محدودة. فهذه الحرفة لم تخرج بعد عن نطاق الهواية، وغالبية النساء يمارسنها في بيوتهن. أما هاجر فاختارت أن تسوق بنفسها ديكوراتها الزجاجية، واستأجرت لهذا الغرض محلا تجاريا صغيرا في مركز تجاري كبير وسط الرباط. تقول إنها تعلمت فن الرسم على الزجاج في إحدى الجمعيات النسائية، حيث تلقت دورة تكوين لم تتجاوز الشهر، تعلمت خلالها المبادئ الأساسية لهذا الفن، ثم صقلت ما تعلمته بالعمل وقراءة الكتب المتخصصة في هذا المجال. ولمباشرة الرسم على الزجاج، تقول هاجر، يجب أولا توفير الألوان المخصصة لهذا الغرض وكذا الأقلام والفراشي المناسبة، وهي متوفرة في المحلات التجارية. أما الرسومات فيمكن إما ابتكار أشكال جديدة إذا كانت المرأة تتقن الرسم، او اقتناؤها جاهزة، وهذه الأخيرة تصلح للرسم على الطاولات الزجاجية، او زجاج النوافذ والأبواب، إذ لا تتطلب سوى تثبيتها خلف قطعة الزجاج الشفاف، ثم تتبع خطوط الرسم بقلم التحديد. بعد ذلك تأتي مرحلة التلوين وهي مرحلة تتطلب بعض التركيز حتى لا تخرج الألوان عن إطار الرسم، فيبدو غير متقن. بالنسبة لتزيين الأكواب او المزهريات، مثلا، يتم اختيار الشكل الهندسي أولا، ثم تطبيقه بفرشاة على الكوب في المكان المراد تزيينه، وهذه المرحلة تحتاج الى بعض التركيز حتى لا ترتجف اليد أثناء إمساك الفرشاة، وخبرة تكتسب بالممارسة فيصبح التحكم في الفرشاة أمرا يسيرا للغاية. أما عن اختيار الألوان المستعملة فلا حدود لها أو قيود، إذ بالإمكان مزج كل الألوان التي تتلاءم مع بعضها، وتفضل معظم النساء الألوان الفاتحة والمشرقة مثل البرتقالي والبنفسجي والأخضر والأصفر، مع الاستعانة باللون الذهبي او الفضي لتحديد الرسم لما يضفيانه على الأواني الزجاجية من لمعان أثناء انعكاس الضوء. وتنصح هاجر النساء اللواتي يقتنين هذه الأواني والديكورات الزجاجية، بعدم المبالغة في غسلها بالمنظفات القوية، حتى لا تفقد لمعانها مع الاستعمال المتكرر، خصوصا الأكواب. أما الرسم على زجاج الأبواب والنوافذ فيصلح في رأيها بديلا عن الستائر الثقيلة المصنوعة من القماش التي تحجب ضوء الشمس. فهو من جهة يحمي بيتك من عيون الفضوليين، ومن جهة أخرى يجعلك تتمتعين بألوان الرسم العاكسة للضوء، وكأنك أمام لوحة فنية.


التعليقات
تصنيفات المقالات