السينما المصرية تقوم بتطبيع الشذوذ الجنسي

مع اتجاه السينما المصرية مؤخرًا لمعالجة قضايا الشذوذ الجنسي لدى النساء والرجال عبر عدة أفلام متتالية، كان أبرزها "حين ميسرة" و"بدون رقابة"، اختلف الجمهور في تأييد هذا الاتجاه، فيما رفضه متخصصون في الطب الجنسي ونقاد سينمائيون، معتبرين أن رسالة السينما في معالجة هذه الآفة الأخلاقية فقدت مصداقيتها بغرقها في الصراحة الزائدة عن الحد، مما جعلها تقوم بالعكس من ذلك بتطبيع "الشذوذ الجنسي". وقالت سيدة مصرية لكاميرا صباح الخير يا عرب في حلقة اليوم الأربعاء والتي سلطت الضوء لتقييم معالجة السينما المصرية لهذه القضية: "أرفض مناقشة هذه القضية على شاشة السينما"، فيما قال مواطن آخر "نحن نرى هذه القضايا تناقش في الأفلام والمسلسلات الأجنية فلماذا لا تناقشها الأفلام العربية". ومن جهته اعتبر الناقد الفني حسام عبد الهادي لصباح الخير يا عرب أن هذه الأفلام غرقت في تفاصيل تجسيد هذا النوع من القضايا مما أخرجها عن هدفها الحقيقي.واتفقت الدكتورة هبة قطب أخصائية الطب الجنسي مع ما ذهب إليه الناقد السينمائي حسام عبد الهادي، غير أنها أعربت في الوقت نفسه عن رفضها طرح القضايا الجنسية بهذا الشكل في السينما. صراحة زائدة وقالت لصباح الخير يا عرب: "نحن نطرح هذه القضايا بشكل توعوي، ولكن السينما المصرية تقوم بتجسيدها بشكلٍ صريح لا أحب أن أشاهده على الشاشة". واعتبرت هبة قطب العضوة بالأكاديمية الأمريكية للطب الجنسي والتي تقدم برنامجا أسبوعيا عن الصحة الجنسية علي قناة الحياة .. أعتبرت أن السينما بهذه الصراحة في تجسيد الشذوذ والسحاق تعمل نوعًا من التطبيع لممارسة هذه الآفة".وأوضحت قائلة "الممارسون للشذوذ يقومون بأفعالهم المشينة في الظلام وهو خائفون تحت الستار، ولكن عندما نجسد هذا الخلق المشين، فإن الممارس المتردد والخائف سيكتسب جرأة في ممارسة الشذوذ ويقول أنا مش لوحدي أقوم بهذا العمل، في ناس كثيرة بتعمل كده، وفي التلفزيون يتم تصويرهم بشكل عادي". وفيما يتعلق بقول الممثلين والمخرجين لهذه الأعمال بأن لديهم رسالة في لفت انتباه المجتمع لهذا الجرم المشين، لمحاولة علاجه، قالت الكتورة هبه قطب: "إن اختيار النجمات الفاتنات والأكثر أنوثة، والتركيز على مفاتنها، واللعب على وتر الرغبة والشهوة لدى الشباب دليلٌ على فشل تلك الرسالة؛ لأن المستقبِل وهو الطرف الثاني والأهم في الرسالة استقبل الرسالة خاطئة .. ولم تكن هناك أية توعية". وعن السبيل لمواجهة هذا السلوك الجنسي المشين، لفتت هبة قطب إلى أهمية وجود خلفيات علمية أثناء التصدي لهذه الظاهرة، وقالت: "منذ 5 سنوات وأنا أنادي بتدريس القضايا الجنسية عندما يكون السن مناسبًا لضرورة معرفة الأمور الجنسية، ولا نترك الشباب والمراهقين يعرفون هذه الأمور من الشارع والاصدقاء".


التعليقات
تصنيفات المقالات