قديم 08-08-2013, 02:54 AM   المشاركة رقم: 1
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية ودّ
الكاتبة:
اللقب:
عضوة حيوية
عرض البوم صور ودّ  
معلومات العضوة

التسجيل: 4-8-2013
العضوية: 76047
الدولة: تَحتَ السَماءْ
المشاركات: 15
بمعدل : 0.00 يوميا
معدل التقييم:

الحالة:
ودّ غير متواجد حالياً

افتراضي

قلبٌ ♥ في غُرفةِ الإنعاش !


كَان كُلُ ما يُحيطُ بِها مُظلِم ، لا تَرى إلا السَوادَّ !
التَفتَت يَمينًا يسارًا .. لا شَيء ! ، ضَبابٌ أسُودٌ حَالِك ، أنفاسٌ لا شُعُورَ فيها .. ثُم لا شَيء آخر !
وَلَكِنْ ما أزعَجها بِشِدَةٍ هُو الضَجيج ! ، أصواتٌ مِن كُلِ الزَوايَّا تأتي ، مُتشابِكَةٌ رُغم اختِلَافها !
حَاولت إغلاقُ أُذُنَيَّهَا ، فلم تستطع ! ، حَاوَلت الهَرَبَّ وَأيضًا لَم تَستَطِع ! ” يا لله ما هذا الجُنُونْ ! “
أخيرًا .. فتحت عينيها وَإذ بِها تنتَبِه إلى ذلِك المُنبه الذي أشعل الضَجيج في كُلِ مكانٍ لها حتى في منامِها ، وها هي الآن تكتشف مَصدر الإزعَاج !
أغلقتهُ بخشونة وبودها أن تُلقيهِ باتجاهِ الحائطِ ليتكسر وَلا يُبقيَّ فيهِ ذرةً واحدةً فقط علّها تنتقم من إزعاجهِ لها !
أحست بِخمُولٍ شديد يتلبسُها كلباسٍ ثقيلٍ يمنعها من التحَرُك ، فأغلقت عينيها في نُعاس وَمن ثم أرغمت نفسها على القيامِ من على السَرير.
اختِنَاقٌ مُوجِع .. جعلها تنزعُ رداءها باعتِقادِهَا أنهُ سَبب هذا الاختِناقْ ! حقاً .. رُبما هُو ! ، ثُم ارتدت أوسَعُ ما لديهَا مُتأملةً أن يترُكُ الهواءُ يتدحرجُ بتوَسُعٍ إلى جُوفِهَا .
تَحركَت بعد هذا بِخمولٍ إلى النافِذة .. إنها لا ترى شيئاً ، سُوى ضَبابٌ كثيف يُمنعُها مِن التأمُلِ في السماء ، تذمرت بانزِعاج ، تشعرُ وَكأن العالَمَ بأسرهِ وَاقِفٌ أمامها ليُحارِبَها ! ، وَتتمنى لو كانت تملِكُ سلاحاً قوياً فتُحطِمه !
خَرجت مِن مِخدَعِها .. لِيلتقيّ نظرها بِمنظرِ إخوتِها وَهُم يتشاجرُون : هذا ديدَنهُم الذي لا يملُون منه.
ثُم استدارت لِتجد الباب الذي يُقابِلها يهتزُ مِن شدةِ الصُراخِ داخله ! ، وَكأن الجمَاد بدأ يتهاوَى مِن ذلِك الضَجيج المُتصَلِبْ ، لم تأبه كثيراً فهي اعتادت على أكثرِ مِن هذا ، فقد سارَت بِعينينِ شارِدَتينِ إلى فناءِ قصرِهِم الفسيح ، وَهيّ تمضُغُ عِلكَةً كبيرة بفمٍ واسعٍ وَصُوتٍ مُزعج .. باعتِقادِها أن هذا الصُوتُ سَيُخفِتُ ما حولهُ مِن الضجيج .
استلقت على الزرع وَرمت هاتِفهَا بِجانِبِها وَسماعاتهُ في فُوضى ، وَمِن ثم تأملت السَحابْ وَهي تَبتسم : إذاً أنتِ تُجبرينَني على الخُرُوجِ لأرى صفائكِ وبَريقُكِ !
ضَحِكَت بِحماسٍ وَمِن ثم همست بِحُزنْ : أُحِبُكِ أيتُها السماء ! ، أودُ لو أكونَ كَـ أنتِ .. لرُبما أستطيعُ عندها العطاء وَلُو لم أأخذ ! ، والانسِجَام وَلُو اختَلَفت ! ، وَالفَرح وَلُو مُلِئتُ حُزناً ! ، أتعلَمِيَّنَ يا سماء .. بِقدرِ ضجيجِ الحياة قد مُـلئتُ بِالهدُوء ! ، بقدرِ صَخبِ القلوب .. مُلِئتُ بِـ الصمت ! ، وبقدرِ حجمِ هدُوئِيَّ ملئا أنا ضَجيجاً ! ، لم يعُد يُهِمُنيَّ شيئاً ، أشعرُ وَكأن موتاً قد أصاب قلبي .. وَلَكِن العجب أنهُ ينبِض ! .. لا أدريَّ بحقٍ لمَ ؟ وَكأنني ذلِك البَشر ! وَأنا لم أُعد ! ، بل ذلِك الجَمادَّ الذي يتحركُ بِآليةٍ ككومةِ صمتٍ ترتَخيَّ بِكوامِنهَا صخباً أحمق ، فهو لا شيء !

خُفِتَ عالَمِها الصامِتْ بِضجيجِ هاتِفَها فالتَفتت إليهِ بِكِسَلَّ ، لم تُحاولَّ أبداً معرفةِ هويةِ المُتصل بل عادَت إلى التأمُلِ في الجهةِ الأُخرى .. لا شيء يُلفِتها ! ، لا شيء يُهمها ! ، لا شيء يُجذبها ! ، بات البشرُ مُمِلُون .. حتى الأماكِنْ ، بدت وَكأنها مُتغطرسةً لتنبِذُها فلا تُعطِها شيئاً وإن لَم تكُنْ تُريده !
نغمة الرسائلْ تتهادَى إلى مَسمَعِهَا ، فتنظُرُ بِلا مُبالاة إلى هاتِفِهَا النقالّ ثُم تلتفتُ عنهُ إلى الأوراقْ المُكَوَمة أمامَها لِتُكملّ تأمُلَها وبعثرَة الغُبارّ ، بِهدُوءٍ وَدِقَة .. وَمَقتْ !
رَنّ هاتِفَهَا ثانيةً .. فشعرتْ بالغضبْ مِنْ إزعاجِهِ، فالتَفَتت إليهِ: ألا تصمِتْ !
ما زَالّ الرَنينُ مُتواصِلاً حتى بعد عودتِها إلى حُجرتِها ، وَقد زاد ضَجيجهُ طرقٌ على الباب يزدادُ شِدَةً مع كُلِ لحظة ، مما أدى إلى انفِجارِ ملكُوتِ هدُوءِها فَاندفعت إلى الهاتِفْ أولاً ثُمْ أمسكتهُ لترميهُ بِقوةٍ على الحائِط ثُم تصرُخ وهي تلتفتُ إلى البابْ : ماذا تُريدُون ؟!
لم تُكمِلّ سُؤالها قبل أن يندفع الطارِقْ من وراءْ الباب بغضبٍ : أيتُها المجنونة كسرتِ هاتفكِ للمرةِ الثالِثَة ! ماذا تظُنين نفسكِ فاعلة ؟ يا إلهي لقد جُننتِ تماماً !
ضحكت بِسُخريةٍ وَمن ثَمْ تجاهلت شقيقتِها الكُبرى فعادت لتجلسْ على مكتبِها المُغطى بِالورقْ ، تُفتِشَ عن شيءٍ لا تدريّ ما هوَ ! ، وصوتُ شقيقتِها يتهادى إلى مسامِعِها : إنهُ العشاء .. ، تتنهد مرةً أُخرى بنفاذِ صبر : أقولُ لكِ العشاءُ جاهز ، ألن تحضُريّ ؟
ترفعُ حاجبيها وهي تهمسُ بتكاسُل : لا أُريدُ شيئاً .. أُخرجي .
تغضبُ شقيقتها فتصرخُ قائلة : إلى متـــــــى وأنتِ هكذا ؟ ! ، أخبريني .. تكلمــــيّ ! ، إلى متى وأنتِ كخردةٍ باليةٍ لا تفقهُ شيئاً من حولها .. لا تعقل .. لا تهتم .. وكأنها قد خُلقت في كوكبٍ مُقفر مستسلمةٍ عند الزاوية لا تتحرك !!
جاوبتها بِحُنقٍ خافت وصوتٍ مُشمئز : لا شأنَّ لكِ بيّ .. أُترُكيني كيفما أكون .
فتُردُ عليها بأسفْ : لكنني شقيقتكِ الكُبرى ! أخشى عليكِ وأخافُ أن نجدكِ يوماً قد جُننتِ من الوحدة ! أُريدُكِ معنا .. تعيشي حياتنا بِكُلِ تفاصيلِها ، بِكُلِ ما تشمل ظروفنا .. السعادة وَ ..
قاطعتها بازدراء : والتعاسة والحماقة ..
قاطِعتها أختُها بدورِها : لا يُهم .. ! المهم أنها حياتُنا .. حياةُ أسرتكِ كيفما كانت وبأيَّ طريقٍ سارت .
صمتت قليلاً وهي تتأمل شقيقتها الصُغرى الجالسة على الكُرسي بتمَلمُلْ ، ومن ثم أردفت بِحُزنْ : أليسَ كذلك عزيزتي (غروب) ؟
رفعت (غروب) نظرها إلى شقيقتها الكُبرى ومن ثم قالت بابتسامةِ استهزاء : لِمَ أسمُوني غروباً وأنتِ شروقْ ؟
تنهدت (شروقْ) : أنتِ دائماً ما تُنهينَ النقاشات بيننا بهذا السُؤال ، أُفٍ منكِ .
خرجت .. وأغلقت الباب خلفها ، لتبتدئ حلقةً جديدة في خيالِ (غروب) .. أمسكت ورقةً بيضاء وما لبثت أنِ امتلأت في دقائقْ لِتُصبح سوداءْ قاتِمَة .. !
.
.
يومٌ جديد .. مُختلِفٌ عنِ الأيامِ الماضية .. استيقظت إثرَ الأشياءْ التي تسقطُ عليها ، صُراخٌ قريبٌ مِنْ فوقها وأصواتٌ شتى .. أدرُجٌ تُفتح وأشياء تُرمى ولكماتٌ تُعطى وضَحِكاتٌ تتعالى !
فتحت عينيها لتنظُرُ ما الأمر ! ، ولكن النُورَ السَاطِعْ مِنْ النافِذة حال دُون ذلك فغطت عينيها بيدِها حتى اعتادت رويداً رويداً على الضوء وقد بدأ يزُولُ الضجيج من حولِها فرمقت (أمجد) الذي كان يُبعثِرَ ما في أدرُجِها فهتفت به : ماذا تفعل أيُها الأحمقْ ؟؟!
التفتَ إليها (أمجد) وهو يرفعُ بعض الوُريقات بيدهِ : ما هذهِ ؟ أ أستطيعُ أن أقرأها ؟!
قفزت سريعاً إلى مكانهِ وكلمحِ البصر نزعت منه أوراقها صارخةً به : أيُها الفضوليّ الغبي لا تعبث بخصوصيات الآخرين !
رفع حاجبيه متعجباً : ماذا ؟ أ هذهِ خُصوصيات !!
عقدت حاجبيها بغضبٍ مكتوم : ما الذي تُريده ؟؟
ابتسم : لقد أخبرتني (شرُوقْ) أن قلمي الذي ضاع مني قد رأتهُ في هذا الدُرج .
ردت عليه بتأفُفْ : تِلك الـ ! .. آآآه كم أكرهُها .. ( ثم بدأت بترتيب الدُرج وأكملت حديثها ) هيا أخرج أخرج .. والآخرين معك .
اقتَربَ إليها أكثر بتساؤول : أ لم ترينه ؟
رفعت صوتها بضجر : بالتأكيد لم أره .
التفتت إلى (غدير) الأُخت الصُغرى لها وقالت باستهزاء : وأنتِ هل قالت لكِ (شروق) أن لكِ كتاباً قد سرقتهُ منكِ !!
(غدير) وهي تضع يديها على خصرِها : كلا .. بل قالت لي أنها رأت معطفي الثمين في خزانتكِ !
وقفز إليها (أكرم) صارخاً بحماس : وأنا أنا .. قالت لي (شروق) أن أُساعد غدير في البحثِ عن معطفِها .
تنهدت (غروب) وهي تنظرُ إليهم بمللْ ثم تُحرك لهم يدها مُشيرةً عليهم بالجنونْ ، إلا أنهم صرخوا قبل أن يخرجُوا : بل أنتِ المجنونة !
.
.
تِلك الذكريات ..
كانت أليمةً حينما تُفكِرُ بها !
سقيمةً ، حينما تُحاوِلَّ الرجُوع إليها !
عطشى ، إذا ما اشتاقت لها !
أينَّ كانتْ ؟ .. وَ كيفَّ صارتْ ؟ .. وإلى أيِّ مدى سَتُصبِحْ ؟ !
(شُرُوقْ) …. ؟
لِمَ تصحو مشاعِرنا في وقتٍ مُتأخر ! ؟
وَ .. هل تحيى القلوبْ بعدَ موتِها ! !
.
.
فتحت عينيها .. وإذ بها نائمةً على الورَقْ الذي تعدهُ كنزها ، والشيء الوحيد الذي يُلفِتُ اهتِمامها في هذهِ الدُنيا !
أمسكت برأسها ، لم تكُن نومةً مُريحة .. فالمكتبُ صُلبٌ وغيرُ دافئ ! ، تنهدت ثُم التفتت إلى البابْ … ” يا للغرابة ! ” لم تُوقِظها اليوم (شروقْ) ولم تُزعِجها منذُ الصباح وقد حلَّ الليل !
عادت إلى الورقْ .. من حظها الحسنْ ، هذا الذي فكرت بهِ قبل أن تُمسِك القلم وتأخُذْ ورقةً جديدة ثُم تخُطُ فيها :
” الصُبح / الليل .. الشمس / القمر ..
ماذا يكونوا ؟
صفحاتٍ جديدة ؟
طقوسٌ مُختلِفة ؟
أم ..
التأثيرات الخلفية .. للقلوبْ الحية !؟
الفرح / البُكاء .. الحُبْ / الكُره ..
كيف يُؤثِرَّ في القلبْ ، ويُمليَّ على الحواسْ التحرُك !
إذاً !
لِمَ يستسلم إلى تِلك السجُونْ ، ويدعها تُسيطر عليه ؟
أ هي جبروتية السُلطة إلى هذا الحد !
أم أن القلبْ ضعيفٌ بحيثُ أنه لا يقدر على المقاومة !
يا لبؤسِكَ يا قلبْ ! ” .
أغلقت ورقتها إثر اندفاع صغير من خلفِ البابْ ، التفتت بانزعاج وإذ به (أكرم) يُمسِكُ يدها ومن ثم يُحاول سحبها إلى الخارج وهو يقول : تعالي معيّ .. بسرعة ..
قالت بانزعاج : ماذا تُريد أيُها المُزعج ؟
ابتسم مُبتهجاً : أنتِ تعالي فقط وستُصبحين سعيدةً عندها .
عقدت حاجبيها بتأفف وسحبت يدها من بينِ يديه الصغيرتين وقالت : كفاك إزعاجاً ليَّ وأخرُج حالاً من حُجرتيَّ .
حينَ قولها كان دخول (أمجد) الذي قال مُبتسماً : هُناك ما نُريدُ أن نُريكِ إياه ، لِمَ لا تأتين لترين ؟
نظرت إليه بملل : لا أريدُ أن أرى شيئاً .
نظرت (غدير) من خلفِ (أمجد) بِحُزنٍ وصمت ، حينما قال الثاني بغضبْ : خصوصيات .. إزعاج .. أخرجوا .. لا أريدُ شيئاً .. هذا أنتِ دائماً .
تنهد ثم أمسك بيدِ (أكرم) وسحبه معه إلى الخارج و(غدير) تقولْ بأسى : لن تتغيريَّ على الإطلاقْ ، فقلبُكِ أصبح ميتاً ! .
نظرت إلى الباب الذي أُغلِقْ ..
كانت مُتفاجِئةً وهي تلمسُ محلَّ قلبِها .. ” أ لستَ بحيَّ ؟ ” ، وقفت وتحركت إلى خارجِ حُجرتِها ..
كانت .. أكثرُ من مُفاجأة .. بل صدمة بالنسبةِ لها !
.. : تفاجأتِ ؟ .. أ ندمتِ الأن ؟ !
كان صوتُ (شرُوقْ) التي أكملت حديثها وهي تتنهد : كانوا يُحضِرُوها لكِ منذُ شهر ، لقد تعبو في ترتيبِ هذا الأمر وتجهيزه .. أنتِ حقاً قاسية !
تقدمت (غروبْ) إلى الكعكة الكبيرة ، تنظرُ إليها بدهشةٍ حقيقية ..
كان مكتوباً عليها :
” نحبكِ وأنتِ سعيدة “
فتحت عينيها أكثر وهي تهمس : لماذا يقولون لي ذلك ؟
جاءتها الإجابة من خلفِها : أنهم يكرهون أن تبتعدي عنهم .. حمقى ، أليسَ كذلك ؟ .. ما زالوا صغاراً على أن يحترِموا رغباتكِ وطريقتكِ في الحياة .
التفتت إليها بِقوة والغضبُ يعتليَّ عينيها .. إلا أن (شروق) قد ضحكت ومن ثم قالت بدفء : أرأيتِ ؟ أنتِ أيضاً تُحبينهم .. إذاً لِمَ تبتعدي عنهم ؟
تنهدت (غروبْ) وهي تلتفتُ إلى الكعكة ، اقتربت منها وأكلت قطعةً صغيرة .. ” إنها لذيذة ” ابتسمت بصدقْ وعادت إلى حُجرتِها ثم أخذت ورقة بيضاء لِتكتُب فيها بخطٍ كبير ” شُكراً لكم ” ، وعلقت هذهِ الورقة على جدارِ حُجرتها .
.
.
حينما نتذكر ..
لِمَ لا .. ( لا نستطيعُ التفكير ؟ )
لِمَ نُفكِرُ بِكُلِ ذكرى تُحلِقْ في خضمِ مساحاتِ العقول ؟
لِمَ نظلُ نُفكر فيها حتى نُضيف إليها ما يُؤلِمنا وإن لم تكُن تُؤلِم !
نُفكر بِكُلِ سلبياتٍ طرأت أو لم تطرأ بعدها أو قبلها !
ونُفكر بِكُلِ الزوايا التي لم نكُن لِنراها حتى لو حدثت ! !
بلَّ .. نُفكر .. ونظلُ نُفكر .. لِماذا يحدثُ كُلَّ هذا ؟ !
أجيبيني .. (شروقْ) !
.
.
حينما دخلت حُجرتها شعرت بأنها تلحقُ بها ، ومن ثُم تتجه إلى النافذة وتشرع إلى فتحِها ، فتنهدت وهي تقول : لا داعي لفتحها يا (شروقْ) .
التفتت إليها (شروقْ) بابتسامةٍ مرحة : إنهُ الغروُبُ يا (غروبْ) ! ، ألا تُحبين رُؤيته ؟
صمتت قليلاً .. ثم قالت : لِمَ اختاروا لي الغروبْ وأنتِ الشروق !؟
نظرت (شروقْ) إلى النافذة : إن الأسماء مُقدرةً لنا .
استلقت (غروبْ) على سريرها وقالت مُغلقةً عينيها : حسناً .. والآن أُترُكينَني ، فإنني أُريدُ النوم .
مالت شقيقتها إليها وهي تقول بغضبٍ مُصطنع : يا لكِ من كسولة ! ، إنكِ حقاً شديدة الخمُولِ والهدوء .. لِمَ لا تبتهجي قليلاً وتشعُريّ برفاهية الحياة وألوانِها ؟
حركت يدها بلا مُبالاةٍ عليها ، وهي تُعطيها ظهرها .. وتنام .
.
.
” الذكريات ، كيف نُعيدها مُجدداً ؟
كيف نُصلح ما كان فاسداً منها ؟
بل كيف نُلونَّ تِلك الذكريات السوداء القاتِمة ..
أو البيضاء من أيَّ لونٍ شاعريَّ !
أ يُمكنكِ الإجابة … (شروق) ؟ “
.
.
تعودُ مُجدداً إلى أرضِ الواقع ..
تنظرُ إلى وجهها الناصع البياضْ فيُسكبُ دمعها ..
مِنْ على السريرِ الأبيضْ وتحت تِلك الشراشف البيضاء التي تُغطيها ، رأتها تفتحُ عينيها ببطءْ وبعضٌ من ألم ..
سال دمعها وهي تقتربُ منها وتهمس : اشتقتُ إليكِ !
حاولت تِلك المُستلقية من على السرير الأبيضْ ، أن تبتسم رُغم صعوبةِ ذلك ثم قالت بابتسامةٍ صفراء : أصبحتِ .. دافئة .. يا (غروبْ) .
أزداد دمع (غروبْ) في سيلانهِ وهي تميلُ إليها وتهمس : لِا تُنادينَنيّ بهذا الاسم ! ، أوليسَ الغروبْ .. مقتلٌ للشروقْ !
حركت اصبعِها المُرتعش لتمسح دمعتها وهي تقول : كلا .. بل الغروبْ .. مولِدٌ جديد .. لشروقٍ أجمل .
.
.
قلبٌ في غُرفةِ الإنعاش ..
بات يحتضر !
ويذويَّ .. ويموت ،
وأخرٌ خارج تِلك الغُرفة .. ينتفضْ !
ويصحوا .. ويعيش ،
فأصبحت التحولات المُستحيلة .. شيئاً مُعتاداً
والمُعجزة ، ما ألفناهُ !
في ذلك الوقت ..
بات العالمُ الخارجي .. غُرفة إنعاشٍ لقلبِها ،
وغُرفة الإنعاش .. وكراً خانقاً لقلوبٍ أُخرى ..
والقدر يبقى بيدِ من في السماءْ .
وضعت القلم ، ثم سالت دمعتها ساخنةً جداً على خدِها ، وهي تهمس :
تِلك الأشياء / ثمينةً حينما نفقدها !

رحمكِ الله … يا (شروقْ) .



تمت


وديعة فيصل الحربي .


مواضيع قد تعجبك:


رد مع اقتباس
جديد المواضيع في قسم مناضد البوح - (خاص لتدوينات العضوات بأقلامهن)

قديم 08-08-2013, 04:42 AM   المشاركة رقم: 2

معلومات العضوة
الكاتبة:
اللقب:
عضوية التاج الألماسي


افتراضي

الله جداااااا معجبة بكتاباتك
بانتظار جديدك دوما...


رد مع اقتباس
قديم 08-10-2013, 10:13 PM   المشاركة رقم: 3

معلومات العضوة
الكاتبة:
اللقب:
عضوة حيوية


افتراضي

أخجلتيني ، شكراً لكِ مرايم :")
أسعد الله قلبكِ ورُوحكِ


رد مع اقتباس

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO