06-18-2013, 02:42 PM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||
بين ثعلبٍ وكلبتسلّل ثعلب إلى كوخ فلاح واقترب من مكان الدجاج.. شعر بدخولـه الكلب (وردان)، بقي جالساً يلاحظه، تقدّم الثعلب منه بهدوء، وقبل أن يفتح الكلب فمه بالنباح قال له الثعلب: لا داعي للنباح والصخب يا حضرة الكلب، لا داعي لإيقاظ الناس وسط هذا الليل، كل شيء بالتفاهم.. دُهشَ الكلبُ من كلام الثعلب وبقي واقفاً، بينما تراجع الثعلب حتى لامسَ ذنبه الجدار، فجلس على مؤخرته أمام الكلب مباشرة مخفياً خوفه، ثم واصل كلامه….، أنتَ كلبٌ وأنا ثعلب..، ونستطيع أن نتفاهم بعيداً عن الفلاح، وصمت لحظة ثم مضى في كلامه. حينما جئتُ إلى الكوخ كنتُ أتوقع أن أجدك يقظاً لأنني أعرف أنك ساهر طوال الليل تحرس الكوخ.. حسنٌ يا ثعلب، ادخل في الموضوع..، ماذا تريد؟ ها..! وصمتَ الثعلب مرّة أخرى وراح يتطلّع إلى وجع الكلب الجالس أمامه، نظرات ثعلبية..!! هيا قلْ..، ماذا تريد يا ثعلب؟ كل شيء بالهدوء والتفاهم يا حضرة الكلب..، بالتفاهم نستطيع أن نتوصل إلى.. وقاطعه الكلب بحدّة..، طيّب.. ادخل في المهم..، لقد نَفَدَ صبري.. ابتسم الثعلب ابتسامة ثعلبية وقال: رجاء ما هو عملك هنا؟ آه.. عملي أنا!! وقهقه الكلب ضاحكاً، ثم قال: ألا تعرف، طيّب يا ثعلوب، أنا حارس.. حارس للكوخ..، حارس للأغنام..، حارس للدجاج..، أفهمت.. إنني حارس.. بالضبط هذا ما أردتُ أن أسمعه منك يا وردان الطيّب..، لأنني جئت من أجلك.. من أجلي أنا!!.. ماذا تقصد!؟ أجل من أجلك يا وردان الطيّب.. وضّح كلامك يا ثعلوب... يُعجبني هدوءك يا وردان..، الآن نستطيع التفاهم..، حسنٌ..، لو تسمح أن أقولَ لك إنَّ الفلاحَ وزوجته وأطفاله يأكلون الدجاج.. وبيض الدجاج..، ويرمون لك عظام الدجاج، العظام فقط، فضلات الطعام هي حصتك فقط، وهزّ الثعلب رأسه متظاهراً بالأسف، وصمت لحظة ثم واصل..، مسكين أنتَ يا وردان، كل هذه السنين في الخدمة والحراسة، في مطر الشتاء وبرده، في حرّ الصيف وشمسه اللاهبة..، وحراسة مستمرة..، وآخرها فضلات دجاجة..، عظام دجاجة فقط، يا لقسوة الفلاح أولاً.. ويا لغفلتك ثانياً... فتح الكلب عينيه على سعتهما وهو يستمع إلى كلام الثعلب وقال: استمرَّ يا ثعلوب فأنا أريد أن أعرف قصدك..، الهدف من كلامك هذا؟! قلتُ لكَ في البداية، أنا جئتُ من أجلك، أجل جئتُ كي أرفع عنك هذا الظلم.. ياه..! أنتَ تريد أن ترفع عنّي الظلم!! كيف يا ثعلوب!!؟ هيّا أخبرني بسرعة.. وبابتسامة ماكرة قال الثعلب: يسرّني أنك بدأت تفهم كلامي الآن، فأنت حقّاً كلب ذكي.. اسمعْ يا وردان المحترم، المسألة بيني وبينك، لا أريد أن يعرف بها أحدُ غيرنا.. طيّب..، هيّا قلْ.. لقد نَفَدَ صبري.. لك دجاجتان في كلّ يوم يا وردان..، دجاجتان كاملتان من الآن..، بدلاً من عظام دجاجة، كما كنتَ في السابق... وحصّتكَ أنتَ يا ثعلوب كم دَجاجةِ..؟ ألا تريد شيئاً؟ لا شيء.. لا شيء سوى صداقتك التي كنتُ أحلم بها ليلَ نهارَ، ثم إنْ أردتَ فإنني أقنع بالقليل..، عظام الدجاجة فقط يا حضرة الكلب المحترم.. راح وردان ينظر إلى وجه الثعلب مفكراً.. المسألة بسيطة لا تحتاج إلى تفكير طويل يا وردان..، أُريد فقط سكوتك.. صمتك..، وأنا أدخل قفص الدجاج لأجلب لك دجاجتين.. دعْ المسألة عليّ.. انتفضَ وردان عند سماعه هذا الكلام وقال: ها.. المسألة بسيطة في نظرك إلى هذه الدرجة يا ثعلب؟! ولطمه لطمة قويةً على خدّه فألقاه أرضاً بِلا حراك، ثم ربطه ربطاً محكماً.. بعد قليل رفع الثعلب رأسه وهو يئن فإن ثلاثة من أسنانه طارت من شدّة اللطمة..، ثم قال: في البداية قلتُ كلّ شيء بالتفاهم يا حضرة الكلب.. ها.. كلّ شيء بالتفاهم!! اسمعْ يا ثعلب، الفلاح صاحبي ولن أخونه.. حاشاك أن تفعل ذلك، فأنا أعرف طبيعة الكلاب.. وصمت لحظة.. ثم تابع..، لو تسمح يا وردان، جئتُ أنبهك إلى حقوقك، إلى جزء من حقوقك المهضومة.. وبحدّة قال وردان: كفى مراوغة يا ثعلب، غرضك واضح..، ستبقى مربوطاً حتى الصباح..، فالفلاح محتاج إلى فراء لطفله، ثم أدار رأسه ومضى إلى مكان حراسته قرب الباب غير مصغٍ إلى توسّلات الثعلب وبكائه. õöõ | ||||||||||||||||||||||||||||||
جديد المواضيع في قسم قصص اطفال قصص مصورة للاطفال Stories for Children |
|