العودة   منتديات شبكة حياة > منتدى الطفوله منتدى اطفال منتدى للاطفال موسوعة الطفل Children Forums > قصص اطفال قصص مصورة للاطفال Stories for Children
التسجيل التعليمـــات المجموعات التقويم مشاركات اليوم البحث

سامحك الله يا جدي ...

سامحك الله يا جدي ... سامحك الله يا جدي قبلَ العيد بأيام قليلة مات جدُّ نعيم! ونعيم ولد يحب اللعب والفرح كثيراً، وأهله يلقبونه (بنعيم

قصص اطفال قصص مصورة للاطفال Stories for Children

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-24-2013, 12:32 PM   المشاركة رقم: 1
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية mumina
الكاتبة:
اللقب:
أخصائية مختبرات طبيه
عرض البوم صور mumina  
معلومات العضوة

التسجيل: 29-3-2013
العضوية: 30914
الدولة: سوريه ... من بلاد الشام
المشاركات: 4,374
بمعدل : 0.85 يوميا
معدل التقييم:

الحالة:
mumina غير متواجد حالياً

جديد

سامحك الله يا جدي ...


سامحك الله يا جدي





قبلَ العيد بأيام قليلة مات جدُّ نعيم!
ونعيم ولد يحب اللعب والفرح كثيراً، وأهله يلقبونه (بنعيم الطابة)، لأنه قصير مستدير كالكرة، وهو كثير النط مثلها.
مع وصول الخبر بالهاتف من دمشق إلى إدلب، حدثت أمور كثيرة لم يرتح إليها الولد: بكت أمه، أغلقتْ نوافذَ المنزل، لبست ثياباً سوداء، حتى خصلة شعرها التي يحب حركتها فوق جبينها، ثبتتها بالحبَّاسة، وصل أبوه حزيناً، فقبَّلَ أمه في جبينها وهو يقول:
ـ البقية في حياتك.
وبينما كانت الأم تهيئ حقيبةَ السفر، وصلت عمته لتبقى عنده، وعند أخته أثناء سفر الأبوين إلى دمشق، غادر الوالدان سريعاً، وغرق البيت في الصمت.
جلس نعيم الطابة يفكر: كيف سيدخل العيد إلى البيت والنوافذ والأبواب مغلقة؟ اقترب من عمته، وهي امرأة لا تحب الأسئلة، وسألها بحذر:
ـ ما رأيك يا عمتي أن نفتح النوافذ؟
عَبستِ العمة، فصار أنفها ضخمً كإجاصة، وقالت:
ـ ولماذا نفتحها؟!
نطَّ إلى جانبها الأيمن، وقال:
ـ ليدخل الهواء.
ـ ولماذا يدخل الهواء؟!
نطَّ إلى جانبها الأيسر مجيباً:
ـ لتتنفسي بارتياح يا عمتي.
ـ إذا أردتَ أن أرتاح، فاذهبْ من أمامي حالاً.
ابتعد خائفاً مسرعاً، كأن قدَمَاً قذفتْهُ في ملعب.
في الحقيقة لم يحزن نعيم كثيراً لموت جده، لأنه لا يعرفه جيداً، فالجد يعيش في مدينة بعيدة، وهو قلما يزوره، وفي آخر زيارة، يتذكر أنَّ جده كان يمشي مستنداً إلى عكاز وعنده مفكرة يتسلى بالكتابة فيها، ويخطئ في الإملاء، كما تقول أمه، فبدلاً من (بطاطا) يكتب (بصاصا)، وبدلاً من (زيت) يكتب (ريت)!..
وقف نعيم أمام صورة جده الضاحك في الصالون، قال:
ـ آه. سامحك الله يا جدي.
ظل وجه الجد ضاحكاً وهو يقول:
ـ لماذا؟ أنا لم أفعل شيئاً!
ـ كيف لم تفعل! لم يبق للعيد إلا القليل، وأمي لم تصنع لنا أيَّ نوع من الحلوى! التلفاز ـ كما ترى ـ مُطفَأ! وكلُّ هذا بسببك، وأكثر ما يغيظني أنهم يقولون: إنك تُحب الفرح كالأطفال!
قهقه الجد، حتى لم يعد قادراً على الكلام، وازداد غيظ نعيم، فتركه مسرعاً.
في الممر أمام الغرفة التي تحوي خزانة الملابس، سمع الولد صوتاً هامساً يناديه:
ـ نعيم... يا نعيم!
تلفَّتَ حائراً، ثم استطاع أن يعرف مصدر الصوت. كان المنادي ثيابَهُ الجديدة المخبأة في الخزانة، وما إنْ فتح الخزانة، ورأته ثيابه حتى قالت بلهفة:
ـ اشتقتُ إليك يا نعيم!
ردَّ نعيم بحزن:
ـ جدي مات!
ـ هذا معناه أنك لن تلبسني في يوم العيد!
ثم أ كملت بغيظ:
ـ جدك مات قبل العيد ليحرمك مني. المسنون يكرهون الثياب الجديدة والفرح. ووافقها الحذاء الجديد المستقر بجانبها:
ـ نعم... نعم، ويبغضون الأحذية الجديدة أيضاً. إنهم لا يحبون إلا كل شيء قديم.
كاد عقل نعيم أن يطير، ونطَّ عدة نطات دون أن يشعر: هل يمكن أن تحرمه أمه حتى من لبسِ ثياب العيد؟! أغلق الخزانة، وأسرع إلى عمته يسألها غير مبالٍ بغضبها، فقالت:
ـ طبعاً لن تلبسها، أقول لك: جدك مات، ألا تفهم؟!
لا يدري نعيم الطابة كيف وصل إلى غرفته! نط نطاً أم طار طيراناً؟ جلس في الزاوية باكياً، ولم يكن في الغرفة إلا أخته الصغيرة سوسن نائمة في سريرها، فاغتاظ منها، قال:
ـ أنتِ لا يهمكِ من الدنيا إلا الحليب والنوم! وأمكِ لا يهمها إلا جدي الذي مات. آه ماذا أفعل؟!

عادت أم نعيم وأبوه من السفر قبل العيد بيوم واحد، وراحت الأم تتحدث عن جده وهي تضحك، وتبكي! قالت العمة متعجبة:
ـ مابكِ يا أم نعيم؟!
فعادت تضحك وتبكي، ثم تمالكت نفسها، وقالت:
ـ وجدنا داخلَ مفكرة أبي وصية، لم يكن فيها إلا عبارة واحدة: (يا أولادي وأحفادي الأعزاء، إذا متُّ، فإياكم أن تزعلوا من أجلي). وكعادته أخطأ في الإملاء، فبدلاًمن (تزعلوا) كتب (ترعلوا)!...
***
شعر نعيم الطابة بالمحبة نحو جده، وأحسَّ أنه فَقَدَ شخصاً عزيزاً نادراً، وعندما جاء العيد، لبس ثيابه الجديدة، فلم تعترض أمه، خرج من المنزل، ولعب قليلاً، لكنه تذكَّر أن جده يحب الفرح، فقال لنفسه: (كيف أفرح وجدي لا يستطيع أن يستمتع بالعيد؟!).
اشترى بالوناً، وعاد إلى البيت، وفوق صورة الجد علَّقَ البالون، ولما رأت أمه ذلك المنظر ضحكت، وبكت، ثم قالت:
ـ أنت كجدك يا نعيم تضحكني، وتبكيني! الناس يا ولدي يضعون زهوراً للموتى لا بالونات!






منقول

مواضيع قد تعجبك:


رد مع اقتباس
جديد المواضيع في قسم قصص اطفال قصص مصورة للاطفال Stories for Children



إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الله , جدي , سامحك , يا

سامحك الله يا جدي ...





الساعة الآن 01:27 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO