ذات يوم كنت جالسا في دكاني، وإذا بعبد أسود يدخل وفي يده تفاحة، فسألته: من أين لك التفاحة؟ والتفاح نادر في هذه الأيام.. فضحك وقال: أهدتني إياها صديقتي إثر غيابي الطويل عنها، وأخبرتني أنها كانت مريضة، فاشترى لها زوجها ثلاث تفاحات بثلاثة دنانير.
ولم أجد من التفاحات إلا اثنتين، فسألتها عن الثالثة فقالت لا أدري فتحققت من قول العبد. وقبل أن أستوضحها الأمر لففتها ببساط وأطبقت عليها الصندوق ورميتها في البحر دون أن يعلم بأمرها أحد.
ولما عدت إلى البيت وجدت ابني الكبير يبكي بمرارة، ولم يكن يعلم ما جرى لأمه، فسألته عن سبب بكائه فقال لي: إني أخذت تفاحة من الثلاثة ونزلت بها إلى الشارع لألعب مع رفاقي، فمرّ عبد أسود وخطفها من يدي، وقال لي: من أين جاءتك هذه التفاحة؟ فأخبرته بقصة التفاحات الثلاث، فذهب ولم يلتفت إليّ.
فلما علمت أن العبد هو الذي جنى على زوجتي الأمينة، وأني رميتها في البحر ظلماً بكذبة، حزنت جداً وبكيتها.. وإذا بهذا الشيخ والدها يدخل علي فأخبرته بالقصة, فشاركني حزني وبكائي. وها أنا بين يديك، ورجائي أن تأمر بمعاقبتي، إذ لا حياة لي بعدها.
فلما سمع
الملك حديث الشاب المفجوع، تألم كثيرا وقال: لن أعاقب إلا العبد الملعون.
فجيء بالعبد، وأمر
الملك بسجنه في الحال.
أما الزوجة الطيبة البريئة فاعتذر لها زوجها وعادت إلى بيتها وأولادها وعاشوا في سعادة وهناء.
قصة الملك والصياد
قصة الملك والصياد