العودة   منتديات شبكة حياة > النادي التعليمي و الأدبي النسائي > قصص و روايات - قصص حب - قصص رومنسيه - روايات رومنسيه - قصص واقعيه - قصص مرعبه
التسجيل التعليمـــات المجموعات التقويم مشاركات اليوم البحث

الغرفه الحمراء

الغرفه الحمراء الغرفة الحمراء الغرفة الحمراء كانت النيرانُ تتوهج في الموْقد وتُشِيع الدِّفءَ العذب في جوانب الغرفة . غرفة الحارس العجوز لقلعة لوران بمقاطعة أشكس

قصص و روايات - قصص حب - قصص رومنسيه - روايات رومنسيه - قصص واقعيه - قصص مرعبه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-09-2013, 08:47 PM   المشاركة رقم: 1
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية موهجه
الكاتبة:
اللقب:
عضوة نادي الألف
عرض البوم صور موهجه  
معلومات العضوة

التسجيل: 8-4-2013
العضوية: 68029
المشاركات: 1,000
بمعدل : 0.23 يوميا
معدل التقييم:

الحالة:
موهجه غير متواجد حالياً

افتراضي

الغرفه الحمراء


الغرفة الحمراء

الغرفة الحمراء





كانت النيرانُ تتوهج في الموْقد وتُشِيع الدِّفءَ العذب في جوانب الغرفة . غرفة الحارس العجوز لقلعة لوران بمقاطعة أشكس .
وكان هذا الحارس جالساً بجانب زوجتِه العجوز على الجانب الآخَر من المائدةِ العتيقةِ التي كانت تحمل زجاجةً من الشراب وبضع كُؤوس . كان الحديث يدور حولَ الغرفة الحمراء بالقلعة وحولَ شبح الكونتيسة الحَسناء باميليا التي قُتِلَت بيدِ أحد عُشّاقها .
فقد كان شائعاً أنَّ شبحَها لا يفارق تلك الغرفة الفاخرة وأنَّ واحداً من المَجانين حاولَ أن يبيتَ ليلةً فيها فإذا صُراخه يتعالى عندَ منتصف الليل وإذا هو يُرى مندفعاً من باب الغرفة والدماء تسِيلُ من رأسِه ووجهِه ثم يسقطُ على الأرض جثةً هامدةً .
وكنتُ قد جئتُ إلى المنطقة لعملٍ خاصٍ ولما وجدتُ النُزُلَ كلَّها مشغولة قررتُ أن أقضيَ ليلتي في قلعة لوران وفي الغرفة الحمراء نفسها وذلك لسببٍ بسيطٍ وهو أنيِ لم أكنْ أومنُ أبداً بظهور أشباح القتلى في أماكنِ موتِهم .
وقد رأيتُ أن أنتهزَ هذه الفرصة لأُثبِتَ صحةَ يَقِيِني وصِدقَ رأيي . قلتُ لحارس القلعة العجوز وأنا أضعُ الكأسَ الفارغ أمامِي أؤَكِّدُ لك أنَّ الأمرَ يحتاج إلى عفرّيتٍ ضخمٍ لإفزاع شابٍّ مثليِ في الثامنة والعشرين .
فهزَّ العجوز رأسَه وأجابَ قائلاً . ستكون أنت المسؤول عما سيحدثُ لك الليلة . وقالت زوجته الشَّمْطاء وهي تمعِنُ النظرَ في وهج النيران . نعم لقد عشتَ ثمانية وعشرين عاماً ولكنك لم ترَ مثل هذا القصْر ومَن كان في مثل هذه السنِّ لا بدَّ أن يرى كثيراً فيما يُقبِلُ عليه من الأيام وأنْ يتألمَ ويَنْدمَ كثيراً .
وخطَرَ لي أنَّ العجوزيْن يحاولان أن يبذرا بذور الفزعِ من الأشباح والأرواح في نفسي . ومِن ثم استعرضتُ كتِفَيْ ونظرتُ إلى نفسي في المآة الكبيرة وقلتُ وأنا أرفع الكأسَ الأخيرةَ إلى شَفَتيْ . حَسَناً إذا رأيتُ شيئاً الليلةَ فسوفَ أعتبره من تجارب الحياة وحسْبي أنيِ سأمرُّ بهذه التجربة بإرادةٍ حرة وعقلٍ متفتحٍ .
وعادَ الحارس العجوز يقول . ستكون أنت المسؤول عما سيحدث لك الليلة .
نعم سأكون المسؤول عن نفسي . ثم أردفتُ قائلاً وأنا أنظرُ إلى الظِّلال المتراقصة في الجانب الآخَر من الغرفة . إذا أرْشدتني إلى الغرفة المسكونة التي تتحدثون عنها فسأَبيتُ فيها ليلتي ناعم البال. . وسَعُلَ الحارس العجوز فجأةً فانتفَضتُ َإذ خُيِّلَ إليَّ كأنَّ ثمةَ أشخاصٍ مجهولون يتربصون بي للانقضاضِ علَيَّ. .
وكان باب الغرفة الحمراء والدرجات المُفْضية إليها في ركنٍ مظلمٍ في نهاية الدهليز وهناك حركتُ شَمعتي المُوُقدة في كلِّ اتجاه لأتبينَ مكانيِ بوضوح قبلَ أن أفتحَ باب الغرفة .
ولم يَسَعْني حينئذ إلا أن أتذكرَ الشاب الذي حاولَ من قبليِ أن يبيتَ في هذه الغرفة قد اندفعَ من هذه الباب نفسِه ثم سقَطَ جثةً هامدةً . وربما على هذه الدرجاتِ نفسِها ومَن يدري فلعل بعضاً من آثار دمائِه لا تزالُ باقيةً عليها .
وألْقيتُ نظرةً سريعةً على ظِلال التماثيل ورائيِ ثم فتحتُ باب الغرفة مُسْرعاً ودخلتُ وأغلقْته ورائيِ ووقفتُ أَنظُر في جوانب هذه الغرفة التي كانت مسرحاً لمأساة امرأة شابة تركتْ لعواطفِها العنان .
طُفتُ بنظراتي بالنوافذ الكبيرة ذات القواعد العريضة والستائر المرفوعة أو المسْدلة والأركان البعيدة المُظْلِمة والأثاث الفاخر والمِدفأة الرائعة وكانت شمعتي الصغيرة تبدو كلسان من الضوء عاجز تماماً عن النفاذ إلى جوانب الغرفة المُظْلِمة فتركها غارقةً في محيط من الغموض والأسرار .
وقَرّرتُ أن أقُومَ بجولةٍ تفتيشيةٍ دقيقةٍ في أنحاء الغرفة لأطرُدَ من نفسي فوراً ذلك الشعور الغامض بالخوف قبلَ أن يستبدَّ بي وبعدَ أن أغلقتُ الباب بدأتُ السيرَ في جوانب الغرفة وأنا أُمْعنُ النظر في كل قطعة أثاث وفي ما تحت السرير الكبير والصوان والخوان ثم رفعتُ الأغطية وأزحتُ جوانب الكُلَّة والستائر المُسْدَلة حولَه .
وأحكمتُ إغلاق النوافذ كلها وأسدلتُ عليها الستائر ونظرتُ إلى فوهة مِدخنة المَوقد ونقرتُ بأصابعيِ على ألواح الجدران الخشبية لأطمئنَّ إلى خلُوِّها من الأبواب والمنافذ السرية .
وكانت ثمة مرآتان كبيرتان على جانبيْ كل منهما شَمعدان بشمعتين كما رأيتُ على قاعدة المَوقد الرُّخامية مزيداً من الشموع في عيون من الخزَف الثمين وأوقدتُ هذه الشموع كلها الواحدة بعدَ الأخرى ثم أشعلتُ النار في المَوْقد وكان الحارس العجوز قد أعدَّ بجانبِه وقوداً ولما اضطرمت النار وبدَأَتْ تُشِيع الدِّفْءَ في جسديِ وتطرد القشَعريرة عني وقفتُ بظَهريِ إليها وأعدتُ النظر إلى جوانب الغرفة
كنتُ قد وضعتُ مقعداً وثِيراً كبيراً ومِنضدة مستطيلة أمامِ ***اج دفاعي وعلى المِنضدةِ وضعتُ مسدسي ليكون في متناول يديِ وهدأت نفسي بعضَ الشيء وكانت الظلال في فجوة الشمعدان بالجدار القصي من الغرفة تثير في خياليِ نوعاً من التهويل عن وجود كائنات حية تتربص وتتحفز وقَرّرتُ أن أُطَمْئِنَ نفسي فمضيتُ بشمعةٍ مُوقدةٍ من الفجوة وتأكدْتُ من عدم وجود شيءٍ مريبٍ ثم وضعتُ الشمعةَ على أرضية الفجوة لكي تطْردَ الظلال والغموض .
وفي خلال هذه الفترة كنتُ في حالةٍ شديدة من التوتر العصبي رغمَ يَقيني بأنه ليس ثمةَ ما يدعو لهذا ولكن ذهنيِ على أي حال كان صافياً وأخَذتُ أُؤكِّدُ لنفسي أنه لا يوجد شيءٌ اسمه الظواهر الرُّوحية كما يزعم بعضَ الناسِ
وإمعاناً في التأكيد شرعتُ أترنّمُ بأُغنيةٍ خفيفةٍ بصوتٍ مرتفِعٍ ولكن تردُّدَ الصوت في جوانب الغرفة الرحيبة ضاعفَ من توتر أعصابيِ ولهذا السبب أقلعتُ عن الاستمرار في الحديث مع نفْسِي عن سخافة الظواهر الرُّحية وعن استحالة ظهور شبح إنسان ميِّت وشرَدَ عقليِ إلى الحارس العجوز وزوجتِه
وحاولت أن أركِّزَ تفكيريِ على هذه الناحية ولكنَّ الظِلال السوداء الساكنة ووهج النار في المِدفأة وارتعاش الأضواء الخافتة للشموع السبعة أثارت أعصابيِ مرة أخرى وتذكرتُ الشموع الكثيرة الموجودة في الدهليز فبَذلتُ بعضَ الجهد لحمل نفسي على الخروج من الغرفة تاركاً الباب مفتوحاً ثم عدتُ حاملاً عشرة شموع وضعتُها في عددٍ من الصِحاف الخزفية الموجودة بكثرة في الغرفة ثم أُوقدْتُها ووضعتُها في الأماكن التي كانت زاخرة بالظَّلَام .
وبالشموع السَبع عشرة الموقدة لم أترك شِبراً في الغرفة بغير ضوءٍ كافٍ وقد خطـَرَ لي أن أُهيِّئَ نفسيِ لتحذير الشبح عندما يأتي حتى لا يدوس بعضها .
إنَّ الغرفة الآن مُشِعَّة بالضوء وإنَّ الإنسان ليُحسَّ بالأمن والاطمئنان وهو ينظر إلى هذه الألسنة الصغيرة من النور وإنَّ العناية بفتائلِها وتقويمِها لشُعلةٍ طيِّبة تُضيِّعُ الوقتَ بسرعةٍ ولكني مع هذا كلِّه أحسستُ بالترقب والانتظار يَجثمان على قلبيِ .
وبعدَ منتصف الليل انطفأت الشمعة الموضوعة في أغطيةِ الفجوة في الجدار البعيد وسرعان ما وثبَتْ الظِّلال حولَها ولم أرَ الشمعة وهي تنطفئ وإنما فوجئتُ بها مُطْفأةً حينَ استدرتُ إليها كأنما رأيتُ فجأةً كائناً غريباً غير منتظَرٍ قُدومَه
قلت لنفسي . لعل تياراً هَوائياً ينْفَذُ من بين مصاريع النوافذ قد هبَّ فجأةً وأطفأ الشمعة ثم تناولتُ عُلبةَ الثقاب ومضيتُ بخطواتٍ بطيئةٍ ثابتةٍ نحوَ الفجوة ولم يشتعل العود الأول ولما اشتعلَ الثاني رأيتُ شيئاً يتراقص على الجدار أمامي فاستدرتُ بسرعةٍ فرأيتُ شمعتيْن على المِنْضدة بجانب المَوْقِد مطفأتان
نهضتُ منتصباً وقلتُ لنفسيِ . عجباً تُرَى هل أطفأتُهما أنا سهواً؟؟ . وعُدتُ إليهما وفيما أنا أضيءُ إحداهما رأيتُ إحدى شمعتيْ المرآة تضطرب وتنطفئ وسرعان ما انطفأت الثانية بعدها وفيما أنا واقفٌ أنظرُ بفمٍ فاغرٍ إذا بالشمعة التي عندَ عارضة السرير تنطفئ وخُيِّلَ إليَّ أنَّ الظِّلال السوداء قد زحفت خطوةً نحويِ .
وقلتُ لنفسي بصوتٍ مسموعٍ . يجب ألا يحدثَ هذا أبداً . وعندئذ رأيتُ الشمعة التي على قاعدة المَوْقِد العالية تنطفئ أيضاً فهتفتُ بصوتٍ لم يخلُ من رَنةِ خوفٍ . ما معنى هذا . وكانت الإجابة انطفاء الشمعة الموجودة فوقَ خِزانة الملابس ثم عودة الشمعة في فوهة الفجوة إلى الانطفاء .
وعدتُ أهتُفُ قائلاً بصوتٍ مرتعِدٍ وأنا أقدحُ عُودَ الثقاب . لا . لا . إنَّ هذه الشموع جِدُّ ضرورية لي . وارتَعدت يديِ حتى أخطأتُ قدحَ عُود الثقاب في الجانب الخشن من العُلبةِ عدة مرات ولما ترامَى النور على قاعدة المَوْقِد انطفأت الشموع في الشَمعدان في قاعدة النافذة الفضية من الغرفة ولكني استطعتُ بنفس عُود الثقاب المشتعِل أن أُوقِدَ شمعتيْ المرآة والأخرى القريبة من الباب وبدا لي لبُرهةٍ أنيِ سأسبق انطفاء الشموع ولكني فوجئتُ بأربعةٍ منها تنطفئ مرةً واحدةً في أركان مختلفة من الغرفة وأشعلتُ عُودَ ثقاب في سرعةٍ مرتعِداً ووقفتـُ حائراً لا أدري أيةَ شمعةٍ أمضي إليها .
وفيما أنا واقفٌ مترددٌ خُيِّلَ إليَّ أنَّ يداً خفيةً أطفأت الشمعتين على المِنضدة فأرسلتُ صيحةً خافتةً واندفعتُ إلى فوهة الجدار وأوقدتُ شمعتَها ثم إلى قاعدة إحدى النوافذ ثم شَمعتان تنطفئان بعدَ أن أشعلتُ ثلاثاً وفجأةً خطرت لي وسيلة أَجدَى فأَلقيتُ بعُلبة الثقاب وأخَذتُ إحدى الشموع التي لا تزالُ بها بقية وأمسكتُها لأتجنبَ بواسطتِها عملية تَضيِّع الوقت في قدح أعواد الثقاب
وفي خلال هذا كانت عملية انطفاء الشموع مستمرة فإذا الظِّلال التي كنتُ أخشاها وأُكافحها تقترب مني وتحيط بي وتزْحف علَيَّ وخُيِّلَ إليَّ أنَّ الأمرَ يُشبه عاصفة عاتية من الرياح والغيوم تكتسح وجهَ السماء وتُطفِئُ النجومَ بالجُملة وكان الرعبُ من الظَّلَام الزاحف قد استبدَّ بي حينئذ ففَقدتُ هدوء نفسي وشرعتُ أجرِي لاهثاً مضطرِباً من شمعةٍ إلى أخرى باذلاً كل ما في وسْعِي لأمنعَ بدون جدوى أشباح الظَّلَام الزاحفة .
وأُصبتُ بكدمةٍ في فخذيِ بركنِ المِنضدة وتعثرتُ في مقعدٍ وسقطتُ به أتدحرج على الأرض وتشبثتُ في سقطتي بغطاء المِنضدة فسَقَطَ على الأرض ومعه الشَّمعتان المطفأتان وطارت من يديِ الشمعة التي كنتُ أُوقدُ بها الشموع واختطَفتُ غيرَها ونهضتُ ولكنها انطفأت في يديِ بسبب حركة وُقوفي المفاجئة وسرعان ما لحقتها الشَّمعتان المتبقيتان ولكن لا . لا يزالُ في الغرفة بصيصُ ضوءٍ بسيطٍ إنه وهَج النار الخابئة في المِوقِد آه إنَّ النارَ تُوشك أن تخمُدَ فهل سأستطيع أن أُوقدَ منها شمعةً واحدةً .
وتقدمتُ نحوَ سياج المَوقِد خُطوتيْن بعدَ أن تناولتُ إحدى الشموع ولكن النار الخابئة لم تلْبث أن انطفأت وإذا الظَّلَام يُطْبقُ علَيَّ وكأنه حَدَقَةُ عين أظْلمت وإذا هو يُطَوِّقُني في قوةٍ خانقةٍ ويختمُ على بصَري ويُحطِّمُ البقيةَ المتبقيةِ من سلامة تفكيريِ وسقطتْ الشمعةُ من يديِِ وبسطتُ ذراعايْ أمامي كأني أريدُ أن أدفعَ بهما الظَّلَام الرهيب وإذا أنا أرفعُ صوتيِ وأصرُخُ بكلِّ قوتيِ مرة وثانية وثالثة ثم إذا بي أترنحُ على قَدَمَيْ وأتذكرُ فجأةً ضوء القمر في الدهليز فأَحنيت رأسيِ وأخفيتُ وجهي بكَفيْ واندفعتُ كالقذيفة نحوَ الباب ولكني كنتُ نسيتُ الموضعَ المحدد للباب فاصطدم رأسي بقوةٍ في ركنِ السرير المَعْدني فتراجعتُ مترنحاً وعُدتُ أصطدمُ بهذه وتلك من قطعِ الأثاث الثقيلة
ولا أستطيع أن أذكرَ على وجه التحديد عددَ المرات التي اصطدمتُ فيها بكل ما كان يعترض سبيلي وأنا أندفعُ هنا وهناك بينَ طيات الظَّلَام المُطْبقةِ علَيَّ كما لا أذكرُ قوةَ الصيحةِ التي كنتُ أُرسلها وأنا أترنحُ حيناً وأندفع دائماً في كل ناحية وأحسستُ بالدماء تسِيلُ على وجهي وعينيْ ساخنةً لزِجةً وأخيراً لم أعدْ أذكرُ شيئاً أو أُحسُّ بشيءٍ
وفتحتُ عينيْ في ضوء النهار ووجدتُ رأسي غارقاً بالضِماداتِ ورأيتُ الحارس العجوز ينظر لي في إشفاقٍ وتلَفَّتُّ حولي وأنا أحاول أن أتذكرَ ما حدَثَ وأبى ذهنيِ أن يتذكرَ شيئاً ولكني رأيتُ السيدة العجوز زوجة الحارس تضع دواءً ما في قدَحٍ وتُقدمه إليَّ وقلتُ . آه أنا . يُخَيِّلُ إليَّ أنيِ أعرفكما ولكن لا أذكرُ متى رأيتكما؟؟ .
وأخبرَني الحارس بكل شيءٍ وسمعتُ حديثَه عن الغرفةِ الحمراء المسكونة كما يسمعُ الطفلُ أُسطورةً مُفْزعةً ثم اختَتَمَ حديثَه قائلاً لقد عثرنا عليك فيها عند الفجر وكانت الدماء جامدةً على وجهِك وشَفَتَيْك..
وعندئذ تذكرتُ كلَّ شيءٍ .
وفجأةً قال الرجل العجوز : هل تُؤمنُ الآن بأنَّ الغرفةَ مسكونة ؟؟ .
نعم إنها مسكونة. .
فقال الرجل العجوز . مع ذلك فإننا لم نَرَ فيها الشبحَ أبداً لأننا لم نجرؤْ يوماً على دخولِها ليلاً . حدِّثْنا ما شكلُ هذا الشبح ؟؟
وعندئذ قلتُ بقوةٍ . إذا شئتَ الحقيقة فليس فيها شبحٌ أبداً وإنما فيها ما هو أقسى من الشبح .
قال : ماذا تعني؟؟ .
قلتُ :إنَّ أقسى شيءٌ يمكن أن يتعرضَ له الإنسان في ظروفٍ كهذه هو الظَّلَامُ الكثيفُ والخوفُ الذي يبعثه هذا الظَّلَام في النفس . إنه الرعب الذي يكمن في الظَّلَام ويسْخرُ من ضوءِ النهار . إنه الرعبُ الذي يسعى وراءَك ويَزحفُ على أعصابِك ويُغَلِّف العقلَ بغشاء أسود رهيب . ولولا هذا الرعب لأدركتُ بداهةً أنَّ هذه الشموع تنطفئ لأنَّ ذُبالتَها احترقت طبيعيّاً ولولا هذا الرعبُ لأحضرتُ شموعاً أخرى جديدة لأُغادرَ الغرفة قبلَ أن يسودَها الظَّلام


مواضيع قد تعجبك:


رد مع اقتباس
جديد المواضيع في قسم قصص و روايات - قصص حب - قصص رومنسيه - روايات رومنسيه - قصص واقعيه - قصص مرعبه


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO