قديم 07-26-2013, 10:39 PM   المشاركة رقم: 1
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية اشجان الحسن
الكاتبة:
اللقب:
مشرفة مميزة - عضوه مؤسسه ومبدعه
عرض البوم صور اشجان الحسن  
معلومات العضوة

التسجيل: 23-4-2013
العضوية: 1017
المشاركات: 14,247
بمعدل : 2.61 يوميا
معدل التقييم:

الحالة:
اشجان الحسن غير متواجد حالياً

منقول

مساجد لها تاريخ


مسجد السلطان الصالح نجم الدين - القاهرة

أنشأ مسجد السلطان الصالح نجم الدين - المدرسة الصالحية 641 هجرية الموافق الفترة من 1243 إلى 1244 ميلادية.

أنشأ هذه المدرسة الصالح نجم الدين أيوب سابع من ولى ملك مصر من سلاطين الدولة الأيوبية، أقامها على جزء من المساحة التى كان يشغلها القصر الفاطمى الكبير وأتمها سنة 641 هجرية الموافق للفترة من 1243 إلى 1244 ميلادية وكانت تتكون من بناءين أحدهما قبلى.

وقد ضاعت معالمه وشغلت مكانه أبنية حديثة، والثانى بحرى لم يتخلف منه سوى إيوانه الغربى الذى يغطيه قبو معقود، وكان كل من البناءين يشتمل على إيوانين متقابلين أحدهما شرقى والآخر غربى وصف من الخلاوى على كل من الجانبين ويفصل هذين البناءين ممر يقع فى نهايته الغربية مدخل المدرسة الذى يتوسط الوجهة تعلوه المئذنة.

وما زالت هذه الوجهة محتفظة بتفاصيلها العمارية فهى مقسمة على يمين المدخل ويساره إلى صفف قليلة الغور فتح أسفلها شبابيك تغطيها أعتاب امتازت بتنوع مزرراتها تعلوها عقود عاتقة اختلفت زخارفها وتنوعت أشكالها.

وهنا تبدو لنا أول مرة فى هذه الوجهة ظاهرة فتح شبابيك سفلية بعد أن كانت تشاهد بأعلى الوجهات فى الجوامع المتقدمة كجامعى عمرو وابن طولون وغيرهما.

وقد عنى بزخرفة المدخل وتجميله فأخذ الكثير من عناصره الزخرفية من وجهتى جامعى الأقمر والصالح طلائع وكتب وسط العقد المقرنص الذى يعلو الباب تاريخ الإنشاء 641 هجرية.

أما المئذنة فتبتدئ أعلى المدخل مربعة إلى الدورة ثم مثمنة تحلى أوجهها صفف تغطيها عقود مخوصة فتح بها فتحات بعقود على شكل أوراق نباتية.

ويغطى المثمن قبة مضلعة ازدانت قاعدتها بفتحات على هيئة أوراق نباتية أيضا تعلوها تروس بارزة.

وتمثل هذه المئذنة طراز أغلب المآذن التى أنشئت فى أواخر القرن السابع وأوائل القرن الثامن الهجرى - الثالث عشر وأول الرابع عشر الميلادى - قبل أن تتطور إلى طرازها المألوف الذى عم وانتشر بمصر بعد ذلك.

المصدر: موقع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - وزارة الأوقاف

مواضيع قد تعجبك:


رد مع اقتباس
جديد المواضيع في قسم الفتاة المسلمة حواء المسلمه فتاوى نسائيه

قديم 07-26-2013, 10:54 PM   المشاركة رقم: 2

معلومات العضوة
الكاتبة:
اللقب:
مشرفة مميزة - عضوه مؤسسه ومبدعه


فراشة

مسجد أبى العباس المرسى - الإسكندرية أنشأ مسجد أبى العباس المرسى بالإسكندرية 1362 هجرية الموافق 1943 ميلادية.

أبو العباس المرسى هو أحمد بن عمر الأنصارى المرسى- نسبة إلى مرسيه من بلاد الأندلس- ويكنى أبا العباس، وكان متصوفا زاهدا حمل راية الطريقة الشاذلية بعد شيخه أبى الحسن الشاذلى.
يقوم المسجد الحالى على رقعة من الأرض كان يشغل جزءا منها مسجد صغير أنشىء فى حياة أبى العباس وفى سنة 1189 هجرية الموافق 1775 ميلادية زار ضريح أبى العباس أحد سراة المغاربة فى طريقه إلى الحج فشاهد تصدع البناء وضيق المسجد، فعمل على إصلاح رقعته من ناحية القبلة ومن جهة المقصورة.
وبقى المزار موضع العناية والمسجد موضع الرعاية حتى كان عهد المغفور له الملك المصلح - فؤاد الأول طيب الله ثراه، فكان فيما قصد إليه من إبراز مدينة الإسكندرية فى مظهر يتناسب مع عظمتها فى ماضيها وحاضرها، تنفيذ مشروع لميدان فسيح الجنبات سعته 43200 متر مربع يسمى ميدان المسجد.
وهذا المسجد الكبير والخمسة المساجد المحيطة به وأهمها مسجد البوصيرى وياقوت العرشى تنظم هذا الميدان.

وقد استهلت وزارة الأوقاف الرغبات الملكية العالية للراحل الكريم، فوضعت مشروعا لتجديد المسجد بمراعاة بقاء الضريح فى موضعه وإفساح رقعة المسجد من الأرض التى حوله والعناية بتشييده باعتبار كونه حرما للعاصمة الثانية للمملكة المصرية، وحتى يضارع فى فخامته وجلال عمارته أكبر مساجد الشرق وأفخمها.
وبلغت مساحة أرض المسجد 3000 متر مربع وحاز هذا المشروع شرف الرضاء السامى.

وقد وضع تصميم المسجد بحيث يكون مثمنا منتظما من الداخل، طول كل ضلع من أضلاعه 22 مترا وتقع القبة والمئذنة بالضلع القبلى، وله بابان رئيسان، يقع البحرى منهما على الميدان وقبالته الشارع المعتمد إنشاؤه من هذا الميدان إلى قصر رأس التين العامر، ويقع الشرقى منهما على الميدان أيضا وتقع مرافق المسجد فى الضلع الغربى ولها باب خاص على الميدان.
وخصصت الأضلاع الأربعة الباقية من الشكل المثمن لتكون بجانبها أضرحة أربعة، أحدها ضريح العارف بالله أبى العباس، والثلاثة الأخرى لتلاميذه وأتباعه الذين عرفت مقابرهم فى هذه البقعة، ويبلغ ارتفاع حوائط المسجد 23 مترا وارتفاع منارته عن سطح الأرض 73 مترا.
وقد جعلت أعمدة المسجد ستة عشر عمودا من حجر الجرانيت المستورد من محاجر بالينو بإيطاليا، ويتكون كل عمود من قطعة واحدة مع قاعدته وتاجه، وهو على شكل مثمن قطره 85 سم وارتفاعه 8.60 متر ويبلغ ارتفاع سقف المسجد من الداخل 17.20 متر، وتتوسطه شخشيخة ترتفع 24 مترا عن مستوى أرض المسجد.
ويحيط بالشخشيخة أربع قباب موضوعة فوق الأضرحة الأربعة التى بجوانب المسجد، ويبلغ قطر كل قبة خمسة أمتار، ولها سقفان أحدهما داخلى مرتفع عن أرض المسجد بمقدار 22 مترا ويعلوه الثانى بارتفاع 11 مترا وقطر دائرته 7.5 متر، وحوائط المسجد من الخارج مكسوة بالأحجار الصناعية، وسلالم المدخل من الجرانيت المصرى، أما أرضيات المسجد فمن الرخام الأبيض والجزء السفلى من الحوائط من الداخل مغطى بالموزايكو بارتفاع 5.60 متر.
أما الجزء العلوى منها فمكسو بالحجر الصناعى، وقد نقشت الأسقف بزخارف عربية، كما صنعت أبوب المسجد ومنبره ونوافذه من أخشاب التك والليمون والجوز بتعاشيق وحليات دقيقة الصنع.

وقد سار حضرة صاحب الجلالة الملك الصالح - فاروق الأول - على هدى والده العظيم فأحاط هذا المشروع برعايته وتوجيهاته السامية، وقد أدخل على المشروع - تلبية للرغبة الملكية الكريمة - تعديل جعل فى المسجد مكانا للسيدات تقمن فيه الشعائر الدينية، له باب خاص.
وأتمت وزارة الأوقاف بناء المسجد فى أوائل سنة 1943 ميلادية وبلغ مجموع التكاليف النهائية حوالى 140.000 جنيه مصرى.
المصدر: موقع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - وزارة الأوقاف


رد مع اقتباس
قديم 07-26-2013, 10:55 PM   المشاركة رقم: 3

معلومات العضوة
الكاتبة:
اللقب:
مشرفة مميزة - عضوه مؤسسه ومبدعه


فراشة

بدمشق... درّة مساجد الشرق ارتبطت الحياة الأولى للإنسان بالتعبد لذلك تقدَّم المعبد في نشوئه على المدينة، وهذا ينطبق على مدينة دمشق إذ أننا لا نعرف بالتحديد متى وكيف نشأت قبل المعبد أم بعده، لكن الحقيقة التاريخية التي لا مجال للشك فيها هو أن دمشق من أقدم مدن العالم، وبالتالي فإن معبدها من أقدم المعابد في التاريخ الإنساني فقد كرس للعبادة منذ آلاف السنين، (من بداية العهد الآرامي في مطلع الألف الأول قبل الميلاد حيث نسب للإله «حدد»، وأثناء استيلاء الرومان على المنطقة صار معبداً للإله«جوبيتر») و قد احتلّ مساحة كبيرة من الأرض.
يبلغ طول سوره الخارجي (380م) وعرضه (300م)، له واجهات فخمة ومداخل عملاقة قامت على أعمدة عالية جداً لا يزال بعضها قائماً حتى اليوم، وبعدها تحوّل إلى كنيسة حملت اسم «يوحنا المعمدان» أو النبي يحيى، وذلك في أواخر القرن الرابع الميلادي، وتشير المصادر بأن رأس النبي يحيى مدفون داخل حرم المسجد، ويبدو الشكل الخارجي للمعبد شكلاً مستطيلاً، وقد عرف بالمستطيل الإلهي أو المستطيل الذهبي.
حيث أُقيم على حافة ربوة، يليه وادٍ صغير، وفي أسفل هذا الوادي حفر نفق يصل إلى داخل المعبد تُنقلُ من خلاله القرابين.
فتح دمشق
فُتِحَت دمشق... واستقر فيها المسلمون منذ العام (14هـ)، واقتسموا الحياة فيها مع المسيحيين، ومع ازدياد عددهم، حيث غدت عاصمة الخلافة الإسلامية في العصر الأموي، وغدت الدولة الأموية هي الأكبر والأوسع، توفرت حاجة ملحة لأن يمتلك المسلمون مسجداً يتسع لكافة المصلين، وبالوقت نفسه يتماشى مع عظمة الدولة والفتوحات الإسلامية، وكان ذلك أيام الخليفة عبد الملك بن مروان الذي بدأت في عهده حركة عمرانية واسعة شملت ثلاثة مساجد بشكل رئيسي، هي الجامع الأموي في دمشق.
ومسجد قبة الصخرة في القدس، والمسجد النبوي بالمدينة المنورة، لكن الموت عاجله، فكان حظ بناء المسجد في زمن الوليد بن عبد الملك الذي مثل عصر الفتوحات، وعظمة الدولة الأموية واستقرارها.
من الصعب الحديث قبل عصر الوليد عن أعمال إنشائية في النصف الإسلامي من البناء باستثناء ما بُنيَ زمن معاوية الخليفة الأموي الأول الذي بنى داخل الحرم في القسم الإسلامي مقصورة كان يصلي فيها، وقد وُصِلت بممر خاص كان يوصله إلى قصر الخضراء الذي يقيم فيه، ويقع بجوار المسجد.
الوليد وبناء المسجد
تمَّ تشييد الجامع وفق مخطط جديد مبتكر يتناسب مع شعائر الدين الإسلامي، وأغراض الحياة العامة، فجاء فريداً في هندسته، لم يبن على نسقه في العهود السابقة أي بناء آخر.
و بذل له الوليد الكثير من الجهد والمال كي يكون المسجد آية في الإبداع وتحفة من التحف الفنية، فأمضى في بنائه وزخرفته قرابة عشر سنين بدءاً من ذي الحجة عام (86هـ)، وهكذا ظهر جامع دمشق وقتئذ ثورة على البساطة والتقشف وانطلاقة جديدة في مضمار فنون العمارة والزخرفة الإسلامية.
وتأسست بإشادته مبادئ هندسة الجوامع الكبرى التي شيدت بعده في العالم الإسلامي، إذ ظل المعماريون عدة قرون يستوحون منه وينسجون على منواله، فاستحق بجدارة تسميته إمام الجوامع، وظلَّ قروناً فتنة للناظرين، تبارى الشعراء والكتَّاب في وصفه، وإبراز محاسنه وعدّ أعجوبة من عجائب الدنيا الخمس المعروفة في ذلك الزمان.
مخطط الجامع
يتألف بناء الجامع من مستطيل طوله (156م) وعرضه (97م)، يحتل جانبه الشمالي صحن مكشوف تحيط به أروقة مسقوفة، ويحتل قسمه الجنوبي الحرم أوالمصلى. وللجامع ثلاثة أبواب رئيسة تفضي إلى الصحن، تصله بجهات المدينة الثلاث الشرقية والغربية والشمالية، وهناك باب رابع في الحرم يقع بالجانب الغربي منه يصله بالجهة الجنوبية من المدينة.
أقسام الجامع وعناصره المعمارية
1- السور والأبواب: سور الجامع مبني بالحجارة الكلسية، ومزوّد بدعائم جدارية، وهو من العهد الروماني، إلا أنَّ أكثر أقسامه جددت في العهود العربية، وكان يحتل زوايا السور الأربع أبراج مربعة الشكل استخدمت بعد الفتح منابر للآذان بقي منها إلى اليوم البرجان الجنوبيان وعليهما أقيمت المئذنتان الشرقية والغربية.
الباب الشرقي للجامع محافظ على وضعه الأصلي الأموي، وكان يدعى باب (جيرون) واسمه اليوم باب (النوفرة)، يتألف من باب في الوسط ذي قنطرة عالية وبابين صغيرين على جانبيه، ويقابله الباب الغربي ويدعى باب (البريد)، وهو مؤلف من ثلاث فتحات، ويلي البابين الشرقي والغربي دهليز فخم يتصل بالأروقة المحيطة بالصحن، وبالمشاهد القائمة على جانبيه، أما الباب الشمالي فمؤلف من فتحة واحدة فقط، وهو مجدد في العهود العربية اللاحقة وكان يدعى باب (الفراديس)، ويعرف اليوم بباب (العمارة).
أما الباب المفتوح في الحرم «باب الزيادة» أُحِدث في السور عند بناء الجامع، ويتألف من فتحة واحدة واسعة. أما الباب الأساسي الكائن عند منتصف الجدار الجنوبي فقد استخدمت إحدى فتحاته كباب لدخول الخلفاء إلى الجامع، والعودة منه إلى قصر الخلافة. .
2- الصحن والأروقة: الصحن مستطيل، يتخلله ثلاثة مبان صغيرة، تتوسطه البحرة، ويوجد فوقها قبة تقوم على أقواس وأعمدة، وفي الجهة الغربية قبة الخزنة، وهي بناء مضلع قائم على ثمانية أعمدة كورانتية الطراز، جميلة التيجان أما في الجهة الشرقية فتوجد قبة أخرى على ثمانية أعمدة تدعى قبة زين العابدين، ثم أحيطت الأعمدة في العهد العثماني بجدار، وتحوّلت إلى غرفة وعُرِفت بقبة الساعات.
وفي وسط الصحن يوجد عمودان من الحجر يحملان رأسين مزخرفين من النحاس، كانا يستعملان للإسراج وإنارة الصحن. ويحيط بالصحن رواق مسقوف محمول على عضائد وأعمدة تتناوب كل عضادة مع عمودين.
3- الحرم: يتألف الحرم من ثلاثة أروقة موازية للقبلة، يمتد بينهما صفان من الأعمدة تحمل قناطر كبيرة نصف دائرية فوقها عدد مضاعف من القناطر الصغيرة، كما هو الحال في الأروقة المحيطة بالصحن.
ويقطع هذه الأروقة من وسطها رواق أوسع وأكثر ارتفاعاً يسمى «المجاز القاطع»، ويتوسط المجاز هذا قبة عالية ترتفع قرابة (36م) محمولة على أربع عضائد ضخمة فوقها قبة مثمّنة، مزوّدة بالنوافذ، وتعرف بـ(قبة النسر)، ولعلهم حين أقاموا هذه القبة استوحوا فكرة وجود عرش الرحمن في قبة السماء.
والقول الآخر يزعم أن الوليد تمثّل شكل نسر باسط جناحيه، فالقبة مثّلت رأس النسر، وطرفي الحرم مثلا الجناحين. وربما يكون هذا التشبيه دليلاً على قوة وعظمة الدولة الأموية، فرأس النسر يمثل العاصمة دمشق وجناحاه يمثلان امتداد الدولة من الشرق في الصين إلى الغرب في الأندلس.
يغطي الحرم سقوف سنامية الشكل (جملونات) صنعت من الخشب وصفّحت من الخارج بالرصاص، وهي ثلاثة سقوف ممتدة من الشرق إلى الغرب يقطعها في وسطها سقف المجاز المرتفع، وهذه السقوف مبطنة بسقوف مستوية من الخشب المزخرف.
4- نوافذ الحرم: يستمد الحرم نوره من نوافذ مفتوحة في جداريه الكبيرين الشمالي والجنوبي، وهي شبيهة بالقناطر العليا الموجودة في سائر الأروقة من حيث الشكل والمقياس، ففي الجدار الشمالي أربع وأربعون نافذة، ومثلها في الجدار الجنوبي. هذه النوافذ مزودة بشمسيات من الجص المعشّق بالزجاج الملوّن، مزخرفة بأشكال نباتية وهندسية مخرّمة.
وهناك نوع آخر من النوافذ لاتزال ست منها باقية في المشهد الشمالي الغربي (قاعة الاستقبال حالياً)، وتعتبر من النموذج الأموي كسائر نوافذ الجامع، تتألف من شبك من الرخام الأبيض منقوش بزخارف ورسوم هندسية تتنوّع في كل نافذة فهي من أكثر عناصر الجامع أصالة وروعة من الناحية الفنية.
5- المآذن: لم يبق من المعبد القديم سوى البرجين الجنوبيين، وحين تمَّ تشييد الجامع تحوّلا إلى مئذنتين، ثم شيّدت مئذنة ثالثة إلى جانب الباب الشمالي على هيئة برج مربّع عرفت فيما بعد بمئذنة (العروس)، ولا يزال القسم السفلي من هذه المئذنة أصيلاً رغم الكوارث الطبيعية والحرائق التي تعرض لها الجامع.
وشيّدت المئذنة الشرقية التي تسمى مئذنة (عيسى) فوق البرج القديم، وتشير المصادر التاريخية في أكثر من مكان، بأنه يوم البعث سوف ينزل عليها النبي عيسى عليه السلام. أما المئذنة الغربية فقد شيدت فوق البرج القديم المربع، وتدل الكتابات المنقوشة عليها بأنها جددت في عهد السلطان المملوكي « قايتباي»، ومن هنا جاءت تسميتها بمئذنة (قايتباي).
6- المشـاهد: هناك أربع قاعات كبيرة مستطيلة موزعة على جانبي البابين الشرقي والغربي، أطلق عليها قديماً اسم المشاهد، ونسب كل منها إلى واحد من الخلفاء الراشدين، المشهد الجنوبي الشرقي يدعى مشهد أبي بكر، والجنوبي الغربي مشهد عمر، والشمالي الغربي مشهد عثمان، وأخيراً مشهد علي الذي دُعي فيما بعد بمشهد الحسين، وخلال العهود التاريخية تغيّرت أسماء هذه المشاهد، واستخدمت في أغراض متعددة كالتدريس، والصلاة، والاجتماعات، وخزائن الكتب والمستودعات.
7- الزخارف والنقوش: الزخارف الأموية التي تزين الجامع تتألف من عنصرين رئيسين هما الفسيفساء والرخام وكانت الفسيفساء تغطي الأقسام العليا من الجدران، في الداخل والخارج، في الحرم والأروقة، وكذلك القناطر وباطن العقود. وكان هذا الرخام من النوع المجذّع أي يشبه الخطوط الموجودة في جذوع الشجر ويحتفظ دهليز باب جيرون بنموذج للرخام المجذّع الأصيل، وهذا الرخام مماثل لرخام جامع قبة الصخرة في القدس، ومسجد آيا صوفيا في تركيا.
الأصالة والخصائص الفنية
ينتسب الجامع الأموي إلى الفنون المعمارية الشامية التي ازدهرت على يد الأمويين الذين تمَّ في عهدهم إنشاء العديد من الأعمال العمرانية من مدن ومساجد وقصور، وقد ذكر المؤرخون أن الوليد أنفق في بناء الجامع خمسة ملايين وستمئة ألف دينار. وضمَّ الجامع الكثير من النفائس منها مصحف عثمان الذي كان له خزانة خاصة به إلى جانب المحراب وظلّ حتى الحريق الأخير.
كما زود الجامع في كل العهود بساعات اختلفت ألوانها وأشكالها وفنونها باختلاف العصر، و تمَّ العثور على الساعة الفلكية المعقدة التي تسمى (البسيط) تحت بلاط الصحن، وكان قد صنعها العالم الفلكي (ابن الشاطر الدمشقي) في القرن الثامن الهجري.
وللجامع أوقاف تجمّعت خلال العصور جعلته من أغنى مساجد العالم، وكانت مواردها تصرف في سُبلٍ شتى، منها رواتب العلماء والمدرسين والمؤذنين والخدم وطلاب العلم، ومنها ما يصرف للفقراء.
لم تكن وظيفة الجامع في العهود الماضية تقتصر على شؤون العبادة فقد حفل بالنشاطات السياسية والاجتماعية، وكان مركزاً للإشعاع الثقافي والعلمي فقد أنشئت حوله عشرات المدارس والمكتبات حتى أصبح يؤلف معها وقتئذ مدينة جامعية حقيقية، وتضم بعض هذه المدارس أضرحة لقادة وملوك فاتحين(صلاح الدين الأيوبي وأخيه الملك العادل والظاهر بيبرس).
فضلاً عن المدارس ودور العلم فقد كانت تتجمّع حول الجامع وعند أبوابه كل النشاطات الاجتماعية والسياسية، وهنا يأتي دور الجامع الأساسي في تداول أحوال المسلمين الاجتماعية والسياسية في فترات زمنية كثيرة حيث كان يلتقي الخليفة بالشعب،وكذلك لقاء الخلفاء الذين تعاقبوا على الحكم.
الأموي عبر التاريخ
ذكر ابن عساكر مؤرخ مدينة دمشق أن الوليد بعد الانتهاء من بناء الجامع، وكان على المنبر يخطب الجمعة دخل عليه موسى بن نصير وبرفقته موكب كبير جداً يتألف من ثلاثين أميراً من أمراء الأندلس والشمال الإفريقي، حيث زُفَّ إليه خبر فتح الأندلس، فاحتفل بالقائد المظفّر موسى وافتتاح المسجد.
ظلَّ المسجد مركزاً للحياة السياسية والثقافية والدينية لأبناء مدينة دمشق لفترات زمنية طويلة، فلم يكن مجرد مكان ديني للعبادة، بل كان له صفة سياسية وتعليمية واجتماعية.
تعرّض المسجد خلال تاريخه الطويل إلى كوارث الطبيعة كالزلازل من جهة والحرائق المتكررة التي لحقت به من جهة أخرى جراء الغزوات المتتابعة على مدينة دمشق، فكان الحريق الأول أيام الفاطميين سنة 461هـ الموافق 1068م، حيث رميت المدينة بالنيران فاحترقت أجزاء منها، ولحق بالمسجد الكثير من الأضرار من جراء هذا الحريق حيث دمرت الزخارف وبعض لوحاته الفسيفسائية، وبعد هذا الحادث جرت محاولات كثيرة لإعادة ترميمه، ولكنها لم تكن تأخذ الطابع العلمي لذلك باءت جميعها بالفشل.
أما الحريق الثاني الذي تعرّض له فكان أثناء ولاية تكنز على دمشق740هـ الموافق 1339م، وتعرضت المئذنة الشرقية لحريق عام 794هـ.
وفي العام 884هـ الموافق 1479م احترق المسجد، ويقال بأن سبب الحريق قد أتى من الأسواق المحيطة بالجامع، أما الحريق الأخير الذي تعرض له فكان في العصر العثماني 1311هـ الموافق 1893م، وبهذا الحريق يعتقد المؤرخون أنه قد احترق مصحف عثمان.
جرت بعد هذا الحريق عملية ترميم لم تمسّ أصالة الجامع، ولم تغير تخطيطه العام، أما العناصر الزخرفية فقد طرأ عليها تعديل طفيف، ولكنها بقيت ضمن الخط الهندسي الأساسي، ونهض أهل دمشق لإنقاذه، فجمعوا التبرعات، وتطوّع العمال وأهل المهن للمشاركة في إعادة بناء الجامع، وتمَّ هذا الترميم خلال تسع سنين.
ومنذ ذلك التاريخ لم يلق هذا الصرح المعماري العناية والاهتمام إلى أن أصدر الرئيس الراحل حافظ الأسد المرسوم الجمهوري رقم (36) تاريخ/6-10-1991 لإعادة ترميمه، وإبراز دوره الحضاري والإنساني والثقافي حتى غدا قبلة السيّاح والمهتمين بفنون العمارة الإسلامية من كل أنحاء العالم.
واليوم، ونحن على أبواب الاحتفال بدمشق عاصمة للثقافة العربية نأمل أن يكون للجامع الأموي دوره في تعميق التواصل الإنساني والفكري، وأن يستعيد دوره الفكري والثقافي ضمن فعاليات الاحتفالية.
المصدر: موقع وزارة الثقافة - السورية


رد مع اقتباس
قديم 07-26-2013, 10:55 PM   المشاركة رقم: 4

معلومات العضوة
الكاتبة:
اللقب:
مشرفة مميزة - عضوه مؤسسه ومبدعه


فراشة

الكبير - لبنان كانت الموقعة الحاسمة سنة 922هـ الموافق 1517م بين المماليك بقيادة السلطان قانصوه الغوري وبين العثمانيين بقيادة السلطان سليم الأول، التي انتصر فيها العثمانيون وأخرجوا المماليك من سوريا ثم من مصر والديار الحجازية المقدسة.
واستمر الحكم العثماني في لبنان منذ ذلك التاريخ حتى سنة 1918م في هذه السنة غادر آخر جندي عثماني لبنان بعد أن بقي هلال آل عثمان الأتراك يرفرف في أجوائها أربعمائة سنة.
تم بناء عدد من المساجد في ايام العثمانيين في مدينة بيروت القديمة التي كانت داخل سور يحيط بها من جميع جهاتها ما خلا الجهة الساحلية منها، لم تكن بيروت حتى أواخر القرن الثامن عشر الميلادي تضم أكثر من حوالي خمسة آلاف ساكن، ومع قلة عدد السكان كان عدد المساجد فيها قليلا أيضا.
لا نعدو الواقع إذا قلنا أن هذا الجامع هو أقدم الأبنية الأثرية التي ما تزال قائمة على حالها في بيروت حتى اليوم، في حين تعرضت جميع الآثار القديمة الأخرى في هذه المدينة لعوادي البلى والخراب، وأصبحت مجموعة من الأنقاض المبعثرة في باطن الثرى وبعض هذه الآثار أصبح إطلالا دارسة، لم يبق منها غير رسومها الغامضة.
[b]لمحة موجزة عن تاريخ الجامع
[/b]كان معبدا وثنيا وهيكلا بناه الإمبراطور الروماني فيليب الحوراني في القرن الثالث قبل المسيح ليكون معبدا للشمس. وهو من بقايا سكان بيروت القدماء الكنعانيين الجرجشاشيين. تحول إلى قلعة عسكرية ثم إلى مركز علمي ثم تهدمت بيروت بزلزال عنيف عام 635م، واحتلها المسلمون عام 136هـ.
بني على أنقاض المعبد القديم في الحروب الصليبية عام 1110م في عهد بقدوين ملك القدس باسم كنيسة مار يوحنا المعمداني.
تسلمه المسلمون في عهد صلاح الدين الايوبي من الصليبيين 583هـ الموافق 1187م. استرده الصليبيون 690هـ الموافق 1291م. في عهد الامير سنجر مولى الملك اشرف خليل ابن السطان محمد بن قلاوون.. جدد بناؤه حاكم بيروت زين الدين عبد الرحمن الباعوني سنة 764هـ. وادخل عليه فن البناء والهندسة الاسلامي.
أنشأ المأذنة المرحوم موسى ابن الزيني في عهد الامير الناصر محمد بن الحنش عام 914هـ. وانشئ الصحن الخارجي في عهد حاكم بيروت احمد باشا الجزار عام 1183هـ.
ثم انشأ السلطان عبد الحميد الغازي القفص الحديدي داخل الجامع المنسوب لمقام النبي يحيى وانشأ المنبر القديم عام 1305هـ. وفي عام 1328هـ. أرسل السلطان محمد رشاد (الشعرة النبوية) الشريفة تقديراً لولاء اهالي بيروت ويفتح الصندوق للتبرك في 26 رمضان من كل عام بإشراف آل الفاخوري.
انشأ المنبر الحالي من الرخام على نفقة إبراهيم الغندور المصري عام 1956م. وفي عام 1952 و1954 و1960م. جددت سقوفيته وترميم عام ونقوش أندلسية من قبل مديرية الأوقاف الإسلامية العامة في بيروت وبمساهمة دار الآثار اللبنانية.
[b]الأساس الذي قام عليه البناء الحالي للجامع[/b]
لم يتفق المؤرخون وعلماء العاديات الأثرية على تحديد هوية الأساس القديم الذي ينهض عليه البناء الحالي للجامع، وبالتالي فان هؤلاء وأولئك لم يستطيعوا تعيين الزمن او العهد الذي يرجع إليه هذا الأساس، على ان الذي لا شك فيه هو ان البناء كما هو في حالته الراهنة يحتوي على العديد من الأعمدة والتيجان التي فوقها، قد استخرجها الصليبيون عندما شيدوا كنيستهم من الأنقاض التي كانت مردومة تحت هذا البناء او مبعثرة في باطن الأرض التي تقع إلى جواره.
وقد كتب حول هذا الموضوع العديد من البحاثة والرحالة الأجانب، ففي سنة 1847م. كتب هنري غيز ـ احد الرحالة الأجانب ـ الذي كان قنصلاً لحكومة فرنسا ببيروت، مذكرات ضمنها مشاهداته وانطباعاته عن هذه المدينة وكان لمساجد بيروت في ذلك العهد نصيب مما كتب هذا القنصل الفرنسي.
قال غيز مبتدئاً كلامه بالحديث عن الجامع العمري الكبير الذي كان يومئذ يعرف باسم (جامع النبي يحيى): (..ان المسجد الكبير لا يتميز الا بطراز بنيانه المسيحي ويعود بدء عهده الى زمن الصليبيين، اذ كان كنيسة على عهد القديس يوحنا.. وأضاف قائلاً: ان هندسته تشبه هندسة تلك الأبنية التي هي من نوعه، ولا تزال بعض بقاياها قائمة على الشاطئ الواقع بين يافا والكرمل).
أما العالم الأثري الفرنسي دوفوغيه، فقد رجح ان تكون هذه الأنقاض هي بقايا كنيسة بيزنطية كانت تقوم في عهد البيزنطيين بنفس المكان الذي اختاره الصليبيون لبناء كنيستهم التي حولها المسلمون فيما بعد الى جامع لهم.
لكن اختلاف الأقوال في تحديد الأساس الذي يقوم عليه الجامع الحالي يحملنا على عدم الركون الى الأخذ برأي الذين ذهبوا إلى التأكيد بأن الصليبيين بنوا كنيستهم على اسم القديس يوحنا في مكان خال من اي اثر سابق.
[b]هل شيد الصليبيون كنيستهم فوق أنقاض معبد روماني قديم؟[/b]
من المعروف أن الأمم التي تتغلب على أعدائها وتستولي على أرضهم تميل في العادة الى تجسيد انتصاراتها العسكرية والقومية بأعمال تعبّر عن رغبتها في إزالة جميع المعالم التي تشير الى الأمم المهزومة، وتبنى على أنقاض هذه المعالم ورسومها الدارسة منشآت ومؤسسات جديدة خاصة بها.

وذلك إمعانا في التشفي من الأعداء والقضاء على كل آثارهم او ما يدل على وجودهم السابق، وعلى هذا، فإنه ليس من المبالغة القول بان المكان الذي يقوم عليه بناء الجامع العمري الكبير اليوم، قد عرف في سالف الأزمان معبداً وثنياً قديماً قبل ان يعرف الكنيسة النصرانية في ايام الصليبيين ثم الجامع الاسلامي في أيام المماليك.
والذي يحملنا على هذا الاتجاه، هو ان داوود خليل كنعان، من المؤرخين المتأخرين أشار في إحدى مقالاته التي كتبها في مجلة الجنان تحت عنوان (جواهر ياقوت في تاريخ بيروت) الى رخامة كانت موجودة على باب الدركة الذي كان قائماً في زمانه وعليها كتابة يونانية تفسيرها بالعربية: (أيها الداخل بهذا الباب افتكر بالرحمة).
تدل المكتشفات الأثرية التي عثر عليها صدفة إثناء الحرب العالمية الأولى بالقرب من الجامع الحالي ان الرومان ومن بعدهم البيزنطيون قد اختاروا المنطقة التي وجدت فيها هذه المكتشفات لإقامة العديد من المنشآت والدوائر الرسمية الخاصة بهم، على أن الأب لويس شيخو اليسوعي يقول: انه عندما اكتشفت أنقاض هذه الكنيسة سنة 1916م كانت آثار الحريق الذي أعقب الزلزلة لا تزال ظاهرة على هذه الأنقاض وسواد الحريق باد على حجارتها.
وفي رأي الأب شيخو أن الصليبيين شيدوا كنيستهم بالقرب من هذه الآثار المكتشفة التي يرجح شيخو انه كانت في الأصل كنيسة ملكية، فلما خربت بفعل الزلازل التي تعرضت لها بيروت سنة 550م أعيد بناؤها بأمر من الملك مرتينوس.
والذي يحملنا على الشك في أن الأنقاض المكتشفة سنة 1916م كانت بقايا كنيسة بيزنطية، هو أن المؤرخين أكدوا لنا بأن المكان الذي وجدت فيه هذه الأنقاض لم يكن فيه اي كنيسة سوي في أيام الرومان او في أيام البيزنطيين ومن هؤلاء المؤرخين، بطرس غالب الذي كتب عن نشأة الديانة المسيحية في لبنان فإنه لم يورد اسم الكنيسة التي أشار الها الاب شيخو، عندما تحدث عن الكنائس التي تهدمت في زلزال بيروت سنة 550م.
وكذلك فإن المؤرخ أسد رستم. لم يشر إلى أي كنيسة في المكان الذي حدده شيخو، عندما القى محاضرته عن (دخول النصرانية الى لبنان) التي ألقاها في كنيسة القديس نيقولاوس ببيروت سنة 1961.
عودة الى الجامع العمري وتشييده على أنقاض معبد روماني قديم؟
ان الحفريات المستمرة التي تجري في بيروت القديمة بين الحين والآخر ما تزال تتكشف في أكثر من مكان عن بقايا الأعمدة الضخمة التي تخلفت في باطن الأرض من الحمامات والمسارح والقصور التي بنيت في هذه المدينة عندما كانت تحت حكم الرومان والبيزنطيين وغيرهم.
على إننا، لسنا الآن بصدد الإفاضة بالحديث عن الآثار التي تركتها الأمم الغابرة في ثرى بيروت، ذلك ان الذي يعنينا من هذه الآثار، هو الجانب المتصل منها بالمكان الذي يقوم عليه الجامع العمري الكبير نفسه، لان غرضنا الأساسي هو معرفة الأصول التاريخية للبناء الذي يرتفع عليه هذا الجامع وتحديد هوية هذا البناء والزمن الذي أنشئ فيه لأول مرة.
لذلك نبادر إلى القول، أو بالأصح إلى الترجيح، بان أصول هذا البناء تبدو لنا غير بعيدة عن ملامح العمائر الرومانية التي بنيت في بيروت يوم كانت هذه المدينة تشكل إحدى المقاطعات الساحلية بولاية سوريا التي كانت معقودة اللواء لنواب الأباطرة الرومانيين، وعلى وجه التحديد في أيام شقيق الامبراطور فيليب الحوراني (العربي) الذي كان له الصولجان والسيادة على سائر الممالك الرومانية في العقد الخامس من القرن الثالث الميلادي (244 ـ 249).
وان ما يحملنا على الظن من ان الجامع الحالي يقوم على أصول رومانية هو ما جاء في كتاب (تسريح الإبصار فيما يحتوي لبنان من الآثار) للأب لامنس الذي يقول: (ومما ازدانت به المدينة من البنايات على شبه رومية ساحة كبرى يجتمع فيها الجمهور وملعب للملاهي العمومية ولعلها أيضا خصّت بهيكل كهيكل المشتري في رومية والمشتري هو نفس جوبيتر الذي كان الرومان يعتبرونه الههم الاكبر).
وان هذا الظن يكاد يرقى في ذهننا إلى درجة اليقين عندما نطالع في المراجع التي لدينا من كتب التاريخ ما يشير إلى أن الجامع العمري الكبير في بيروت يقوم على أنقاض هيكل ديني روماني قبل أن يمر بالمراحل المختلفة التي انتهت به إلى الوضع الراهن.
إننا حين نحاول إرجاع الإطلال التي تحت الجامع العمري الكبير في بيروت الى ايام الرومان، والى عهد الإمبراطور فيليب الحوراني (العربي) بالذات، فإننا نفعل ذلك على سبيل ترجيح وليس على سبيل الجزم والتأكيد...
ذلك أن هذه الإطلال، في حالتها الراهنة، لا تحمل في الواقع اي اثر يدل بصورة واضحة على انتمائها إلى الإمبراطوري المذكر، بالإضافة إلى أن الأعمدة والأنقاض الحجرية التي تتألف منها هذه الإطلال واستعملت في بناء الكنيسة الصليبية ليس فيها اي نص كتابي يشير الى هويتها وزمن بنائها، وإنما نحن اعتمدنا على ملامحها المعمارية وهي ملامح تبدو في شكلها وطراز زخارفها الباقية رومانية او بيزنطية.
[b]هل تكون هذه الأطلال بقايا هيكل جوبيتر نفسه؟[/b]
اذا نحن اعتمدنا نهائياً على ترجيح القول بأن الإطلال الموجودة تحت الجامع العمري الكبير هي بالفعل بقايا هيكل روماني فليس هناك ما يمنعنا من الاستنتاج بأن هذا الهيكل كان من بناء فيليب الحوراني نفسه، او على الأقل.
أن هذا الإمبراطور كان احد الأباطرة الرومان الذين ساهموا بإقامة هذا الهيكل مثلما فعل بالنسبة إلى هيكل جوبيتر الدمشقي الذي تعاورته الأيدي بالبناء خلال أجيال متعاقبة من سنوات الحكم الروماني في البلاد السورية.
وحين نلقي نظرة فاحصة على واقع بناء الجامع في شكله الحالي، فإننا نجده باقياً حتى اليوم على نحو ما كان عليه بالأمس البعيد سواء في أروقته او قبته نجده متجهاً نحو الشرق، اي نحو مطلع الشمس التي كانت معبودة الأقوام الغابرين.
ومن الطريف ان النصارى في الشرق حافظوا دائماً على بناء كنائسهم وبيعهم نحو مطلع الشمس، حتى ان الناس ظلوا حتى عهد قريب يستدلون على جهة الشرق في الليل او النهار الغائم من أبنية هذه الكنائس والبيع التي صادفونها في بلادهم.
لذلك فإننا نبادر الى القول بأننا رجحنا وجود هيكل جوبيتر تحت البناء الحالي للجامع العمري الكبير في بيروت، وذلك لما تواتر عندنا من القرائن التاريخية، بالرغم من انه لم يعثر، حتى الآن على أي اثر كتابي يشير إلى اسم هذا الهيكل، على انه وفقاً لما أكده غير واحد من المؤرخين الذين كتبوا عن تاريخ بيروت في أيام الرومان من أن البناء الذي يقوم عليه الجامع المذكور يرجع زمن إنشائه إلى ما قبل الفتح العربي لهذه البلاد وفوق كل ذي علمٍ عليم...
[b]هل بنى العرب الفاتحون مسجداً لهم في مكان هيكل جوبيتر؟
[/b]إن بعض النصوص التاريخية المتأخرة تشير أحيانا إلى أن المسلمين عندما استقروا في بيروت بعد الفتوح الأولى، بنوا لأنفسهم مسجداً صغيراً على الأراضي التي يقوم عليها الجامع الحالي، بل أن بعض هذه النصوص يؤكد بأن الجامع نفسه يرجع أساسه إلى ذلك العهد البعيد، فلما احتل الصليبيون المدينة بعد ذلك بعدة قرون بادروا إلى تحويل هذا الجامع الاسلامي إلى كنيسة نصرانية.
ومن الذين قالوا هذا الكلام الشيخ محي الدين الخياط وذلك في كراسة مخطوطة له جاء فيها: وهو ـ اي الجامع العمري الكبير ـ اقدم جوامع البلدة بيروت ومن الذائع على الألسنة والمعروف عند المؤرخين انه من آثار الفتح الاسلامي وأوائل أيام عمر بن الخطاب الخليفة الثاني..
اما عن نسبة هذا الجامع الى الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه. فاننا لا نستطيع الا إبداء تحفظنا بهذا الصدد لانه من الثابت ان هذا الخليفة لم يزر بيروت وان تسمية هذا الجامع بالعمري حديثة العهد وهي ترجع الى اسباب أخرى لا علاقة لها بزمن إنشائه.
على انه مما لا شك فيه ان البناء الحالي للجامع لا يرقى إلى ابعد من الزمن الذي أنشأه فيه الصليبيون ليكون كنيسة على اسم مار يوحنا، وان هؤلاء الصليبيين كما اشرنا الى ذلك قد شادوا هذه الكنيسة على أنقاض معبد روماني، وهو ما قد يكون العرب سبقوهم إليه عندما شادوا مسجدهم الذي نرجح بان الصليبيين قد أزالوه عند احتلالهم لبيروت.
ولما كانت سنة 690هـ الموافق 1291م اذن الله جلت قدرته بان تعود بيروت الى دار الإسلام من جديد حين استخلصها السلطان اشرف بن قلاوون من الصليبيين فما كان منه الا ان بادر واصدر امره بتحويل الكنيسة فوراً الى مسجدٍ جامع واطقلوا عليه اسم جامع فتوح الإسلام اي انتصار الإسلام.
[b]وصف الجامع[/b]
في سنة 905هـ الموافق 1449م تعين ناصر الدين محمد بن الحنش حاكماً على بيروت ايام السلطان قانصوه الغوري المملوكي، وفي ايام ابن الحنش بنيت في الجامع المئذنة الحالية كما تشير النقشية الموجودة فوق مدخلها.
وفي ايام احمد باشا الجزار والي عكا في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي ألحقت بالجامع بعض الزيادات من الجهة الشمالية المؤدية الى الصحن وفتحت فيه بعض الأبواب بهذه الجهة، كما بني في الصحن حوض ماء للوضوء وفوق الحوض قبة تحتها نقشية كتبت فيها أبيات من الشعر تشير الى تاريخ البناء، وعلى العمودين اللذين عند المدخل الغربي للجامع كتابة مملوكية.
وكذلك توجد كتابة مماثلة على نقشية مثبتة فوق بابه المفتوح في الجهة الشرقية منه، وفي داخل الجامع مقام باسم النبي يحيى، وتقول التقاليد الشعبية ان كف يوحنا المعمدان مدفونة في هذا المقام الذي هو عبارة عن قفص حديدي على أعلاه كتبت بعض الآيات القرآنية وكتابة تشير إلى ان هذا القفص هو هدية من السلطان عبد الحميد الثاني العثماني.
تعاقبت على الجامع أسماء اشتهر بها عند الناس في أزمنة مختلفة ففي العهد المملوكي كان اسمه جامع فتوح الإسلام وفي العهد العثماني كان اسمه جامع النبي يحيى وهو يسمى اليوم الجامع العمري الكبير وقد جرت العادة على إطلاق صفة العمري على كل جامع قديم لتوهم الناس انه بني في ايام الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وفي الجهة الشرقية من الجامع غطاء ناووس قديم جعله المسلمون محراباً عليه كتابة يونانية قديمة معناها صوت الرب عند خرير المياه.
قامت مديرية الاوقاف والمديرية العامة للآثار بإجراء بعض الترميمات فيه سنتي 1949 و1952 وهو يعتبر من الابنية الاثرية بموجب مرسوم جمهوري صادر في 16 يونيو 1936م.
وفي الجهة الغربية بالقرب من بابه الكبير، نقشية رخامية مثبتة على الحائط تدل على اسم الجامع واسم خطيبه في ايام المماليك عند بدء عهدهم في لبنان، وفي الجهة الجنوبية الغربية منه غرفة معروفة باسم حجرة الاثر الشريف لان فيها ثلاث شعرات منسوبة الى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) أهديت لمدينة بيروت ايام السلطان عبد المجيد الاول العثماني في أواسط القرن الماضي وقد سرقت هذه الشعرات أثناء الأحداث التي عمت لبنان خلال الحرب الاهلية سنة 1975 وما بعدها.
في بعض جدران الجامع نقائش بيزنطية واخرى عربية وكان فيه مكتبة باسم المكتبة العمرية لكنها لم تعد موجودة.
وحوالي منتصف القرن الماضي بني المدخل الرئيسي لهذا الجامع بالجهة الغربية منه على الطراز العربي وزين بنقوش مرسومة بيد الفنان البيروتي علي العريس. وفي أثناء الحرب الأهلية في بيروت، تعرض الجامع للسرقة وأصيب بأضرار كبيرة وحطم الغوغاء أسماء الصحابة التي كانت في نقائشه الاثرية، وتعطلت فيه الصلاة في تلك الاثناء.
الجامع العمري الكبير رمزاً عربياً إسلامياً أصيلاً أستقر في أذهان البيروتيين منذ مئات السنين، كما أنه شاهد على انطلاقة مئات العلماء والفقهاء الذين كانوا مركزاً لنشر العلم والمعرفة.
الجامع العمري الكبير كغيره من مساجد وسط بيروت ناله من ويلات الحرب ما ناله، فتهدم جزء منه وخرّب جزء آخر، إلى أن وضعت الحرب أوزارها إلى غير رجعة.
وكان دور أهل الخير في إعادة ترميم هذه المساجد التي كان الجامع العمري الكبير والذي تم ترميمه وتجديده على نفقة المحسنة الكويتية السيدة سعاد حمد الحميضي لذكرى والديها الحاج حمد صالح الحميضي وزوجته شيخة محمد سديراوي.
الجامع العمري الكبير يلي جامع الإمام الأوزاعي من حيث القدم، بل إننا لا نعدو الواقع إذا قلنا إن هذا الجامع هو أقدم الأبنية الأثريّة التي ما تزال قائمة على حالها في بيروت حتى اليوم، وقد أطلق عليه هذا الاسم تكريماً للخليفة عمر بن الخطّاب.
1- إن المسجد العمري الكبير منذ إنشائه فوق معبد وثني في وسط مدينة بيروت منذ عام 14 للهجرة الموافق للعام 635 قد أوقفت عليه العديد من الأوقاف الإسلامية التي ازدادت تباعاً على مر العصور، ومروراً بالعهود الأموية والعباسية والفاطمية والزنكية والأيوبية والمملوكية والعثمانية وفي القرن العشرين قد أدخلت عليه تعديلات أساسية، بحيث ضاعت ملامحه المعمارية التي عُرف بها خلال العصور من خلال كتب الرحالة والمصادر العربية، ولم يعد له صلة معمارية بإنشائه الأول زمن القائد أبو عبيدة بن الجرّاح، على غرار الكثير من المساجد الإسلامية في بيروت ودمشق والقاهرة وبغداد والمغرب العربي.
2- عندما أحتل الصليبيون بلاد الشام ومن بينها بيروت، هدموا مختلف مساجد بيروت ـ ومما يؤكد ذلك أنه لا يوجد في باطن بيروت سوى مساجد عثمانية ـ باستثناء مسجد الإمام الأوزاعي (رضي الله عنه) بتدخل من نصارى بيروت ولبنان رأوا في الإمام الأوزاعي إمام العيش المشترك، والذي دافع عنهم ضد ظلم الوالي العباسي.
كما أن الصليبيين لم يهدموا الجامع العمري الكبير باعتباره رمزاً دينياً وسياسياً وعسكرياً للمسلمين في بلاد الشام، لا سيما وأن السلطان صلاح الدين الأيوبي سبق أن زار بيروت عام 1187م وصلى في مسجدها الجامع، لذا حرص الصليبيون على تحويل هذا المسجد عام 1197م ليس إلى كنيسة فحسب، بل إلى كاتدرائيّة ما تزال ملامحها المعمارية تظهر حتى اليوم لا يما في واجهتها الشرقية.

وقد أثبتت الحفريات أن الكنيسة أقيمت فوق بناء المسجد الأيوبي القائم الآن في الطبقة السفلية من المسجد. ومن هنا الالتباس الحاصل والاعتقاد الخاطئ عند اللبنانيين، من أن الجامع العمري الكبير أصله كنيسة، خلافاً للحقيقة التاريخية.
3- ان ما قال على ملامح التغييرات والتعديلات التي أدخلت عبر العصور على المسجد ـ الجامع، يؤكد على أن هذا النمط من التعديلات ليست بدعة جديدة، بل هي معتمدة عبر العصور لا سيما عند التوسعات الضرورية. وما حدث اليوم من توسعات ضرورية على بعض جوانب جامع الخاشقجي الواقع عند جبانة الشهداء في بيروت، إنما استدعتها الضرورات الإجتماعية وفي مقدمتها التوسعات الخاصة بالتعزية وسواها.
ثم ان التعديلات الأساسية التي طرأت على جامع المجيدية أضافت إليه جمالاً وتناسقاً معمارياً يخدم النمط المعماري العثماني، وليس نقيضاً له. وما طرأ من تعديلات جذرية على الجامع الأموي في بعلبك اعاده أجمل مما كان عليه في العهد الأموي الأول وما نراه نحن اليوم بدعة معمارية، تراه الأجيال اللاحقة بدعة حسنة وتعديلات أساسية كان لا بد من إجرائها.
4- إن بيروت التي كانت تضم بضعة مئات من البيارته ضمن سورها التاريخي، لم تكن تتطلب مساجد ضخمة وعامرة، وقد شهد العهد العثماني بعض الزوايا والمساجد الصغرى مثل مساجد : الأمير منذر (النتفورة) الأمير عسّاف ( السراي) المجيدية.
وكان أكبرها المسجد العمري الكبير (نسبياً) الذي أعتبر عبر التاريخ أنه المسجد ـ الجامع، وبدأت التوسعات المشار إليها بعد أن تزايد عدد سكان بيروت عبر العصور بشكل ملحوظ وما شهده الجامع العمري الكبير أخيراً مع إدخال مئذنة جديدة تتوافق مع المئذنة القديمة، إنما استجعتها الظروف الدينية والاجتماعية الجديدة، في بيروت المحروسة، فضلاً عن {اوديتوريوم} سفلى للمحاضرات.
5- إن موضوع (أسلمة) المسجد العمري الكبير قد تجاوزه الزمن، فالأسلمة للمعبد الوثني القديم ابتدأت مع بداية الفتوحات الإسلامية لبيروت وبلاد الشام، ثم استمرت الأسلمة قبل وبعد السلطان صلاح الدين الأيوبي، لا سيما في عهد الملك الأشرف خليل بن السلطان محمد قلاوون الذي حرر بيروت وبلاد الشام من الصليبين في أيار عام 1291م. ومنذ عام 1291م استقر المسجد العمري الكبير جامعاً للمسلمين في بيروت وما يزال.
6- أن الخصائص المعمارية الإسلامية في بيروت والعالم الإسلامي كانت ـ وما تزال ـ خصائص حضارية من أهم رموزها كبار المهندسين المسلمين عبر التاريخ الإسلامي. وليست التعديلات والإضافات التي نشاهدها اليوم والتي أدخلت على الجامع العمري الكبير ليست سوى إضافات حضارية تنسجم مع الخصائص الحضارية للعمارة الإسلامية.
7- جدد بناءه حاكم بيروت زين الدين بن عبد الرحمن الباعوني، وكان في الكنيسة صور فطلاها المسلمون بالطين، في عام 914هـ أنشأ المئذنة موسى إبن الزيني في عهد الأمير الناصر محمد بن الحنش، في عام 1067هـ عام أضاف عبد الله بن الشيخ إبراهيم الخطيب عدة غرف إليه، وفي عام 1183هـ في عهد حاكم بيروت أحمد باشا الجزّار أنشئ الصحن الخارجي.
في عام 1305هـ أنشأ السلطان عبد الحميد الثاني القفص الحديدي داخل المسجد المنسوب لمقام النبي يحيى، تقول التقاليد الشعبيّة إن كف يوحنا المعمداني مدفونة في هذا المقام، كما أنشأ المنبر القديم.
8- في عام 1910م أرسل السلطان محمد رشاد الشعرة النبويّة الشريفة تقديراً لولاء وإخلاص أهل بيروت، وبمسعى الدولة العُثمانيّة وبتبرعات أهل الخير، تمّ شراء الأراضي المحيطة بالجامع مثل الحصن الخارجي والدكاكين.
9- أوقف أهل بيروت على هذا الجامع المئات من الأوقاف والأحكار والأراضي للإنفاق عليه، للجامع العمري الكبير باب كبير يطل على سوق العطارين وباب ثان يطل على سوق الحدادين، كما فُتح له باب ثالث يطل على شارع الفشخة (ويغان حاليًّا) وهو شارع الترامواي الكهربائي المستحدث في أوائل القرن العشرين.
تعاقبت على الجامع أسماء أشتهر بها عند الناس في أزمنة مختلفة، ففي العهد المملوكي كان إسمه (جامع فتوح الإسلام) أي انتصار الإسلام وذلك عندما أخرج المماليك الصليبيين من البلاد، وفي العهد العثماني كان أسمه (جامع النبي يحيى)، أو (جامع سيدنا يحيى) وذلك لأحد احتمالين: الأول، تكرار الاسم الذي كان يُطلق عليه عندما كان كاتدرائيّة صليبيّة، والثاني، توهم وجود جزء من رفات النبي يحيى فيه.
في سنتي 1949 و1952م قامت مديرية الأوقاف الإسلاميّة والمديرية العامة للآثار بإجراء بعض الترميمات، وهو يعتبر من الأبنية الأثرية بموجب مرسوم جمهوري صادر في 16 حزيران 1936م.

وحوالي منتصف القرن العشرين بني المدخل الرئيسي لهذا الجامع بالجهة الغربيّة منه على الطراز العربي وزُيّن بنقوش مرسومة بيد الفنان البيروتي علي العريس، في أثناء اضطراب الأمن في بيروت، تعرض الجامع للسرقة وأصيب بأضرار كبيرة، وحطّم الغوغاء أسماء الصحابة التي كانت في نقائشه الأثرية وتعطلت فيه الصلاة.
[b]وتبقى كلمة أخيرة، حول توسعة الجامع العمري الكبير وترميم وتوسعة بقية المساجد في باطن بيروت:[/b]
- المجيدية
- الأمير منذر (النافورة)
- الأمير عسّاف (السراي)
- أبو بكر الصدّيق (الدبّاغة)
تبقى كلمة وفاء وتقدير لصاحب السماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الدكتور الشيخ محمد رشيد قباني ـ حفظه الله ـ الذي شهد عهده بناء وترميم المساجد سواء في باطن بيروت أو خارجها، وفي مختلف المناطق اللبنانية، فضلاً عن كلمة وفاء وتقدير لكل من أسهم مالياً أو معنوياً بدعم حركة الترميم والبناء للمساجد والجوامع وفي مقدمتهم دولة الرئيس رفيق الحريري الذي ـ بفضل الله تعالى ـ وبفضله تم بناء جامع محمد الامين (صلى الله عليه وسلّم) في باطن بيروت المحروسة.
[b]المصدر: موقع موسوعة مساجد من العالم[/b]


رد مع اقتباس
قديم 07-26-2013, 10:56 PM   المشاركة رقم: 5

معلومات العضوة
الكاتبة:
اللقب:
مشرفة مميزة - عضوه مؤسسه ومبدعه


افتراضي

جامع عقبة بن نافع - القيروان
جامع عقبة بن نافع بناه القائد عقبة بن نافع (رضي الله عنه) في مدينة القيروان التي أسسها بعد فتح تونس على يد جيشه المقدام.. كان بسيطاً صغير المساحة، تستند أسقفه على الأعمدة مباشرة، دون عقود تصل بين الأعمدة والسقف.
وحرص الذين جددوا بناءه فيما بعد على هيئته العامة، وقبلته ومحرابه، وقد تمت زيادة مساحته كثيراً، ولقي اهتمام الأمراء والخلفاء والعلماء في شتى مراحل التاريخ الإسلامي، حتى أصبح مَعلماً تاريخياً بارزاً ومهماً في تاريخنا العظيم.
الشكل الخارجي للجامع يوحي للناظر أنه حصن ضخم، بسبب جدرانه السميكة والمرتفعة التي شُّدت بدعامات واضحة للعيان.
أول من جدده حسان بن النعمان الغساني سنة 80هـ، فقد هدمه كله وأبقى على المحراب وأعاد بناءه بعد أن وسعه وقوى بنيانه.
وفي عام 105 هـ قام الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك بالطلب من واليه على القيروان بشر بن صفران أن يزيد في بناء المسجد ويوسعه، فقام بشر بشراء أرض شمالي المسجد وضمها إليه، وأضاف لصحن المسجد مكاناً للوضوء.
وبنى مئذنة للمسجد في منتصف جداره الشمالي عند بئر تسمى بئر الجنان، وبعدها بخمسين عاماً (155هـ) قام يزيد بن حاتم والي أبو جعفر المنصور على أفريقية بإصلاح وترميم وزخرفة المسجد.
تعتبر مئذنة جامع عقبة من أجمل المآذن التي بناها المسلمون في أفريقيا، تتكون من ثلاث طبقات مربعة الشكل، وفوق الطبقات الثلاث قبة مفصصة، ويصل ارتفاع المئذنة إلى 31.5 متراً.
وتقع في الحائط المواجه لجدار القبلة في أقصى الصحن المكشوف، ويدور بداخلها درج ضيق يرتفع كلما ارتفع المبنى متناسباً مع حجمه، ويضيق كلما ارتفعنا لأعلى.
في المسجد ست قباب وهي: قبة المحراب، وقبة باب البهو، وقبتان تعلوان مدخل بيت الصلاة، وقبة تعلو المجنبة الغربية للمسجد، وقبة في أعلى المئذنة.
وزخارف الجامع من أفضل الزخارف، وتكسو المحراب زخارف منقوشة على ألواح رخامية يوجد فيها فراغات تسمح بدخول الضوء.
وتغطي القبة زخارف نباتية على شكل ساق متوسطة أو فروع متموجة تتدلى منها عناقيد من العنب، أما المنبر فهو محفور على الخشب وفيه زخارف هندسية ونباتية، ويعود عهده إلى عام 248هـ.
لذلك فهو تحفة فنية نادرة الوجود، تدل على عظمة أجدادنا في فن العمار الهندسي الرائع.
المصدر: موقع موسوعة المساجد حول العالم


رد مع اقتباس

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO