منتديات شبكة حياة - نماذج طفواليه والتعامل معها

[gdwl]أصبح من المعروف أن أسلوب الأطفال يتحدد فى جانب كبير منه بالمتغيرات الإجتماعية المحيطة بهم وأن تأثير هذه المتغيرات يكون عميقآ وناقدآ إذا كانت ممثلة لوعاء الخبرة الأساسية للطفل أما إذا كانت تمثل خطآ ثانويى من الخبرة فتأثيرها يتلاشى كثيرى وربما ينعدم ومن ثم فإن المنشئين الإجتماعين المحيطين بالطفل ( الأسرة - المدرسة - المسجد - وسائل الأعلام ) يمثلون مصادر خبرة مختلفة لأنهم يمارسون أدوارهم مهمة فى نموه وإرتقائة بحكم ما يمثلونه من متغيرات إجتماعية تجد طريقها إلى بناء الطفل النفسى وياتى فى مقدمة هؤلاء المنشئين الأسرة بوصفها مؤسسة تربوية وإجتماعية لها ما لها من التأثيرات فى سلوك الطفل من جوانبه كافة .
وتؤدى الأسرة دورأ كبيرآ فى تكوين شخصية الطفل وتوجيهه سلوكه وتطوير أفكاره فضلآ عن تكوين نظريته عن العالم وعن نفسه فالطفل الذى يجد نفسه محاطآ بكل ما يساعدة على تربية فكره وتهذيبة ويجد إلى جانب ذلك أما حنونآ وأبى عطوفآ وأسرة يسودها الوئام والإنسجام فإن هذا الطفل سيجد فرصة للتعليم الجيد والنمو السليم أماة الطفل الذى يعيش فى أسرة مفككة وغير منسجمة وجاهلة بأساليب التربية الحديثة فغالبآ ما يخفق فى التعليم ويسوء سلوكة وتضطرب نفسيته . وفى مجتمعنا العربى تبرز بعض الممارسات الخاطئة فى بعض الأسر تتمثل فى أساليب التربية وطرق التعامل مع الأطفال مما يؤثر تأثيرآ كبيرآ فى سلوكهم ومن ثم فى مستقبل حياتهم وفيما يلى عرض موجز لبعض النامذج التربوية المتعبة فى العديد من الأسر منها ما هو سلبى ومنها ما هو إيجابى .
الطفل المعقد :
فى ظل هذا النموذج يشعر الطفل بأنه غير مرغوب فيه من قبل الأب أو الأم أو من كليهما معى ولا يجد فى المنزل أى عناية أو إهتمام فلا عجب أن نجد الطفل فى مثل هذه الأسرة معقدى نفسيآ وغير متكيف إجتماعيى لأنه لا لايشعر بالأمان ولا بالحب من قبل والدية مما يؤثر فى سلوكة الإجتماعى فيضطر إلى البحث عن الحب والأمن المفقودين بطرق أخرى ومن المحتمل أن يلجأ إلى الكذب والسرقة والتشرد وغير ذلك مما يؤثر سلبيآ كبيرآ فى المستقبل حياته .
فقدان الإرادة :
فى ظل هذا النموذج يسيطر الوالدان على الطفل سيطرة شبه كاملة حيث يتحكمان فى مراحل نموه كلها وينوبان عنه فى كل ما يجب ويكره مما يجعل هذا الطفل يشعر بالإستبداد وفقدان الإدارة وضياع الشخصية .
ويعتقد بعض الآباء والمربيين خطأ - أن التحكم فى تصرفات الطفل أو الطفلة وخضوعهما لإرادة الأب أو الأم بشكل مطلق يكون فى مصلحتهما .
إن سلوك الأطفال الذين يعيشون فى مثل هذه الأسر غالبى ما يكون جيدآ غير أن هذا السلوك لا يدوم طويلآ إذ سرعان ما يتلاشى وينعدم لأنه سلوك غير طبيعى لإرتباطة بالإستبداد فكثير من هؤلاء الأطفال عندما يصلون إلى مرحلة المراهقة ينحرفون لشعورهم بالنقص والخضوع اما الاخرين مما يسهل على أصدقاء السوء قيادتهم إلى الضلال .
وفى هذا السياق يشير الدكتور ( على وطفه ) إلى أن أحد الأركان الأساسية فى التنشئة الإجتماعية فى الثقافة العربية يتمحور حول مبدأ تطبيع الطفل العربى على الإنصياع والخضوع للكبار سواء أكان ذلك عن طريق التسلط أو القهر وهذا بعنى غياب قيم الحرية والتسامح فى نسق العمل الأسرى والمدرسى .
الطفل المنطوى :
هنا نجد الأبوين ينتبهان شديدآ إلى الطفل ويبالغان فى العناية به وقد يسرفان فى التساهل معه ، كما يبالغان فى إظهار الحب والحنان له ولا يأخذان بعين الإعتبار التغيرات الطبيعية التى تطرأ على النمو فيحاولان إبقاء فى المرحلة نمو أدنى من المرحلة التى وصل إليها حيث ينظران إليه - وهو فى مرحلة المراهقة كما ينظران إلى الطفل صغير - متجاهلين أنه أصبح فى مرحلة يحتاج فيها إلى نوع من الحرية حتى يتسنى له إثبات شخصيته .
وقد أثبتت دراسات كثيرة أن الأطفال الذين يعيشون فى مثل هذه الأسر وتمارس عليهم مثل هذه التربية يصعب عليهم النجاح فى الحياة لأنهم قد فقدو الثقة بأنفسهم واصبحو عاجزين عن مواجهه مواقف الحياه المختلفة وربما نجدهم يميلون إلى الإنطواء والتهرب من المسئولية .[/gdwl]