العودة   منتديات شبكة حياة > النادي التعليمي و الأدبي النسائي > قصص و روايات - قصص حب - قصص رومنسيه - روايات رومنسيه - قصص واقعيه - قصص مرعبه
التسجيل التعليمـــات المجموعات التقويم مشاركات اليوم البحث

.ْ. صديقة الشمس .ْ.

.ْ. صديقة الشمس .ْ. السلام عليكم .. حين كنت أحضر باكراً بالحافلة.. وأتوجه لقاعة الكافتيريا لأتناول فطوري.. كنت أراها هناك.. كانت تجلس في نفس المكان..

قصص و روايات - قصص حب - قصص رومنسيه - روايات رومنسيه - قصص واقعيه - قصص مرعبه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-14-2013, 02:40 AM   المشاركة رقم: 1
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية أوتار حساسة
الكاتبة:
اللقب:
عضوية التاج الذهبي
عرض البوم صور أوتار حساسة  
معلومات العضوة

التسجيل: 16-12-2013
العضوية: 42800
الدولة: هناك حيث الألم والأمل !!
المشاركات: 7,608
بمعدل : 1.56 يوميا
معدل التقييم:

الحالة:
أوتار حساسة غير متواجد حالياً

Red face

.ْ. صديقة الشمس .ْ.



السلام عليكم ..


حين كنت أحضر باكراً بالحافلة.. وأتوجه لقاعة الكافتيريا لأتناول فطوري..
كنت أراها هناك..
كانت تجلس في نفس المكان.. على تلك الطاولة إلى أقصى اليسار.. قرب النافذة الكبيرة حيث تدخل أشعة الشمس..
كنت أستغرب كيف تجلس تحت الأشعة.. ألا تشعر بالحر؟ لماذا لا تغير مكانها..
لذا كنت أسميها في نفسي
(صديقة الشمس)..
كنت أراها دائماً تمسك بكتاب وتقلب صفحاته وهي تفطر وحدها..
كنت أجلس في جهة مقابلة لطاولتها.. أحاول أن أراقبها فأجدها تلمحني..
ابتسم لها فترد الابتسامة..
كانت ترتدي دائماً ملابس واسعة بألوان باهتة.. تشد شعرها بقوة إلى الخلف.. وبشكل مرتب جداً.. وترتدي نظارة طبية بلا إطار..
مع مرور الأيام.. ومع كثرة رؤيتي لها..
نشأت علاقة ألفة بيني وبينها.. دون أن أتحدث معها.. كنت أعتبرها صديقتي التي لم أتعرف عليها..



ذات يوم التفتُّ وأنا أسحب صينيتي على رف البوفيه.. فإذا بها خلفي..
انتهزت الفرصة لأسمع صوتها وهي تشير لعاملة البوفيه..
- جـ.. جـ.. جـ.. جججـ..
استغربت وأنا أحاول إبداء عدم اهتمامي..
بدأت تضغط بقوة.. حتى نطقت..
ـ ججبن .. أبيض..
ارتاحت لأنها نطقت بها بعد صعوبة ثم أكملت..
ـ لو سمحت..
ألقيت نظرة سريعة عليها أثناء سيري..
وجدت يديها ترتجفان وهي تحمل صينيتها..
كانت هذه فرصتي لأفتح معها موضوعاً.. كنت أتمنى أن أتعرف عليها.. لا أعرف لماذا..
ابتسمت لها.. فردت بابتسامتها التي اعتدتها كل صباح..
لم أجد ما أقوله.. شعرت بالحرج.. ومضيت في طريقي نحو طاولتي التي أجلس عليها كل يوم..
ورأيتها تجلس هي الأخرى في مكانها.. تحت أشعة الشمس..


* * *

في اجتماعنا العائلي الأسبوعي.. فتيات كثيرات..
بنات عماتي وأعمامي ..
أنظر إليهن طويلاً..
أقصى اهتماماتهن المكياج وصبغات الشعر..
أحدث جوال في السوق.. أو المظهر الجديد للمغنية المشهورة..
أففففففففف..
أشعر بالملل..
- فايزة.. ليش ما تصبغين شعرك؟
كم يضايقني هذا السؤال..
ـ أحب لونه..
- لكن أنت بيضاء.. حلو لو صبغتيه أحمر نحاسي..
كيف يمكن أن أدخل في جدال حول موضوع كهذا..
نظرت إليها.. واكتفيت بالصمت..
في تلك اللحظة كنت أشعر بحاجة ماسة لشخص عاقل أتحاور معه.. أتحاور معه حول موضوع.. (يستحق) الحوار..


* * *

صباح الأربعاء ممتع دائماً.. وخفيف..
توجهت لقاعة الكافتيريا.. لمحتها تجلس في نفس طاولتها.. تحت الشمس..
ما شاء الله!.. تأتي مبكرة جداً.. كل يوم..
كنت أتمنى أن أراها أمام بوفيه الطعام مثل ذلك اليوم لعلي أفتح معها حديثاً..
حين وضعت صينيتي على رف البوفيه لمحت كتاباً.. لم يكن أحد يأبه به..
اقتربت منه.. غلاف قديم.. (الأرض الطيبة).. يا الله.. قرأتها منذ زمن طويل..
بشوق غريب.. فتحت الغلاف.. عليه ختم مكتبة الجامعة.. إنه للإعارة..!
مسكينة صاحبته.. يجب أن تستعيده وإلا فهي في مشكلة..
نظرت حولي في القاعة.. من يمكن أن تكون التي قد اختارت هذا الكتاب؟ من صاحبة الحس الأدبي الرفيع؟
كانت القاعة فارغة تقريباً.. لم يكن هناك سوى فتاتان إحداهما ضخمة.. ذات شعر قصير جداً.. لا يناسبها.. معها صديقة نحيلة ذات شعر طويل خفيف يلمع بالزيت على ما يبدو من بعيد..
لا أعرف لم.. لا أتخيل أن إحداهما يمكن أن تكون صاحبة الكتاب..
هناك فتاتان سمراوان تضحكان طوال الوقت.. ترتديان قمصان بألوان فاقعة.. إحداهما تضع النظارات السوداء الرخيصة.. والثانية تضع سماعات الهيد فون..
حسناً لا يمكن..
وهناك.. في أقصى القاعة على اليمين..
تجلس صديقتي.. التي لا أعرفها.. (صديقة الشمس).. قرب النافذة..
تشرب كوب شايها بهدوء.. وقد سقطت أشعة الشمس عليها..
أنهيت أخذ طعامي.. ثم توجهت بصينيتي وبالكتاب.. نحوها..
ـ السلام عليكم..
نظرت إلي وهي تبتسم كعادتها..
ـ وعليكم السلام..
وضعت الصينية على الطاولة ورفعت يدي بالكتاب..
حين نظرت إليه استغربت..
ـ أوه!! كتابي.. شكراً.. أين وجدته..؟
ابتسمت..
ـ هناك على الرف.. خمنت أنه لك..
ـ أشكرك.. جزاك الله خيراً..
فكرت سريعاً.. يجب أن أجد وسيلة لفتح حوار.. لن أضيع الفرصة..
ـ كتاب رائع.. قرأته حين كنت في الثانوية..
ـ ما شاء الله!! أنت تحبين القراءة..
ـ أووه!.. أحب القراءة؟.. يمكنك أن تسميني (دودة) كتب..
ـ حقاً؟ لأول مرة أجد فتاة مثلي تحب القراءة..
ـ هل تسمحين لي أن أجلس في طاولتك..
ردت بفرح..
ـ بالطبع تفضلي..
بدأنا نتبادل الحديث بسرعة حول العديد من القصص والكتب.. وحول هواياتنا ووجدنا الكثير من التشابه بيننا..
لاحظت أنها أحياناً.. تقف عند حرف معين.. وتضغط عليه وتكرر نطقه كثيراً..
كانت تشعر بالحرج وتغمض عينيها وكأنها تريد أن تهرب من نظراتي أو نظرات من حولها.. وتضغط على أسنانها.. وتحمر أذنيها.. ثم تكمل باقي كلامها بشكل طبيعي..
أصبحنا نجتمع كل يوم في الصباح.. في الكافتيريا..
نتبادل الأحاديث.. ونتناول وجبة الفطور مع وجبة لذيذة من الثقافة والأدب..
وأخبرتها أني كنت أسميها (صديقة الشمس)
فضحكت.. وقالت أنها لم تشعر يوماً بحرارة أشعة الشمس خصوصاً حين تستغرق في القراءة..


* * *

ذات صباح صيفي..
حين بدأت ترتاح لي أكثر.. ودون مقدمات.. قالت..
ـ أنا أكثر ما يحرجني.. هو.. هذا الثقل في لساني كما ترين.. لا أحب التحدث مع الآخرين لهذا السبب.. الكل ينظر إلي.. دون أدنى اهتمام بمشاعري.. يحدقون بي بكل غباء..
سكت.. لم أقل شيئاً..
ـ لهذا أهرب للكتب..
وابتسمت لي..
وسكتُ أيضاً..
أكملنا تناول فطورنا..
ـ لم أكن هكذا من قبل.. كنت طبيعية جداً.. حين توفي والدي فجأة وأنا في المرحلة الثانوية.. أصبت بهذا الثقل في لساني..
ـ سبحان الله..!
ـ نعم..


* * *

عدت للبيت وأنا أفكر في صديقتي.. وكيف يمكن أن تتجاوز أزمتها..
كنت موقنة أن علتها.. لها علاقة بألمها وحزنها لوفاة والدها.. شيء غريب..
كان أخوتي يتصارعون في الصالة.. ورائحة العرق تفوح بشكل مقزز..
صرخت فيهم..
ـ نويصر!.. عبيد!.. بس.. خلاص.. أزعجتونا.. ريحتكم قرف.. روحوا غرفتكم..
رفع سبابته إلى جانب رأسه..
ـ كيفنا وعلى مزاجنا..!!
ـ بعد؟؟!! حتى نويصر الذي لم يجاوز العاشرة أصبح (ينفخ) ويرد..
بحركة لا شعورية دفعته بيدي بقوة ليسقط على الأرض.. وخرجت من الصالة..
فإذا بصاروخ عظيم.. يرتطم برأسي المتعب من الخلف.. دووووووو.!!!!
آآآآآآآه.. يا الله.. ماذا حدث؟؟ الدنيا تدور..!
لقد ألقى علي (مسنداً) ضخماً كردة فعل انتقامية.. ليرتطم برأسي من الخلف..
حتى أني سقطت على الأرض.. ولم أستطع التوازن..
كنت أشعر بالألم يخترق رأسي وعنقي ويصل لأسناني وعيني وجبهتي..
كنت أغلي من شدة الغضب.. والانفعال..
لم أعرف ما أفعل..
أخذت أبكي وأصرخ.. دون وعي..
وحين أتت أمي..
ورأتني على الأرض ممسكة برأسي لم أكن قادرة على الكلام من شدة الغضب والألم.. كانت الكلمات تختنق بدموعي.. أقسم أني حاولت أن أكون عبارة فلم أستطع من شدة الغضب والحزن والألم..
وبصعوبة شديدة استطعت أن أنطق اسم أخي (الذي هرب من المكان طبعاً)..
أصبت برضوض في العنق.. ولم أكن قادرة على تحريك رأسي بحرية لعدة أيام.. لكن الحمد لله..
شعرت لأول مرة بشعور صديقتي.. حين تحاول إخراج كلمة فلا تستطيع فتعتصر عقلها لعدة ثواني حتى تنطقها..
عرفت أن السبب هو مشاعر حبيسة.. مشاعر ألم.. حملتها معها وكبتتها منذ وفاة والدها.. ولم تستطع التخلص منها..
ـ جواهر.. لديك مشاعر لم تمت.. تخلصي منها..
نظرَتْ بصمت.. واستغراب..
ـ مشاعرك هي التي تشل قدرتك على الحديث بحرية..
اتركي الباب مفتوحاً لها لتخرج.. لا تحبسيها داخلك.. لأنها ستضر..
قد لا تشعرين بها.. لكنها موجودة.. تخنقك..
كانت تتنفس بصوتٍ عال.. وهي تحدق بي باهتمام..
ـ أنا جادة.. يجب أن تتحدثي عن هذه المشاعر بمنتهى الصراحة لترتاحي..
وقفت فجأة وأمسكت يدها..
ـ قومي.. هيا يا صديقة الشمس.. آن الأوان لأن تختاري مكاناً آخر تجلسين فيه.. قبل أن تحرقك.. دون أن تشعري..!



**
مجلة حياة العدد (70) صفر 1427هـ



مواضيع قد تعجبك:


رد مع اقتباس
جديد المواضيع في قسم قصص و روايات - قصص حب - قصص رومنسيه - روايات رومنسيه - قصص واقعيه - قصص مرعبه


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO