03-24-2013, 07:25 PM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||
شجرة الرحمن قصة إسلام جزر الواق الواقشجرة الرحمن قصة إسلام جزر الواق الواق.. سيرة الشيخ أبي بركات البربري في القرن الرابع الهجريِّ ، ازدادتْ حركة التجارة البحريَّة ، ولم تقتصر على التجارة فحسب ، بل إنَّها أضحتْ هواية ً للكثير من العرب ِ ، فأضحوا يخوضون البحار بحثا ً عن الغرائب والعجائب ِ ، وعن مناطقَ يزرعون فيها أشجار أمجادهم. وإحدى هذه الرحلات كانتْ رحلة سفينة {القرش} بقيادة ربَّانها المقدام {طرفة} ، الذي أمضى أكثر من أرعين عاما ً يخوض البحار والمحيطات. وعلى متن {القرش} كثيرٌ من هواة المخاطر والمغامراتِ ، وعدَّة تجَّار ٍ ومرتزقة ، إضافة ً إلى بطل هذه السيرة ِ ، الشيخ أبي بركات البربريِّ المغربيِّ. أبحرتْ {القرش} من ميناء {خور فكين} في {دبي} ، محمَّلة ً بأجود البضائع من أقمشة ٍ وأطعمة ٍ ، تخصُّ تاجرا ً من الشام يُدعى {واصل} ،وبعدما قطعتْ مضيق هرمز ، وصلتْ إلى خليج عُمانَ ، ليركبها الشيخ أبو {بركات} ، وهو رجلٌ في منتصف العقد الرابع من عمره ِ ، فقيه ٌ في الدين ِ، لكنه كان موضع شبهةٍ من قبل البحَّارة لأنه مذ صعد على متن السفينة لم ينزل منها قط ، ولم يزل يتحدَّث عن شجرة الرحمن التي يرجو زراعة بذورها ، فظنَّ الجميع أنها شجرة ٌ سحريَّة ٌ ، ستثمر ذهبا ً وياقوتا ً ولآلئ. وفي إحدى ليالي الشتاء الباردة ِ ، وبينما كانتْ {القرش} تجتاز عباب البحر ِ ، كان وكيل الربَّان {زيدٌ} يراقب السماء المغلـَّفة بالضباب والغيم الأسود ، فلم يستطع تمييز أيِّ نجم ٍ يساعده على إيجاد سبيله ، ومعرفة مكان {القرش} وسط هذا البحر العظيم ، حينها اكتشف أنَّ سفينتهم تسير تائهة ً بين السماء والماء بلا هدىً ، وأنَّ مصيرهم في هذا البحر بات مجهولا ً. وبعد أنْ علم الربَّان {طرفة} بسوء الوضع ِ ، وقدَّر مكان السفينة ِ ، أدرك أنهم يتجهون مباشرة ً نحو منطقةٍ يخشاها الجميعُ ، لم تطأها قدم بحَّار ٍ قط ، ولم تصل سفينة ٌ إلى شواطئها إلا وفـُقدتْ ، إنهم يتجهون إلى شواطئ جزر الواق الواق. انتشر الخبر بين البحَّارة ِ ، فعمَّ الخوفُ ، واستقرَّ الجزع والفزع في قلوبهم ، فبدأت المشاجرات بينهم ، حتى أنَّ بعضهم قرَّر أنْ يرمي نفسه إلى البحر ِ ، خوفا ً من ميتةٍ أشنع سيلقونها في جزر {ذيبة المُهل} – الواق الواق – والتي يسكنها رجالٌ متوحشون يأكلون البشر وهم أحياء. وفجأة ً ظهر الشيخ أبو بركاتٍ بينهم ، كان هادئا ً ، بل إنَّ وجهه كان صبوحا ً ، كانتْ تبدو عليه أمارات الفرح والسرور ِ ، وكأنه في ضياعه هذا قد وصل إلى غايته المنشودة. فنادى البحَّارة قائلا ً : " حسبنا الله ونعم الوكيل ، لا تجزعوا يا رجال ، فعسى أنْ تكرهوا شيئا ً وهو خيرٌ لكم ، لم تطأ قدمٌ تلك الأرض بعدُ ، والله وحده يعلم ما سنجد بها ، قد تكون أرضا ً خضراء سكَّانها من خيرة الناس ِ ، فاستبشروا خيرا ً ، وتفاءلوا بالخير تجدوه ". لكنَّ كلامه هذا ، بهذا الهدوء المفرط ِ ، استفزَّ جلَّ البحَّارة ِ ، حتى حاول أحدهم الهجوم عليه ورميه في البحر ، لكنَّّ قوَّة ً ما ، منعته عن ذلك ، بل إنه حين ركض متجها ً إلى الشيخ مال دون قصدٍ منه وسقط في أمواج البحر المتلاطمةِ ، إنه الشيخ الجليل أبو بركات ، لا أحد يعلم سرَّه ، ومصدر قوَّته أبدا ً ، إلا الله وحده. وانقضى ثلث الليل الأخير وكأنه دهرٌ ، وبدأتْ أشعة الشمس الدافئة تتخلل أشرعة القرش ِ ، وأضحت الرؤية واضحة ً. نعم ، إنها شواطئ جزر {لكديف وملديف } – جزر الواق الواق – مليئة ً بالخيرات والأشجار بدتْ لهم ، لكنَّ أشجارها الكثيفة التي غطـَّت الشطآن زادتْ من رعبهم تجاه هذا الخطر المجهول الهويَّة. واستقرَّت {القرش} أخيرا ً على شاطئ ٍ رمليٍّ رطب ٍ ، ولم يجرؤ أحدٌ من البحَّارة على النزول إلى اليابسة إلا الشيخ أبو بركات ، وحين لاحظ الربَّان {طرفة} شجاعته تبعه إلى الشاطئ ، حذر الخطوات ِ ، متثاقلا ً في مشيته. وبعد ساعات ٍ من محاولات اكتشاف الأرض الجديدة ِ من قبل الشيخ والربَّان ، نزل البحَّارة إلى اليابسة وبدؤوا بدورهم اكتشاف الأرض. وفجأة ً ، لاحظ أحد البحَّارة وجود آثار ٍ لحياة ٍ بشريَّةٍ ، فنادى بأعلى صوته على الربَّان ، الذي اتجه مسرعا ً نحو الصوت ليجد عر زالا ً مبنيَّا ً على شجرة ٍ باسقة ٍ ، وبذلك أدركوا أنَّ هذه الجزيرة يعمرها البشر ، كما كانوا يتوقعون. سار الشيخ متقدما ً القافلة البشريَّة نحو الدغل ِ الموحش ِ ، وبعد ساعةٍ ونيِّف ٍ وصلوا إلى بناء ٍ ضخم ٍ تحيط به التماثيل من كلِّ جانبٍ ، فوقفوا جميعا ً مذهولين ، إلا أنَّ الشيخ تابع تقدََّمه مستلا ً سيفه ، وإذ به يرى أربعة رجال ٍ جبابرة ، طوال ٍ ضخام ٍ ، يقفون على بوابة البناء ، عراة ٍ تماما ً ، ويحملون بأيديهم السمراء العصيَّ. فجأة ً ، ودون سابق إنذار ٍ هاجم الرجال الشيخ أبا بركات ٍ ، وضربوه بالعصيِّ ، ولكنه بحركةٍ سريعةٍ أدخل سيفه في صدور ثلاثةٍ منهم بضربة واحدةٍ ، ولحق بالآخر الذي فرَّ مسرعا ً باتجاه البوابة ، وقتله. دخل الشيخ البوابة ، وتبعه عددٌ كبيرٌ من البحَّارة ِ ، ليجدوا أنفسهم في قاعةٍ كبيرة ٍ يتوسطها تمثالٌ ضخمٌ لرجل ٍ قبيح ٍ ، يبدو أنه إلهٌ ما. وتحت التمثال ، مذبحٌ فضيٌّ ، رُبطتْ إليه فتاة ٌ حسناء عارية ٌ تماما ً ، وحين رأتْ الشيخ والرجال قادمين ، تملكها الرعبُ ، وبدأتْ تصرخ وتبكي وتنادي بلغةٍ غريبة. خلع الشيخ عباءته ، ورماها على جسد الفتاة ، ثمَّ أمر الرجال بفكِّ وثاقها ، فاطمأنَّتْ لهم وهدأتْ. وبعد محاولاتٍ فاشلة ٍ للتفاهم مع الفتاة ِ ، أمسكتْ بيد الشيخ ِ ، ومشتْ إلى خارج المبنى متجهة ً نحو الشرق ، وبعد دقائق من المشي ، وصلوا جميعا ً إلى مدينةٍ لم يروا مثلها قط ، كانتْ مليئة ً بالورد والزهر ، والنخيل يحيط بها من كلِّ جانبٍ وزاوية ، والأبنية إما قصورٌ منحوتة ٌ في الصخر ِ ، وإما بيوتٌ محفورة ٌ في أشجار ٍ عملاقة. عندما رأى أهل المدينة الشيخ ورجاله بصحبة الفتاة ، هرعوا إليهم ، وبعد الكثير من الكلام والصراخ الذي لم يجدي نفعا ً في التفاهم ، اقترب رجلٌ من الشيخ ِ ، وأشار بيده إلى أكبر القصور ، طالبا ً منه الذهاب إلى هناك. كان ذلك القصر قصر الملك ِ ، وكان ملكا ً جليلا ً ذا هيبةٍ ووقار ٍ، استقبل الشيخ استقبالا ً يدلُّ على رحابة صدره ، ورجاحة عقله ، وأخلاقه الرفيعة. وما لبث الملك أن دعا إليه ساحر المملكة ، والذي استحضر معه كتبا ً كثيرة ً ، عله يستطيع التفاهم مع الضيوف الغرباء. وبالفعل ، استطاع ذلك ، فكان بين كتبه كتابٌ قد أتقن لغته ، كتاب سحر ٍ كُتب بالعربيَّة ، وحُلَّتْ معضلة التفاهم. بعد أسئلة ٍ عديدة ٍ وجهها الساحر إلى الشيخ ، علم من هم ، وكيف وصلوا إلى هنا ، ولكنه انفجر غاضبا ً حين أخبره الشيخُ بحكاية الرجال الأربعة ، فهم كانوا حرس المعبد ، والفتاة كانتْ ستقدَّم قربانا ً لشياطين الإله الذين سيأتون في الليلة القادمة. كان الرعب قد تملك جميع الحضور ،وأقصد بالحضور أهل المدينة ، لأنهم كانوا يخشون بطش شياطين الإله المزعومين. أما الشيخ ، فقد أدرك أنَّ في قصة هؤلاء الشياطين كذبة ٌ ما ، وما لبث بعد أن استفسر عن هيأتهم ولباسهم ..الخ ، أن أدرك أنهم لصوص البحر ، جماعة ٌ من القراصنة ، من أرض الصين ، وكانت عرقهم الأصفر غريبا ً عن أهل المدينة ، لذا سهل عليهم خداعهم ، والتظاهر بأنهم شياطين الآلهة ، فكانوا يأتون كلَّ شهر ٍ ليأخذوا خير النساء وأجملهنَّ لاغتصابها ، وليسرقوا معظم خيرات المدينة من طعام ٍ وشراب ٍ وذهب ٍ وفضة. حينها أخبرهم الشيخ بالحقيقة ، وعرض عليهم المساعدة ، شريطة أنْ يسمحوا له بزراعة شجرة الرحمن في أرضهم ، فوافق الملك دون تردد. في ذات الليلة خرج الشيخ ورجاله والربَّان {طرفة} إلى سفينتهم ، حملوا أسلحتهم ، وأخذوا صناديق البارود ، والزيت والنفط ، واتجهوا إلى المعبد. هناك قاموا بوضع الصناديق حول وداخل المعبد ، وربطوا الفتاة مجددا ً إلى المذبح ِ ، وجهزوا لأنفسهم أماكن يختبئون بها ، وحضروا أسلحتهم استعدادا ً لليلة المنتظرة. وجاء الميعاد المنشود ، وسُمع في الأجواء قرع طبول ٍ صاخب ٍ ، وظهرتْ الأضواء في البحر منذرة ً بقدوم القراصنة {الشياطين} إلى الجزيرة. ونزل القراصنة إلى الجزيرة ، واندفعوا مهللين إلى المعبد ، حيث كان بانتظارهم الشيخ ورجاله ، ودخل القراصنة إلى المعبد ، وتحلقوا حول الفتاة صارخين ضاحكين راقصين ، وفجأة ً خرج إليهم الشيخ وقسم من رجاله ، وبدؤوا ينكلون بهم ، لكنهم ما لبثوا أنْ انسحبوا إلى خارج المعبد ، والمفاجأة الكبيرة كانتْ بانتظار القراصنة ، فحين خرجوا أشعل الرجال صناديق البارود فانفجرتْ قاضية ً على معظمهم ، وفي هذه الأثناء فكَّ الشيخ وثاق الفتاة وخرجا معا ً. كان المعركة محتدمة ً في الخارج حين خدع رجال الشيخ القراصنة وأوهموهم بدخولهم إلى المعبد ، فدخلوا هم أيضا ً ، ليشعل الرجال باقي الصناديق مفجرين المعبد فوق رؤوس الشياطين ، قاضين عليهم تماما ً. وهكذا خلـَّص الشيخ أبو بركات المملكة من كابوس كان يخيم عليها منذ سنواتٍ ، ونفذ شطره من الاتفاق ، وبقي أن ينفذ الملك شطره ويسمح للشيخ بزراعة شجرة الرحمن. دخل الرجال والشيخ القصر محاطين بأهل المدينة الفرحين ، وخرج الملك لاستقبالهم عند الباب ، وقد أخبرهم الساحر أن الملك سيهديهم أفضل أرض ٍ ليزرعوا فيها الشجرة تلك. لكنَّ الشيخ قد فاجأ الجميع حين أخبرهم أنه لا يحتاج إلى أرضهم ، بل إلى قلوبهم وعقولهم. شجرة الرحمن تلك كانتْ عقيدة ً حنيفة ً ، كان الشيخ يريد أنْ يزرع بذور الإيمان في أرض لا تعرف الله الواحد الأحد. وبدأ يعلمهم دين الله ، ويقيم الصلاة ، فبنى مسجدا ً كبيرا ً، يجتمع فيه أهل المدينة ليتعلموا أصول دينهم الجديد ، ويقيموا فيه شعائر الله. شجرة الرحمن تلك ، كانتْ أعظم شجرةٍ في تاريخ البشريَّة ، وثمارها ألذ من أيِّ ثمار ، ثمارها رضوان الله ، وجنة ٌ عرضها السماوات والأرض. بذلك أنهى الشيخ مهمته الصعبة ، وودَّع أهل المدينة المسلمين ، في شهر رمضان من عام أربعة وستين وثلاثمائة للهجرة ، ليقصد أرضا ً جديدة ً ، يزرع فيها بذور الشجرة التي لا تيبس ولا تموت. مواضيع قد تعجبك:
| ||||||||||||||||||||||||||||||
جديد المواضيع في قسم قصص و روايات - قصص حب - قصص رومنسيه - روايات رومنسيه - قصص واقعيه - قصص مرعبه |
|
06-04-2013, 03:06 AM | المشاركة رقم: 2 | ||||||
| يسلموووووووو حبيبتي عالقصة الجميلة | ||||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
الرحمن , الواق , جزر , شجرة , إسلام , قصة |
|