منتديات شبكة حياة

منتديات شبكة حياة (http://www.hayah.cc/forum/)
-   الفتاة المسلمة حواء المسلمه فتاوى نسائيه (http://www.hayah.cc/forum/2/)
-   -   **صفية بنت عبد المطلب** (http://www.hayah.cc/forum/t3116.html)

نوره 04-24-2013 02:40 AM

**صفية بنت عبد المطلب**
 
**صفية بنت عبد المطلب**

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم يا أعضاء شبكة حياة

**صفية بنت عبد المطلب**

صفية بنت عبد المطلب
( عمة رسول الله r وأم حواريّ رسول الله r )
امرأة ملئت حزماَ .. ومضاءَ .. وشكيمة .. ورأياَ !
تفرعت مكارمها من أرُومة ذاك الحسب العريق .. كانت كاملة الزينة يوم أن انضمت إلى جحافل ذاك الركب الطاهر !
عمة رسول الله r .. وأخت سيد الشهداء ، حمزة .. وأم حواري رسول الله r .. رضي الله عنهم أجمعين ..
امرأة لم تعرف سوى الهمم الرفيعة.. والمطالب المنيفة!
تداركها اللطف الإلهي .. فكانت الوحيدة في عمات رسول الله r تسربلت بسربال الإسلام .. لتكون واحدة من ذاك الرعيل الطاهر .. الذي بايع رسول الله r ..
وحبها للمكارم لم يكن متكلفاَ .. أليست عمة رسول الله r ؟!
وينبيك عن همة هذه المصونة ؛ أنه تخرج من مدرستها بطل الإسلام .. وزينة الفرسان .. ومجندل الأبطال .. الزبير بن العوام t !
صفية رضي الله عنها هي : تلك الأم التي تحتذي الأمهات الناجحات نهجها في تربية الأبناء على الرجولة .. وفضائل الأخلاق .
تولت هذه السيدة أمر ابنها اليتيم .. وساسته سياسة المرأة الحازمة.. فكانت تضربه وتغلظ عليه !
فكان نوفل عم الزبير يقول لها: ما هكذا يضرب الولد ! إنك لتضربينه ضرب مبغضة !
فكانت ترد عليه وهي ترجز :
من قال إني أبغضه فقد كذب وإنما أضربه لكي يلب
ويهزم الجيش ويأتي بالسلب ولا يكن لماله خبأٌ مخب
يأكل في البيت من تمر وحب
ولم تخب تربية هذه الأم الناصحة .. فكانت ثمرة تربيتها ؛ الزبير بن العوام t .. حواريّ رسول الله r .. السابق للإيمان .. صاحب المواقف المشهورة !
فأين الأمهات من همة امرأة كصفية رضي الله عنها ؟!
مات زوجها وابنها صغير .. فكانت له أماَ وأباَ !
ومن كانت أمه صفية ــ رضي الله عنها ــ أنى لليتم أن يذيقه مرارته؟!
حقاَ! إن صفية كانت حازمة .. وحزمها حزم امرأة تربت في مهاد السؤدد .. وأبهة الشرف !
ولما جاء الإسلام صاغها تلك الصياغة الفريدة .. فكانت صفية عمة رسول الله r ! وأم الزبير بن العوام !
وتمضي صفية ــ رضي الله عنها ــ مع ذاك الركب الطاهر .. الذي يقوده رسول الله r .. فتنهل من ذاك المورد العذب ، الذي ينهل منه الجميع .. رجالاَ ونساءَ .. كباراَ وصغاراَ..
ليرتووا من الهدى .. وليجري نور الحق في دمائهم..
فقدر لامرأة صاغها السؤدد والهدى كيف ستكون ؟!
وتمضي الأيام وصفية ــ رضي الله عنها ــ تلك المرأة الحازمة .. الثابتة.. صاحبة المواقف البديعة !
وهاهي ــ رضي الله عنها ــ تشهد يوم أحد كغيرها من أولئك النسوة اللاتي كن يداوين الجرحى ، ويسقين العطشى .. ولما حدثت الهزيمة .. ونزل البلاء على المسلمين في ذاك اليوم العصيب، تفرق المسلمون ، وانكشف رسول الله r لكرات المشركين.
وفي تلك اللحظة هبت صفية وهي غضبى ، و بيدها الرمح!
وهي تضرب وجوه المسلمين المنهزمين ! وتصيح عليهم : انهزمتم على رسول الله!
لقد كانت تلك جرأة امرأة لم يروعها بريق السلاح ! ولم يكسر ثباتها تلاحي الأقيال!
وهي امرأة لم يكتب عليها القتال.. ولا هي تريد أن تقاتل كالرجال ..لأنها امرأة ..وليست المرأة كالرجل ..
ولكن قوة حزمها .. وثبات جنانها .. دفعاها لذلك الموقف!
وتنقض المعركة .. بعد أن صلى نارها أولئك الأطهار الأبرار من صحابة رسول الله r .. ليسقط منهم في أرض المعركة سبعون شهيداَ رضي الله عنهم..
وكان البلاء شديد على المسلمين في يوم أحد .. لما قدره الله تعالى في سابق حكمته .. ليكون تمحيصاَ .. وعبرة..
ويعتصر الألم قلب رسول اللهr وهو يرى أصحابه الشهداء وقد مثّل بهم المشركون!
وفي تلك الزمرة الطاهرة من شهداء احد كان حمزة عم الرسول r والذي تمدد في أرض المعركة كبقية إخوته رضي الله عنهم أجمعين.. وقد شقت بطنه! ومثل به!
فيا لله ! ما أشده من منظر!
وبينما رسول الله r وأصحابه رضي الله عنهم حوله وهم يعيشون آلام تلك اللحظات .. إذا بامرأة مقبلة!
فنادى رسول الله r : يا زبير المرأة!
إنها صفية رضي الله عنها جاءت لترى أخاها حمزة بن عبد المطلب وقد علمت بمقتله.. ومعها كفن ليكفن فيه ..
وقد خشي رسول الله r أن لا تصبر إذا رأت أخاها حمزة وهو على تلك الحال..
ولكن صفية تلك المرأة المؤمنة .. الصابرة ..
وما أن اندفع إليها ابنها الزبير t ليردها صائحاَ : يا أمه إليكِ إليكِ !
فلكمته صفيه في صدره ! وهي تقول : تنحّ لا أم لك!
فقال لها: يا أمه إن رسول الله r يأمرك بأن ترجعي .
فقالت : ولم؟! وقد بلغني أنه قد مثل بأخي ؛ وذلك في الله ، فما أرضانا بما كان من ذلك . فلأصبرنّ وأحتسبنّ إن شاء الله !
فجاء الزبير إلى الرسول r فأخبره. فقال r : ( خلِّ سبيلها )!
فأتت إلى أخيها حمزة t فنظرت إليه , واسترجعت واستغفرت له!
فإيهٍ! لهذا التجلد.. والصبر العجيب!
صبرٌ! واحتسابٌ! ورضًا بقضاء الله تعالى !
فما أزينها من أخلاق ! وما أعلاها من همة!
فليت شعري! أين وقف النساء من ذلك الصبر الفريد؟!
فتأملي أختاه ! ماذا أعددت لمصائب الزمان؟!
صبراً كصبر هذه السيدة المصونة؟! أم أعددت الجزع وشقّ الجيوب؟!
وتبقى دائماً تلك الزمرة الطاهرة من أولئك النسوة اللائي صحبن رسول الله r خير مثال تحتذيه كل أنثى تبتغي سبيل المعالي.. وتنشد رفيع الدرجات!
لم تكن صفية رضي الله عنها تلك المرأة التي ترضى لنفسها بالدرجة الدون!
بل كانت تلك المرأة ؛ النجيبة.. صاحبة الهمة العالية .. رمز المواقف الفريدة !
عاشت صفية رضي الله عنها عمراً طويلاً نيف على السبعين سنة..
وفي خلافة الفاروق عمر بن الخطاب t كانت وفاة هذه السيدة صاحبة المواقف
النضرة!
وكان موتها رضي الله عنها في سنة عشرين من الهجرة لتلحق بذاك الرعيل الطاهر الذي تقدمها .. ودفنت رضي الله عنها بالبقيع الطاهر.
وكأنها تقول يوم ودعت الدنيا: أف لحياة لا تلتمس فيها معالي الأمور!
فيا أمة الله .. تلك مدرسة صفية رضي الله عنها فتعلمي منها:
الحزم في الأمور .. والثبات عند الشدائد .. والصبر عند نوائب الحدثان.. فإن فعلتِ .. فأنت العزيزة حقاً .. والناجحة بلا نكران! فرضي الله تعالى عن عمة رسول الله r صفية بنت عبد المطلب .. وألحقها بخير سلف...
:68::68::68::68::68::68:
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات




**صفية بنت عبد المطلب**


الساعة الآن 11:46 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO