قديم 03-03-2013, 11:17 PM   المشاركة رقم: 1
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية بادي الراي
الكاتبة:
اللقب:
بداية الحياة
عرض البوم صور بادي الراي  
معلومات العضوة

التسجيل: 17-12-2013
العضوية: 15997
المشاركات: 4
بمعدل : 0.00 يوميا
معدل التقييم:

الحالة:
بادي الراي غير متواجد حالياً

هام

بناتنا والحجاب


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف ندرب يناتنا على حب الحجاب؟
قبل الزواج:
إن أولى وأهم الخطوات هي التي يقوم بها الرجل حين يختار لبناته أُمَّاً ذات خُلق ودين تكون قدوة متحركة ؛ فإذا تربت البنت في أحضان هذه الأم كان الحجاب أمرا ًبديهيا بالنسبة لها ،وقضية لا جدال فيها،وأمنية غالية ترنو لتحقيقها.

بعد الزواج
على الوالدين أن يبنيا بيتهما على أساس من الود، والاحترام، والتفاهم حتى ينشأ الأبناء فى جو هادىء مستقر؛مما يبعدهم عن المشكلات النفسية التي تؤدي بهم إلى التنفيس عما يحسون به ،بالتمرد والعصيان ومخالفة الأهل.
كما ينبغي أن لا يتوقف الوالدين عن الدعاء لله تعالى بأن يهبهم ذرية صالحة،وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك في عدة مواضع منها:" ربِِّّ هَب لي من لدنك ذريةً طيبة إنك سميعُ الدعاء،وفي موضع آخر:" ربنا هب لنا من أزواجنا و ذرياتنا قرة أعين"ولعل هذا الأمر ضروري لأن الشيطان أقسم قائلاً:" لأحتنكنَّ ذريته إلا قليلا "(الإسراء -62)

مرحلة الأجنة:
إن تقرُّب الأم الحامل إلى الله تعالى بالطاعات المختلفة من شانه أن يشيع في نفسها السكينة والاطمئنان... هذه المشاعر تنتقل بقدرته- سبحانه- إلى طفلتها التي تصبح مهيئة للطاعة حين تنمو وتكبر.
بعد الوضع،وحتى سنتين:
من البداية ،ينبغي أن تحرص الأم على تعليم ابنتها الحياء لأنه أساس الحجاب،ولأنه –كما قال صلى الله عليه وسلم-" خيرٌ كله" فتح الباري بشرح صحيح البخاري- كتاب الإيمان- باب 3
وكما قال :" لا يأتي إلا بخير"
فتح الباري بشرح صحيح البخاري-كتاب الأدب – باب 77
فلا تغيِّر الأم حفاضات طفلتها أمام أحد،أما حين يبدأ تدريبها على ضبط الإخراج فتعلمها -بلطف ومزاح- أن تغطي عوراتها ؛وأن لا تخلع ثيابها أمام أحد،ولا تظن الأم أنها صغيرة ،فالطفل يعي ويدرك ولكنه لا يستطيع التعبير،وكلما بدأت معها الأم مبكرة بهذا الأمر كان أفضل.

بعد ذلك يأتي دور القدوة حيث يكون الطفل متلهفا لاستكشاف العالم من حوله، فحين ترى الطفلة أمها تجري إلى غرفتها لارتداء حجابها لأن شخصا ًمن غير المحارم جاء فجأة لزيارتهم،وحين تلحظها لا تطل من النافذة أو تفتح باب الدار إلا بعد ارتداء الحجاب ،وحين تتأملها وهي تربط حجابها بإحكام وإتقان- وهي تستعد للخروج - خوفا من أن يظهر منها شيء،وحين تعلم أن أمها لا تتعطر إلا في بيتها ،وأمام المحارم فقط ؛ ستتلهف تلقائياً لتقليد أمها وتحاول أن تقف أمام المرآة لتجرب أغطية الرأس ،وعندها يجب أن تنتهز الأم هذه الفرصة وتقول لها:
" ما أجملك بالحجاب يا ابنتي،إنه يضفي عليك نوراً؛هل تعلمي أنك حين تكبرين سأشتري لك العديد من أغطية الرأس الملونة الجميلة لتكوني مثل أمك مسلمة طائعة؟ "
كما أنها إذا رأت أمها تغض البصر عن المحارم،أو عن منظر مُخل بالأدب في أي مكان ؛وتستأذن قبل الدخول حتى على أولادها ؛فإن ذلك يكون أمراً طبيعياً بالنسبة للطفلة،مما ييسر عليها الاستجابة حين توجهها الأم لذلك فيما بعد.

من ثلاث إلى خمس سنوات:
في هذا العمر يكون تقليد الكبار من الأمور المفضلة لدى الطفل،لذا فان عمل طرحة صغيرة مزركشة بلون تفضِّله الطفلة وتختاره بنفسها؛ لترتديها حين تصحب والدتها إلى المسجد للصلاة أو حضور درس،أو حين تريد تقليد أمها فتصلي معها أو بمفردها، يكون بمثابة تمهيد لحب ارتداءه فيما بعد؛كما أن هذا يعين الإبنة أن تصبح عوناً لأمها،فإذا رأت بعضاً من شعر الأم يظهر دون أن تدري سارعت بتنبيهها،وإن جاءهم شخص من غير المحارم فجأة؛ سارعت بإخبار أمها لكي تستتر،أو أحضرت إليها ملابس الصلاة ...و هكذا.
وفي هذا العمر أيضاً تكون الطفلة –في الغالب- قد تعلمت ضبط الإخراج،لذا يجب أن تعلم أن لها خصوصيات، فلا تقضي حاجتها إلا بعد إغلاق دورة المياه بإحكام ؛ولا تغير ملابسها إلا في مكان مغلق.
وينبغي أن تعرف أن بعض الناس لا يفعلون ذلك لأن أحداً لم يخبرهم أو لأنهم ليسوا مهذبين مثلنا؛ فإذا رأت أحداً يكشف عورته ،فيجب أن تغض بصرها على الفور.
كما نعلمها حدود التعامل مع الغلمان والرجال من الجيران والأقارب،وحتى والدها وإخوتها؛ فتسود علاقتها بهم الود الاحترام ،دون تبسط في التعامل.
وفي هذا العمر يمكن أن نحفِّّظها ما تيسر من القرآن الكريم؛ مما يلين قلبها ويهيء روحها لطاعة الله تعالى ،مع الشرح الوافي للآيات الكريمة على قدر مستوى فهم الطفلة. ومن المفيد أن توالي حفظ القرآن في دار تجمعها بصحبة صالحة من الفتيات المقبلات على طاعة الله،وتحفُّها بالعديد من المعلمات اللاتي يمثِّلن القدوة الصالحة لها بالإضافة إلى الأم؛ مع ضرورة متابعة الأم لما تتلقاه الطفلة في هذه الدار لتتأكد أنهم ليسوا من المتشددين أو المبتدعين.هذا بالإضافة إلى( الحرص على أن يكون لها مصحفاً خاصاً بها-مع تعليمها آداب التعامل معه- و إعانتها ببعض الأشرطة المعلِّمة التي تترك مساحة من الوقت لتردد وراء المقرىء (**) فإن هذا يعوِّدها القرب من القرآن،والأُنس به،والإقبال عليه؛فإذا ارتبط قلبها بالقرآن فإنها لن تعرف مبدأ تعتقده سوى مبادىء القرآن،ولا تعرف تشريعاً تستقي منه سوى تشريع القرآن،ولا تعرف بلسماً لروحها،وشفاءً لنفسها سوى الخشوع بآيات القرآن،وعندئذٍ نصل بها إلى الغاية المرجوة في تكوينها الروحي وإعدادها الإيماني والخُلُقي)(7)
هذا بالإضافة إلى تحفيظها ما تيسر من الحديث النبوي الصحيح ليكون ذخراً لها في حياتها المقبلة،بالإضافة إلى القرآن الكريم.

ونعود للحجاب ،فتنصح كاتبة هذه السطور بأن تقوم الأم بتفصيل ملابس الحجاب للدمية المفضلة لدى ابنتها، تكون ذات ألوان زاهية مزركشة تنتقيها الطفلة،وتقوم بتغييرها للدمية بنفسها ...ومن المفيد أن تشاركها الأم في اللعب بها وانتقاء غطاء الرأس المناسب للون الجلباب الذي ترتديه الدمية،و في تلك الأثناء تتحدث الأم إلى الدمية قائلة-مثلاً- " كم هو الحجاب جميل عليك ! أرجو أن تكوني معنا في الجنة إن شاء الله ،لأنك تطيعي ربك وتحبي حجابك،فالجنة مليئة بالأشياء الجميلة ومها اللُعَب"...فمن خلال اللعب يمكن أن يتعلم الطفل أكثر وبشكل أيسر مما يتعلمه بالتلقين أو الكلام المباشر.

من ست إلى ثماني سنوات:
في هذه المرحلة –مع استمرار حفظ وفهم القرآن-نستكمل تعليمها الحياء؛فنعلمها (الاستئذان قبل الدخول على الوالدين –كما جاء في سورة النور- وقبل دخول أي مكان حتى ولو على إخوتها.
وأن يكون صوتها خفيضاً-خاصة أمام غير المحارم- فلا ترفعه بالضحك أو حتى عند الغضب؛وألا تمشي وسط الطريق؛ وإنما عن يمينه أو يساره )(8)
وأن تتعلم حدود عورتها أمام غير المحارم،وأمام نساء المسلمين،والنساء من غير المسلمين.

ولعل بعض الأمهات يخطئن بشرا ء الملابس الخليعة لبناتهن- ومنها لباس البحر المبالغ في تبرجه- بحجة أنهن لا يزلن صغيرات،ولكن المشكلة أن في ذلك تشبُّه بالكافرات، كما أن الحياء لا يتجزأ ولا يرتبط بمكان ؛بالإضافة إلى أن البنات يتعودن على مثل هذه الثياب ،حتى يُفاجأن بأمرهن بالحجاب عند سن التكليف،فتكون أشبه بالصدمة بالنسبة لهن، لذا يجب التدرج في تعليمهن الحجاب بشراء الملابس المعتدلة ليكون الحجاب سهلاً فيما بعد إن شاء الله.
كما يجب أن يتعلمن الحياء أمام النفس، من خلال تعليمهن احترام الذات،(وذلك بإظهار احترامنا لهن في شتى تصرفاتنا وتعاملاتنا معهن، فإن ذلك يجعلهن حريصات على بذل مجهود أكبر للسمو بسلوكياتهن ليظللن دائما ًمحل تقدير واحترام من الوالدين)(9)؛فيترتب على ذلك ألا تقبل الفتاة أن ترى نفسها في وضع مخل بالأدب أو الشرف !

من تسع سنوات إلى إحدى عشر عاماً:
في هذه المرحلة ( يرقى فكر الطفلة وتتنوع خبراتها،وتتسع مداركها ،وتنمو قدراتها على التأمل والتخيل،وتتحول إلى طاقة إيمانية مستعدة لتقبل أوامر ربها،وتنفيذها أكثر من أي مرحلة أخرى في حياتها الماضية والمستقبلة،فتتجه بتفكيرها نحو الخالق ، مدركة جوانب التنزيه والوحدانية،والقدرة لديه ومتقبلة لهذه الصفات تقبلا نفسيا تشعر معه بالراحة والرضا،وتصبح قادرة على تصور العظمة الإلهية ؛ فإذا وُجِّهت الطفلة الوجهة السليمة نحو الإيمان والخير،إندفعت إليهما في تعلُّق وشوق. لذا فإن دور الوالدين في هذه الفترة أن يستغلا هذا التطور الإيماني في نفسها، وان يعملا على تقوية عقيدتها بالله التي سترى فيها خير عون لها على تقبُّل ما تتعرض له من آلام الواقع،و صراعات الحياة،والتي سوف تمسح عنها الكثير من صنوف الحرمان والوهم والخوف،وتعمل على تقوية شخصيتها واستعدادها لتكون عوناً لغيرها،وذلك من خلال التركيز على جوانب العقيدة المؤثرة في روحها،ومن أهم تلك الجوانب:
تعليمها صفات الله تعلى التي تربي فيها أن الله تعالى يحب المتقين ،وأنه قريب منها يراها، ويرعاها أينما كانت كما جاء في القرآن الكريم: " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب"(سورة البقرة-186) ،و"وهو معكم أينما كُنتم"الحديد -4،وإن الله لا يخفى عليه شيءٌ في الأرضِ ولا في السماء"آل عمران-5 )(10)
، فإن هذا يُعلِّمها مرتبة أرقى من مراتب الحياء (وهو الحياء من الله عز َّ وجل أن يراها على غير ما يحب ويرضى )(11)
(دعوتها إلى التعمق في إيمانها بالله تعالى والاطمئنان إلى عظمته وقدرته؛من خلال النظر والتأمل والتفكر في خلقه،فالكون آية الله الكبرى،ومعرض قدرته المعجزة التي تبهر العقول؛ولكن الإلف والعادة يفسدان روعة التطلع في آيات الكون و الإحساس به ؛فتتبلد الحواس لما ترى وتسمع. لذا فقد حث القرآن في الكثير من آياته على هذا،ومنها:" قُل انظروا ماذا في السماواتِ والأرض وما تُغني الآياتُ والنُذُرُ عن قومٍ لا يؤمنون"(يونس- 101) ،و"الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماواتِ والأرض،ربنا ما خلقتَ هذا باطلاً سبحانك،فقنا عذاب النار" آل عمران-191
دعوتها للإيمان بالحياة الآخرة،والتأكيد على أن السعادة الحقة لا تكون إلا في الجنة،وأن الجنة أعدت للمتقين الذين يسيرون في طريق الله ورسوله، يقول الله تعالى في الحديث القدسي: أعددتُ لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر" رواه البخاري،ومسلم
ويقول في القرآن الكريم:" فلا تعلم نفسٌ ما أُُخفي لهم من قُرةِ أعين"( السجدة-17 )
تربيتها على الاستسلام لله تعالى وطاعة رسوله،فكثيرا ما تسأل الطفلة عن سبب فعل أشياء معينة،لأنها لم تستطع إدراكه،ومن المفيد أن نجيبها على قدر عقلها،أما الأمور التي تتعلق بالدين،فيجب أن تعرف أن الإسلام مشتق من الاستسلام لله ،وتسليم الأمر له مع بذل الجهد،وأنه ليس لها أن تقيس الدين برأيها وعقلها،لأن العقل له حد ينتهي عنده،وكثيرا ما تخطىء العقول،وتعجز عن تفسير جميع أمور الدين،فالمسلم الحقيقي هو الذي ينفذ أوامر الله-مادام قد ارتضاه ربا-دون أن يعرف الأسباب التي خفيت عليه.
إعلامها أن الأنثى كالذكر،كلاهما عبدٌ لله،خلقهما لعبادته، يقول تعالى:" من عمِل صالحاً من ذكرٍ أو أُنثى وهو مؤمن فلَنُحيينَّه حياة طيبة" النحل-97كما نقرأ عليها الآية 35 من سورة الأحزاب،ونوضح لها أن الأنثى مخاطَبة في القرآن بقوله تعالى:" يا أيها الناس" ،وكذلك بقوله:" يا أيها الذين آمنوا" وبالخطاب الذي قد يبدو ظاهره أنه للذكر،مثل:" وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أُعدت للمتقين"(آل عمران 133 ) ومما يعينها على الاستسلام لله وطاعة رسوله أن نقص عليها من القصص ما يعزز ذلك،مثل قصة هاجر عليا السلام حين تركها إبراهيم عليه السلام ووليدها في الصحراء،وقبلت ذلك حين علمت أنه أمر من الله وقالت،"إذن لا يضيِّعنا"،وقصة النساء المهاجرين الأوَل الذين قالت عنهم عائشة رضي الله عنها:"يرحم الله النساء المهاجرات الأوَل ،لما أنزل الله " وليضربن بخُُمُُرهن على جيوبهن"(النور-31 شققن مُروطهن<ستائرهن> فاختمَرن بها" [أخرجه البخاري] أي لم ينتظرن حتى تحصل كل منهن على خمار وإنما نفذن أمر الله بما تيسر لهن.
غرس الاعتزاز بالانتماء إلى الإسلام في نفسها ،فالكثير من أبناء الإسلام يتقدم بهم العمر دون أن يعرفوا غايتهم أو هدفهم من الحياة،لذا ينبغي أن تعرف منذ طفولتها أن الإسلام نعمة عظيمة اصطفاها الله بها وأنها تنتسب إلى أمة موصولة بالله ، تسير على نهجه،وتملك ما لا تملكه سائر البشرية وهو كتاب الله،وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم،لذا فيجب أن تكون متميزة عن غير المسلمات في مظهرها ومخبرها،وغاياتها وآمالها،وأن تتأسى بأمهات المؤمنين،والصالحات القانتات كمريم عليها السلام،وامرأة فرعون،والصحابيات رضوان الله تعالى عليهن.وأن تعلم أن هذا الدين أمانة وأن عليها أن تحمل رايته بالتزامها الديني والخُلقي ؛و أن يكون هدفها من التعلم أن ترضي الله عز وجل بأن تعلم غيرها ،أو تنفع أخواتها المسلمات بأن تتعلم الطب أو التدريس،وأن تنصح لله ورسوله أينما كانت) (12) ومن المفيد في هذه المرحلة أن تشجعها الأم على تلاوة سورة "النور" مرة كل أسبوع،ففي ذلك تذكرة وتثبيت لها على الخير إن شاء الله.

ولعل من أخطاء الأمهات أيضاً ألا ترى الأم في ابنتها سوى عروس المستقبل ،وتظل تحلم بيوم زفافها،وتتحدث أمامها عن ذلك،بل وأحياناً حين تطلب البنت شيئاً يكون الرد:" عندما تتزوجين"!!! فيصبح هذا الموضوع هو الشغل الشاغل للبنت، فتعمد إلى المبالغة في إظهار زينتها سعياً لتحقيق حلم الأم الذي أصبح -مع مرور الوقت وإلحاح الأم - حلمها ؛ولعل الحل لهذه المشكلة هو الامتثال لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم:" طلب العلم فريضة على كل مسلم و مسلمة" فالعلم الشرعي والعلم الدنيوي مفروض علينا لكي نكون مسلمين أقوياء؛ولعل الوقت المناسب له هو الطفولة المبكرة ..حين يكون كالنقش على الحجر؛ هذا بالإضافة إلى تنمية ما حباها الله تعالى به من مواهب طبيعية، كالقدرة على تعلم اللغات ،أو الحاسب الآلي ،أو الخطابة ،أو الكتابة الأدبية ،أو ممارسة الرياضة-في حدود الشرع-،أو التمريض،أو الزراعة،أو الرسم -في حدود الشرع أيضاً-أو التطريز، أو الأشغال الفنية،أو التفصيل والحياكة،أو الغزل،أو فنون السجاد اليدوي،أو الطهي أو تصنيع المواد الغذائية،أو تربية الطيور والحيوانات ...إلى آخر ما يمكن أن يمتعها، و يصقل مواهبها، ويشغل عقلها ووقتها بما يفيدها في دينها ودنياها...حتى يأتي الزوج المنتظر،أو لا يأتي؛فهو أمر بيد الله وحده؛ ولا ينبغي أن تنشغل الفتاة العفيفة به أكثر مما ينبغي ؛والدليل قول الله تعالى:" و ليستعفِف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يُغنيهم اللهُ من فضلِه"(النور-33) .
كما يجب أن تعرف البنت أن قيمتها الحقيقية في عقلها وأدبها وحياءها،فهذه الأشياء تنمو مع الزمن،بينما يتناقص الجمال الحسي مع الزمن ،حتى يزول.
ومن المهم في هذه المرحلة –التي تسبق سن التكليف بالحجاب - أن نحكي لهن عن نماذج للعفيفات من السلف الصالح ، مثل:
عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها التي قالت بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر:"كنت أخلع ثيابي في حجرتي ولم أكن أتحرج،أقول : زوجي وأبي،فلما دُفن عمر رضي الله عنه ،كنت أشد عليِّ ثيابي حياءً من عمر"!!!
فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم التي لم تعجبها طريقة وضع الثياب على المرأة وهي ميتة خوفا من أن تصفها،(فقالت لأسماء بنت أبي بكر:" يا أسماء إني قد استقبحت ما يُصنع بالنساء أن يُطرح على المرأة الثوب فيصفها،فقالت أسماء:" با ابنة رسول الله ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة؟ فدعت بجرائد رطبة فحَنَتها ثم طرحت عليها ثوباً،فقالت فاطمة: ما أحسن هذا وأجمله تُعرف به المرأة من الرجل،فإذا أنا مِتُّ فغسِّليني أنت وعلي،ولا يدخل عليَّ أحد،فلما توفيت رضي الله عنها غسَّلها علي وأسماء.)(13))

إمرأة من أهل الجنة حدَّث عنها عطاء بن أبي رباح حين جاءت المرأة فقال لابن عباس:" ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ فقال بلى،فقال هذه المرأة السوداء جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم،فقالت" إني أُصرع وإني أتكشَّف،فادعُ الله لي،فقال إن شئتِ دعوت لك وإن شئت صبرت ولك الجنة،فقالت:" أصبر:،قالت إني أتكشف فادع الله لي ألا أتكشف؛فدعا لها "!!! رواه البخاري ومسلم

الفتاة التي سقى لها ولأختها موسى عليه السلام،و قال عنها القرآن الكريم أنها جاءته(" تمشي على استحياءٍ ،قالت إن أبي يدعوك ليجزيَك أجرَ ما سقيتَ لنا" فكانت تمشي على استحياء وتتحدث على استحياء...فلم تتكلم معه إلا بالضروي من الكلام وهو أن أبيها يدعوه،ثم مشت خلفه حتى وصلا إلى أبيها)(حلقة الحب ،من سلسلة حلقات كلام من القلب للأستاذ عمرو خالد)
"مريم" ابنة عمران التي قال عنها القرآن الكريم أنها: " أحصنت فرجها"،ولما ظهر لها جبريل عليه السلام في صورة رجل،قالت له:" إني اعوذ بالرحمن منك إن كنتَ تقيا"

و بالإضافة إلى ما سبق،يمكننا أن نطلق العنان لأحلامها بذلك اليوم الذي ستحتفل فيه الأسرة والأصدقاء والأقارب بارتدائها الحجاب،فتقيم حفل حجاب"فلانة" !! ويا حبذا لو كانت هناك صديقة لها أو قريبة تحتفل بحجابها أيضاً في نفس الوقت؛ فيكون الحفل لاثنتين أو أكثر؛ فتكون البهجة أكبر!

مرحلة إلثانية عشر حتى السادسة عشر
في هذه المرحلة تكون ابنتك قد بلغت سن التكليف أو قد لا تكون ،فإذا بلغته فعليك أن تخبريها- بلطف -أن موعد إقامة حفل حجابها قد حان، فإن استجابت عن طيب خاطر،فبها ونعمت؛وإن لم تستجب،فإليك ما نصحت به الأستاذة نيفين السوبفي(14) لمعالجة هذا الأمر،تقول:
" قد يبدو ما سأقوله محبطًا، ولكنها الحقيقة التي يجب أن نتفهَّمها حتى نستطيع التعامل معها، فما تمر به ابنتك وما تجدينه من صعوبة في إقناعها أمر طبيعي جدًّا، خاصة في مرحلة المراهقة التي تتسم بالعند والرفض، والرغبة في إثبات الذات- حتى لو كان ذلك بالمخالفة لمجرد المخالفة- وتضخم الكرامة العمياء التي قد تدفع المراهق رغم إيمانه بفداحة ما يصنعه إلى الاستمرار فيه، إذا شعر أن توقفه عن فعله سيشوبه شائبة أو شبهة من أن يشار إلى أن قراره بالتوقف عن الخطأ ليس نابعًا من ذاته وإنما بتأثير أحد من قريب أو بعيد.
د.اماني زكريا الرمادي


مواضيع قد تعجبك:


رد مع اقتباس
جديد المواضيع في قسم أزياء محجبات ملابس محجبات


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO