مُعزّ مسعود: موت أصحابي نقلني من شؤم المعاصي لرحاب الدعوة
 

نقطة البداية

من شاب لا يصلي، حياته مليئة باللعب واللهو، فضلا عن اقتراف الكثير من الذنوب والمعاصي، إلى داعية له جمهور واسع ينتظر محاضراته على الفضائيات، وفي القاعات.

هاتان المرحلتان هما ملخص لقصة حياة الداعية المصري معز مسعود، الذي لم يتجاوز الحادية والثلاثين من العمر، لكنه استطاع أن يستحوذ على قلوب وعقول كثير من الشباب بأسلوبه وخطابه الذي يراعي واقعهم واحتياجاتهم.

معز مسعود عازف الجيتار السابق بالجامعة الأمريكية في القاهرة، فتح قلبه لبرنامج 'واحد من الناس' على فضائية 'دريم' ليروي كيف انتقل من مرحلة المعاصي إلى عالم الدعوة، قائلا: 'نشأت في أسرة ميسورة الحال، أبي وأمي كانا يحاولان دفعي للصلاة، ولكن في كثير من الأحيان لم أكن أهتم، كانت حياتي مليئة باللعب واللهو، وحضور الحفلات'.

ويستطرد معز: 'بدأت معرفتي بالله عندما مات ستة من أصحابي في الجامعة خلال سنة واحدة في حوادث سيارات، ثم أجريت بعدها عملية خطيرة، وبعدها بشهر تعرضت لحادث أليم، فكنت بين الحياة والموت، وشعرت أنها رسالة من الخالق بأنه القادر على إنهاء حياتي في أي لحظة، وبدأت أفكر في الموت، إنه حقيقي، ولم يعد ذلك الشيء الذي يصيب غيري ولن يصيبني'.

ورغم كثرة الذنوب التي يقر بارتكابها؛ إلا أن معز مسعود استفاد منها، حيث كانت سببا في أن يدرك أن اللذة الحقيقية في معرفة الله عز وجل، ليعيش عاما ونصف بعيدا عن هذه الذنوب تذوّق خلالها معنى التغلب على نفسه وشهواتها.

وعن هذه الفترة يقول: 'أقسمت على الله إذا عدت للذنوب أن يأخذ روحي، وحاولت الانتظام في الصلاة، ولم يكن يمر عليّ يوم حتى أصلي الفروض الخمسة، وإذا نسيت أصلي بالليل، وفي يوم ذهبت لأصلي في مسجد الجامعة الأمريكية، فوجدت شابا يستمع إلى شرائط دينية بصوت مرتفع، وعندما اقتربت منه وحاولت الحديث معه وجدته كفيفا، فثار في نفسي سؤال، كيف يستطيع هذا الشخص أن يعبد ربه ويحبه ويشكره رغم أنه أعمى'.

ويواصل معز قائلا: 'تحدث هذا الشاب معي عن حب الله، وأن الدنيا قصيرة جدّا، فشعرت وقتها أني أنا الأعمى وهو البصير، وشعرت عندها بمعنى حب الله، وأن الله في قلبي، ولكن كنت غافلا، ومن وقتها اختلفت الدنيا في عيني'.


مرحلة جديدة

وعن النهج الذي سلكه بعد ذلك يقول: 'حاولت فهم الدين.. ماذا يعني أني مسلم ومؤمن بكل الرسل التي جاءت قبل النبي صلى الله عليه وسلم؟ هل الدين الاسلامي أمور ظاهرية فقط؟ وأين الأخلاق من ذلك؟'.

ويتابع: 'كان غاية حلمي أن أكون إنسانا صالحا، ولكن لم أكن أتصور أن يأتي يوم وأتكلم عن الله، وأدعو الناس إليه، فهذا فتح كبير من الله عز وجل'.

وبدأ معز طريقه في الدعوة إلى الله ببرنامج 'الأمثال في القرآن' والذي كان يذاع باللغة الإنجليزية على قناة 'اقرأ'، ثم رسم من خلال برنامجه 'الطريق الصح' طريقا لمن يريد الوصول إلى الله على مدى ثلاث سنوات متتالية في شهر رمضان.

وإضافة إلى الفضائيات، فإن معز يلقي محاضراته في القاعات الكبرى التي تشهد تنافسا من الشباب والفتيات على المقاعد الأقرب للمنصة.

ويشير معز مسعود الذي صار ضمن مشاهير الدعاة إلى أنه يتلقى اتصالات من أصدقائه في الجامعة يندهشون من هذا التحول والتغيّر الذي صار إليه.


نقطة البداية

وردا على سؤال حول نقطة البداية التي يمكن للشباب أن ينطلقوا منها لمعرفة دينهم، يقول مسعود: 'يجب أن نبدأ بالدعاء، ونقول: اللهم دلنا على من يدلنا عليك، ووصلنا بمن يوصلنا إليك، وأن نتجه إلى العلماء المتصل سندهم إلى رسول الله رواية ودراية وتزكية، فإن هذا العلم دين، فيجب أن ننظر عمن نأخذ هذا الدين'.

وفي تفسيره للمشاكل التي يعاني منها المجتمع رغم صحوة التدين التي يشهدها يقول: 'الفقر والبطالة واستيرادنا لثقافة غريبة دون فلترة، ومحاولة للتدين مغلوطة هي التي أثرت على استقرار المجتمع الإسلامي'، داعيا إلى البدء في 'تنشئة الأطفال تنشئة صحيحة حتى يتصور الطفل الدين تصورا شاملا، وأن دوره كخليفة لله في الأرض أن يقوم بعبادة الله، وتزكية النفس، وعمارة الأرض، فالتعليم غاية في الأهمية، سواء في الدراسة أو البيت'.

وعن الفقراء الذين فقدوا الأمل والثقة في الدين، يقول معز: 'يجب أن يحاول المجتمع حل مشاكل هؤلاء الفقراء؛ إلا أنهم يجب أن يقتنعوا أن لله حكمة في فقرهم، وأن يدركوا أن غمسة واحدة في الجنة سوف تنسيهم كل عذاب الدنيا، يجب أن يتعلموا الرضا وعدم السخط'

دعيني أنحي قلمي قليلا
أقف أحتراما لكِ
ولقلمك
وأشد على يديك لهذا الابداع
الذي هز أركان المكان
واضع لكي باقة وردي لشخصك

الله يجعله في موازبن حسناتك يارب

جدا جدا موضوع راقي وجميل

يااارب اضلنا بضلك يوم لاضل الا ضلك