العودة   منتديات شبكة حياة > حياة العامة > المجلس العام
التسجيل التعليمـــات المجموعات التقويم مشاركات اليوم البحث

وجاءت ذكرى الحرب يا أمي ,,,,

وجاءت ذكرى الحرب يا أمي ,,,, وجاءت ذكرى الحرب يا أمي>>> الساعة كانت الحادية عشرة وأربعة وعشرون دقيقة.. وكل ما رأيته يومها كان في الدقيقة

المجلس العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-28-2013, 09:30 AM   المشاركة رقم: 1
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية غزة حرة
الكاتبة:
اللقب:
عضوة مميزة
عرض البوم صور غزة حرة  
معلومات العضوة

التسجيل: 4-10-2013
العضوية: 6738
الدولة: غزة -- فلسطين
المشاركات: 1,012
بمعدل : 0.19 يوميا
معدل التقييم:

الحالة:
غزة حرة غير متواجد حالياً

Thumbs down

وجاءت ذكرى الحرب يا أمي ,,,,


وجاءت ذكرى الحرب يا أمي>>>

الساعة كانت الحادية عشرة وأربعة وعشرون دقيقة.. وكل ما رأيته يومها كان في الدقيقة الخامسة والعشرون فحسب.. لقد رأيت يا أماه يومها ما لم تستطع مخيلتي الصغيرة تصوره .. لقد شاهدت يا غالية الكثير الكثير .. غير أنني لا أذكر شيئاً أو أنني لا أستطيع أن أُعبر عن ما رأيته.. لقد اختلط يومها كل شيء بكل شيء .. هذا ما استطعت تذكره في العام الأول على حربنا..

إنها الحرب يا أمي .. هاهي ذكراها المشئومة تطاردني هاهي دماء أخي البكر الذي كنت دائما تحلمين بمستقبل زاهر له.. وكم كنت أرى ذلك في ناظريكِ .. هاهي دماؤه تلاحقني. وصرخات الأخر في مهده تقتلني..
جاءت ذكرى الحرب يا أماه.. غير أن دماؤنا لم تجف بعد.. جاءت غير أن آهاتُنا لم تخمد بعد..
إنها الحرب يا غالية .. يوم أن وُئدت أحلامنا بقنابلهم الفسفورية .. ويُتمت دمعاتنا بقذائفهم الحاقدة.. وكانت رصاصتهم نهاية أحبتنا ..
أتذكرين يومها كيف كنا نلهو .. نعبث ببراءتنا .. نلعب .. نركض كأننا يومها كما قلتِ فينا زهر الربيع في زهوه وبهاءه.. كنا نلعب يا أمي ولم نعلم أن ذاك الزهر حان قطافه قبل أن يتفتح.. كنا نركض غير أننا .. لم نكن نعلم أن بعضنا لن يفعل ذلك ثانية .. كنا نلهو يومها ولم نعلم أن دقائق معدودة هي من تفصلنا عن فاجعة أخي وتنهيدة الصغير في مهده .. وحسرة أبي في سجنه .. كنا نعبث يا غالية ولم تكن ألعابنا الصغيرة تعلم أن قنبلة من الفسفور هي نهاية حكايتنا ..

إنها الحرب يا أماه .. وهذا عامها الأول .. جاءت ووجه غزة الحبيبة .. الذي حاولوا أن يغيروا معالمه ما زال يرتسم في ناظري .. رغم أن كل شيء في ملامحه **** من كان السبب .. غزة يا أماه التي تآمر عليها الجميع يا حبيبة .. حتى أبنائكِ الذين أسميتيهم في يوم من الأيام إخواننا .. وحاولتي طويلاً إقناعنا بهذه المعادلة غير المتوازنة .. هم أيضاً قد تآمروا جهاراً عليها .. هم من سدوا في وجهها كل شيء .. هم من فطموا أخي الصغير .. حينما قطعوا حليبه .. هم من قتلوا ابنك الأكبر حينما أغلقوا معابرهم في وجهه يوم إصابته .. هم يا غالية .,

وهاهم إخواننا يا أماه ( كما تسمينهم ) يواصلون جميلهم لنا .. ويهدوننا في ذكرى حربنا .. ما صُعقنا به جميعاً .. هاهم يبنون علينا جداراُ فولاذياً .. ليزيدوننا بؤساً على بؤسنا .. هاهم يا حبيبة يحيطوننا بالفولاذ حتى نموت قهراً فوق قهرنا .. هذا ما ارتؤا أن يهدوننا إياه في ذكرى حربنا .. هذا ما استطاعوا تقديمه لنا .. وبعد هل ما زلت تقتنعين بتلك المعادلة ..

إنها الحرب يا حبيبة .. هاهو عامها الأول يقبع على أعتاب غزة ..جاء وليته ما جاء .. جاء وعينا لؤي الصغيرتان تلعن كل من تواطأ يومها وتآمر عليهما .. جاء وصابرين التي كانت يومها تلهو مثلنا مع إخوتها هاهي في ذكرى الحرب على كرسيها المتحرك تشاهدهم ولكنهم لا يلعبون هذه المرة .. إنما يجلسون فوق خراب بيتهم .. جاءت يا حبيبة ودماء أطفال بعلوشة تطاردنا .. حتى مدرسة الحي يا أماه تلك التي طالما لمت شملنا هاهي حطاماً فوق بعضها ..ومئذنة مسجدنا هي كذلك ما زالت على حالها في ذكرى الحرب ..
جاءت يا حبيبة وكأنها البارحة .. فكل شيء على حاله .. اعذريني يا غالية .. أحاول أن أدوس على كل شيء .. أنسى ما كان .. لكن مخيلتي الصغيرة لا تستطيع ذلك .. حاولت ذلك مراراً دون جدوى .. فما كان مقصدي أن أطلق دمعاتك التي تنتظر على أبواب عينيك كالجمر وأنت ما زلتِ من ساعتها تجلسين على حطام بيتنا .. وما كان قصدي أن ألوع إخوتي الصغار ثانية .. فيكفي ما شاهدوه يومها .. لكن ما رأيناه يومها .. كان أكبر منا جميعاً ..
حاولت أن أ ُقلبه كثيراً .. أفهمه .. أدركه .. قسمته على ما عايشناه قبل ذلك .. طرحته من كل مأسينا السابقة غير أنني للأسف لم أستطع .. وكيف لي أن أفسر قذيفة فسفورية تلقى على أطفال في عمر الزهور .. كيف لي أن أعي طائرة حربية تقصف رياضاً للأطفال .. كيف لي يا غالية أن أرى صغاراً في عمر الزهور يصارعون الموت أمام عيناي بلا ذنب اقترفوه .. كيف لي أن أنسى كل ذلك ..اعذريني فهذا ما لم ولن أستطعه .. !

إنها الحرب يا أمي وهاهو عامها الأول .. يودعنا طاوياً معه فلذات أكبادنا .. انتزعها منا .. ونحن في غفلة .. انتزعها من بين ضلوعنا وولى يا أماه.. جاء وقد كانوا معنا واليوم يمر علينا وقد فارقونا .. هم رحلوا يا أماه لكنهم لم يرحلوا من قلوبنا .. عقولنا .. مخيلتنا
رحلوا غيرَ أن ذكراهم لم تفارقنا ولو للحظة !

حقاً لقد كان يومها يوماً من حياتنا ألمنا كثيراً .. وأخذ منا الكثير الكثير .. غير أنني كنت أرى البشائر تزاحم تحاول أن تتخذ لها مقعداً يومها يا غالية .. فقد أدركت يومها أننا على الحق .. يوم أن تآمر علينا الجميع حتى إخواننا .. ولم أجد يومها مبرراً لكل هذا غير أننا قوماً ثبتنا على طريقنا .. ومبادئنا .. وثوابتنا
فكففي الدمع يا أماه وانهضي من جديد .. فغزة التي أعطت لنا الكثير .. ما زالت بحاجة إلينا ..
هيا انهضي ثانية يا غالية لنكمل طريقنا ونلملم جراح غزة .. وثقي تماماً أننا لم ولن ننسى حرب غزة .. لن ننسى دماءنا وأحبابنا .. بل إننا من سنقلب المعادلة يوماً .. وسنرصع حكايتنا هذه في طليعة صفحات التاريخ .. حتى تشهد الأجيال على شعبِ .. تآمر عليه القريب قبل البعيد .. والصديق قبل العدو .. غير أن هاماتهِ أبت أن تنحني إلا لخالقها .. على شعب أثقلوه بالفولاذ .. فانتفض أكثر عزيمة وإيباء .. أقسمت عليكي بدماء أل ريان التي اختلطت بدماء صيام .. أن تكفكفي دمعك وتنهضي من جديد فكوني على ثقة بأن الكف الفلسطينية ستقهر يوماً المخرز الصهيوني أو المتصهين .

منقول


مواضيع قد تعجبك:


رد مع اقتباس
جديد المواضيع في قسم المجلس العام


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO