08-13-2013, 01:06 AM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||
تضرع نبوي من سورة مريم للدكتور عبدالله بن منصور الغفيلي حفظه اللهسورة مريم هي سورة رحمة الله بعباده وأنبياءه فقد تكررت فيها الرحمة عشرين مرة ولذا افتتحت السورة بقصة زكريا وابنه يحيى وكان تقديمها لبيان ما يتجلى فيها من مشاهد عظيمة للرحمة بأولياء الله وأنبيائه. فكان مطلعها( ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا) فأضيفت الرحمة للرب لأنه المنعم المتصرف،( يختص برحمته من يشاء ) وفي قوله ( عبده ) إشارة إلى أنها رحمة خاصة بعباده تقتضي الإجابة والإسعاد في الدارين .و تفيد أن التعبد لله من أعظم أسباب الرحمة والإجابة،كما أن في ذكر رحمته بأوليائه عونا على محبته وذكره ومعرفته،ثم يبين السياق القرآني صورة التضرع النبوي لزكريا في قوله (إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا) فالنداء استكانة في الدعاء لاسيما إذا كان الدعاء خفيا، كما قال تعالى( ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةإِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) وهكذا فعل زكريا،وذلك أعظم إيمانا وإخلاصا وتضرعا،ويستمر السياق مجليا تضرع نبي الله وانكساره بين يدي مولاه،)قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ العظم مني واشتعل الرأس شيبا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبّ ِشَقِيًّا )فجمع بين ضعفه وافتقاره وبين حسن ظنه ويقينه بربه،ثم يكشف عن باعث عظيم لدعائه بالولد وهو قولهوَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي ) خاف أن يتولى من بعده من لا يدعو الناس إلي عبادة الله، فقد كان الدين مسيطر على همه،فلم يسأل الولد ليشبع رغبة الابوة أو يستعين به على نوائب الدهر،وإلا لم يكن بعد تقدم عمره واشتعال الشيب في رأسه وهذا يؤكد صدق ضراعته وصلاح مقصده . ثم بعد هذه المقدمة المتضمنة كمال الادب والافتقار والإخلاص وحسن الظن والثناء يأتي الطلب الذى يدل على علو هم وشريف قصد وحسن اختيار.(فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا) فهو تعلق بالكرم الإلهي وتأكيد على الاختصاص بالموهوب من الواهب سبحانه لتكون هبة إلهية معجزة متميزة من مصدرها،مؤكدة بتميز نوعها،ولذا طلب أن يكون الموهوب ( ولياً ) ولاية الدين وميراث النبوة ولذا قال : (يرثني ويرث من آل يعقوب) فالأنبياء لا يورثون، وإنما يورث علمهم ودينهم وهو لم يخلف مالاً،كما أن آل يعقوب قد انقطعوا من زمن بعيد،ثم يزيد زكريا طمعا في فضل ربه بأن يكون الموهوب صالحا فيقول(واجعله رب رضياً) : أي مرضيا عندك وعند خلقك،وهذا أفضل ما يكون من الأولاد، فاستجاب الله دعوته فقال( يَا زَكَرِيَّ اِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا )فما أعظم إجابة الله لضراعة عبده حينما يناديه في الملأ الأعلى باسمه ويقول نبشرك بغلام بل ويسميه بنفسه سبحانه!إنها رحمة عظيمة تعجب منها زكريا فقال رب أنى بكون لي غلام ...) مع وجود المانع لديه وزوجته،فأجيب :قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ ) (هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ) أي يسير ( وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ ) فخلقك من عدم أعظم فسبحان الله القدير!المستحق للعبادة والضراعة،فما الذي يحول بينك وبين أن تنطرح بين يديه،وتقبل عليه،وتسأله من واسع رحمته وسابغ فضله فهو قريب من عباده ف(ادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين). د.عبدالله الغفيلي حفظه الله تعالى مواضيع قد تعجبك:
| ||||||||||||||||||||||||||||||
جديد المواضيع في قسم الفتاة المسلمة حواء المسلمه فتاوى نسائيه |
|
08-13-2013, 10:41 AM | المشاركة رقم: 2 | ||||||
| رد: تضرع نبوي من سورة مريم للدكتور عبدالله بن منصور الغفيلي حفظه الله يجزاكي ربي كل خير :$ | ||||||