كنت في المرحلة المتوسطة تقريبا عندما اخبرتنا معلمتنا عن احد مناهجها في كلية التربية الكلية اللتي تخرجت منها ..

كتاب اخلاقنا كاحد المناهج كان يتناول الاخلاق تحت ضوء الاسلام والشريعة ..

رغم ذلك لم تكن معلمتي خلوقة تماما اعني لم اعد اراها كذلك  خصوصا بعد ان قالت انها تعلمت من ذلك الكتاب..

وقولها  بحصولها على تقدير امتياز حسب قولها طبعا ..

فمعلمتي الانيقة هي اول معلمة اراها ترقص .!!وعلى انغام البرتقالة في غرفة المعلمات .!!

اعتدت ان اراها دائما ترقص في الحفلات المدرسية والمناسبات على كل انواع الالحان و الاغنيات كانها لهذا السبب تحديدا وجدت في سلك التعليم ..

معلمتي الاخرى في سنة تالية طالما تخبطت في المعاني والمخارج والكلمات ونحن اللذين طالما صححنا لها اخطائها تكافئنا دائما بتحديدها اسئلة الاختبار كما هي وايضا تسمح للمتعثرات في الحل بنقل اجابات الاخريات فهي ولابد تشعر بالذنب كوننا لانفهم من دروسها شيئا ولازلنا كذلك غير مستوعبين !!..

حين يعلم المرء عادة ان هناك جائع ينظر له اثناء تناولة الطعام فانه سيقاسمة ولاشك او على الاقل لن ياكل مجدد اماما وكلن حسب اخلاقه طبعا ..

لكن كان في مدرستي معلمات يتناولن افطارا شاملا كل شيء يمكن تناوله كطعام في غرفتهن المقابلة لنافذة المقصف اللتي لايمكن ان تراها ابدا لكونها مغطاة عن اخرها بايدي وروؤس الجائعات في انتظار الطعام ..

كثير من المواقف الان تعصف ذهني عن اخلاقهن ..حين تكذب لتدافع عن نفسها رغم علمها ان كل من حولها لكذبها عالمين ..

حين توكل طالباتها بمهامها وتخرج لمائدتها العامرة وتغضب ان لم يتممنه على اكمل وجه ..

في كل صرخة وكل غضب وكل مرة لم تكمل شرحها لسالفة تود اكمالها مع صديقتها خارج الصف ..

يتجلى امامي كم اخلاقها اللتي تعلمتها هي خسارة فقط لثمن ذلك الكتاب اللذي ذاكرته جيدا لتحصل على درجة نجاح ..

لم تكن الاخلاق لتنفع ابدا اذا كانت مادة تدرس لمن تجاوزوا مرحلة التربية بل وتخطوها ليتهم درسوها سابقا حين كانوا في سننا حين اخبرونا انهم دروسوها وحصلوا على الامتياز ..

نورة عبد الله الهويمل